23 ديسمبر، 2024 4:22 م

حضرت قبل أيام أحتفالاً ضم مجموعة من المثقفين و الادباء و الشعراء أحتفاءاً بأحد المثقفين من الاصدقاء لتماثله للشفاء من مرض في القلب ألم به وكاد أن ينهي حياته فجأة ودون سابق أنذار حيث توقف قلبه او كاد لولا أن تولته رحمة الله فأعادته ألينا مثخناً بالهموم والاوجاع والوهن ، فكان لأصدقائه ومحبيه في المحفل كلمات وقصائد عبرت عما يختلج في صدورهم من مشاعر وأحاسيس فرحة بشفاء صديق لهم في مبادرة رائعة وهي الاحتفاء بمريض تماثل للشفاء وهي مبادرة أتمنى أن تستنسخ وتتكرر لأنها تجمع الاخوة حول أنسان يكون بأمس الحاجة الى من يعاضده ويقف بجانبه لخروجه من أزمة صحية فبعد شفاء جسده تحتاج روحه ونفسه الى الشفاء في مرحلة النقاهة ، وفي معرض الكلمات التي ألقيت بهذه المناسبة جاء دوري فأرتقيت المنبر وألقيت كلمات على مسامع الحضور قلت فيها رغم مشاعر الالم والقلق والرجاء التي أنتابتني عند سماعي الخبر الا أني لم أستغرب مطلقاً أن يصاب هذا المثقف أو ذاك الاديب أو الشاعر أو المفكر بجلطة دماغية أو ذبحة صدرية أو حتى الموت نعم لم أستغرب بل أني أستغرب الا نصاب جميعنا بتوقف في عمل تلك القلوب التي تسكن أجسادهم ، لأن الذي يسكن عقولهم وقلوبهم وضمائرهم ويجري مجرى دمائهم ويدخل رئاتهم مع كل شهيق ولا يخرج مع الزفير ، ليتراكم حبه مع كل يوم يعيشونه عليه هو العراق ، الذي رباهم على ترابه صغاراً وربوه في أعماقهم كبيراً ، فكيف بقلبٍ يعشق العراق و يحمل همه ويستنشق هواءهُ لا ينتفض ولا يعلن أضراباً عن النبض أو يصاب بجلطة وطنية مزمنة وهو يرى ما حل ببلده من خراب ومآسي حتى وصل الى الاحتضار مثخناً بالجروح ينزف ويزف أبنائه الشرفاء كل حين في جبهات الغباء والعمالة وحروب الوكالة والنيابة فمن يرى وطنه يضيع من بين يديه كالماء ينساب بين أصابع متفرقة ليس غريباً عليه إن قضى صبراً مصلوباً على قارعة الاوطان , وفعلاً من أضاع الوطن هم أصابع متفرقة وطرائقاً قددا لم يصونوا الامانة ولم يحفظوا العهد ولم يعشقوا العراق أو يهتموا به أو يميلوا اليه ، إن العراق سيقتلكم أيها الواعون لأنه همكم الوحيد وجرحه لا يلتأم ونزيفه لا يتوقف حتى يأخذكم معه لان مصيره مصيركم ولأن ضميركم لم يأخذ حقنة منوم مستوردة ، فسيقتلكم هذا الحب و كل عراق وأنتم بخير .