23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

العراق القصف المتبادل .. الى اين ؟

العراق القصف المتبادل .. الى اين ؟

هل يمكن الإستسلام بأنَّ تصريح السيد ” روب وولر ” القنصل الأمريكي في اربيل < بنقده الحشد الشعبي واعتباره خطراً على العراق > هو الذي تسبّبَ بمهاجمة مقر قوات التحالف الدولي” المجاور لمطار اربيل الدولي ” بطائرةٍ مسيّرة – مفخخة , وكأنّ متطلباتها الفنيّة وتجهيزها بالمواد الشديدة الأنفجار, واختيار الموقع الذي انطلقت منه , فضلا عن اجراءات الإستطلاع المكثفة التي سبقت عملية الإطلاق والإقلاع!

قد كانت وكأنها جاهزة مسبقا بأنتظار ان يدلي السيد القنصل بتصريحه ذلك .! وهل تحسّبت السفارة الأمريكية في بغداد لأبعاد وردّ الفعل المحتمل لما افاضَ به السيد ” وولر ” , ممّا جعل الخارجية الأمريكية ان تختار القنصل بدلاً من السفير ! لمحاولة التخفيف من حدّة كلماته ومن مضاعفاته المحتملة , ومع الأخذ بإعتبارٍ آخرٍ انّ مثل هذا الحديث او الإتهام قد قيل لأكثر من مرة ومرتين من قبل مسؤولين امريكيين آخرين سواءً في ادارة ترامب او بايدن .! , يصعب الجزم في ذلك بلا شك مع امكانية حدوثه .

كما وفقاً للأخبار بأنّ قوات البيشمركة قد قصفت مقرّ اللواء 30 – حشد شعبي عقب الحدث ” ودونما تفاصيل عن الخسائر وتأثيرات ذلك القصف ” , وهي المرّة الأولى التي يحدث فيها ردّ فعلٍ عسكري من البيشمركة او قيادتها الأعلى , ودونما ردّ فعلٍ آخرٍ او ثانٍ من تلك الوحدة العسكرية المفترضة للحشد ضدّ القصف الكردي , والذي بانَ وكأنّ صفحةً جديدةً غير بيضاء سوف تبدأ بتوجيه فوهات مدافعها او رؤوس صواريخها المدببة بين كلا الجانبين ” الحشدي والكردي ” , وبرغم أنّ ذلك محتمل الوقوع , وقد توقّع البعض أن يأتي الرّد ضد البيشمركة سريعاً , لكنّما من الناحية التقنية والعسكرية فإنّ مثل هذه التوقعات تعاني من الضعف وقصر النظر .! , حيث وبأفتراضٍ الإعداد والتهيئة لهكذا ردّ , فأنّه يحسب ويتحسّب مسبقاً بأنّ الأجواء والسماء ملآى بالأقمار الصناعية الأمريكية ” وربما سواها ” التي جرى تحريكها على عجل نحو تلك المنطقة المحاذية لأقليم كردستان او جنوبها , بالأضافة الى تركيز وسائل الرصد والمراقبة والتصوير الجوي , ممّا يستدعي التمهّل ” وطول النَفَس ” لإصياد واقتناص الفرصة الملائمة للرّد , والتي قد لا تكون في ذات المنطقة التي إنقضّت عليها ” الدرون ” المسيّرة ! , إنّما ولكنّما مع تفهّمٍ لمقتضيات الضرورات ” السياسية ” الآنيّة او التكتيكية , وعلاقتها بالأوضاع الأقليمية وبعض القوى الدولية , فمن الممكن وضمن ” فنّ الممكن سياسياً ” فقد تغدو هذه الأحداث قد انتهت او جرى إرغامها على التوقف , ومع النظر مرةً ثانية الى تأييد بعض قادة الفصائل المسلحة للبيان الختامي للحوار الستراتيجي العراقي – الأمريكي الذي صدر مؤخّراً .

المسألة لم تتحررّ بعد من قيود التعقيد , ولم يتبقّ سوى الإنتظار ” بارداً كانَ او حارّ ” مهما كان ضارّ .!