20 مايو، 2024 11:00 م
Search
Close this search box.

العراق….الطغيان الناعم

Facebook
Twitter
LinkedIn

هناك نوعان من الطغيان يمارس ضد الشعوب المضطهده
هذان النوعان قد عاشها الشعب العراقي بتفاصيلهما,  فهناك الطغيان الدموي الذي يمارس مختلف وسائل الترهيب والترغيب لكي يروض الشعب البسيط ويجعله يضعن لما يريد حتى لو تطلب الوصول إلى مبتغاه القتل والتنكيل وغير ذلك من الأساليب المرعبه… لقد تعرض الشعب العراقي بصورة خاصة لهذا النوع من الطغيان أيام النظام السابق ورغم كل تلك الممارسات من قبل النظام السابق, لم ينجح في تدجين أبناء الشعب الشرفاء…وكان من نتائج هذا الطغيان أن تخلف العراق سنوات عن محيطه الإقليمي وتحول إلى دوله عبارة عن كتله من الركام جوع ومرض وموت سرقت الفرحة وحل محلها البؤس والشقاء والتخلف….
وبعد 2003 توهم الشعب العراقي بإنه تخلص من أعتى طغيان مر عليه وإن أبواب المستقبل الزاهي قد تفتحت عليه وإن الشمس سوف تشرق على هذا الوطن بعد معناة طويله طويله ومأساة تلو مأساة وحرب تتبعها حربا أشد وأقصى منها كل ذلك تصور العراقي البسيط أنها سوف لم تكن إلا ذكريات مؤلمة وإن الطغيان قد طوى الصفحة الأخيرة منه وإن العراق مقبل على زمن الديمقراطية والحرية والكلمة الأولى والأخيرة سوف تكون للمواطن….اليوم مضى ما يقارب احد عشر سنة على زوال طغيان النظام السابق,  وحينما نقف اليوم ونتساءل أين العراق الآن نجد إن العراق لا يزال يعيش في تداعيات النظام السابق فالبلد لا يزال مدمر بل تحول إلى مجموعة من الكتل المتهالكة وكل ما في العراق مدمر, البؤس والشقاء والقتل تضاعف مرات عديدة، إطروحات طائفية مقيته لم يسمع بها الشعب العراقي من قبل وإذا اردنا أن نعدد مظلومية العراق وألشعب العراقي سوف لاتكفي صفحات عديده لإيجازها وإن فسحة التفاءل الذي عاشها الشعب العراقي بعد 2003 لم تكن إلا سراب…وهنا يثار تساءل لدى المواطن العراقي!
إذا ماذا يطلق على المرحلة التي يعيشها العراق الآن؟
إذا كان من السخف أن تسمى هذه المرحلة بمرحلة الديمقراطية! فما هي التسمية التي توًصف هذه المسألة…هل يعيش العراق مرحلة جديده من الطغيان؟  إذا إتفقنا إن العراق يعيش حقبة جديده من الطغيان…وإتفقنا على إن ما يعيشة العراق الآن هو طغيان….إذا لنطلق على هذه المرحلة بمرحلة بالطغيان الناعم….
لآن كلا النوعين قد أفرزوا نفس النتيجه…وهي مزيدا من الدمار مزيده من التخلف مزيدا من الفقر.
الطغاة النواعم الذين حكموا العراق بعد السقوط هم كسابقيهم إن لم يكونوا أكثر تشبعا بفلسفة الطغاة من الذين سبقوهم
فالطاغية الناعم يدخل إليك بأساليب ملتوية كل أربعة سنوات مره لكي يتقرب ويجعلك تتقرب إليه حتى إذا ما ضمن صوتك ضرب برأسك عرض الحائط وتركك تلعن اليوم الذي جعلك تمنح صوتك لطاغية جديد يبحث عن منفذ لكي ينقض على ما تبقى من هذا البلد المنكوب
نحن اليوم في العراق نعيش حقبة الطغيان الناعم وعليه يجب ان يكون المواطن على درجه عالية من الوعي لكي لا يترك منفذا لهؤلاء الطغاة أن ينفذوا لكي ينقضوا من جديد كما حصل في الدورات الإنتخابية السابقة.
والطغاة النواعم أشد فتكا ولؤما من بقية الطغاة فهؤلاء الطغاة ينتهجون سياسات ناعمة مغلفة بالورود بحيث من الصعب على أي إنسان محدود الثقافة أن يطلق لفظة طغاة عليهم للوهلة الأولى ومن الصعب تميزهم ولكن كما يقال إن الأمور تعرف بخواتيمها والآن وبعد أكثر من عشرة سنوات مرت على العراق وهو يعاني ما يعانيه أليس هذا دليلا كافيا أن العراق عاش خلال العقد الماضي حقبة الطغاة النواعم الذين سيطروا على مقدرات البلد وتركوه مدنه أقرب ما تكون إلى مدن أشباح.
إن الطغاة النواعم الذين سيطروا على العراق بعد السقوط  أشاعوا الفوضى في البلد وأدخلوا الإرهاب وعطلوا القوانين وأنقضوا على موارد البلد وسرقوها….وبمقارنة بسيطة بين طاغية الأمس وطغاة اليوم نجد إن عدد الذين قتلوا زمن الطغيان الناعم من العراقيين قد تضاعف بشكل رهيب…وإن العراق زمن الطغيان الناعم قد فقد السيطرة على أهم مورد من موارده وهو النفط حيث بيعت حقول نفط العراق بأبخس الأسعار تحت ما يسمى بجولات التراخيص سيئة الصيت وسوف يتذكر أجيالنا القادمة إن الطغاة النواعم هم المسؤولين عن بيع وطن كامل وموارد هذا الوطن والتنازل عن سواحل العراق بإتفاقيات أكثر قذارة من إتفاقية 1975 مع إيران…كما سوف يشهد التاريخ إن هؤلاء الطغاة هم المسؤولين عن تفكيك أكبر شركة نفط في المنطقة وهي شركة نفط الجنوب وتحويلها من شركة نفط إلى مكتب من مكاتب التشغيل يلبي طلبات الشركات التي جاء بها الطغاة لنهب وسرقة العراق من المهندسين الأكفاء.
إن الطغاة النواعم قد حولوا العراق إلى دوله فاشلة وإن العراق يسجل المراتب الأولى على قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم وقائمة الدول الأكثر تخلفا في العالم…لقد عطل الطغاة النواعم كل شكل من أشكال التنمية في البلد وحولوا العراق من الدول الإستهلاكية الأولى في العالم. لا زراعة ولا صناعة في هذا البلد يكاد البلد يستورد كل شيىء…تخريب في كل ركن وكل مفصله من مفاصل هذا الوطن جعل العراق يعيش أقسى مرحلة من مراحل تاريخة بسبب الطغاة النواعم هؤلاء….العراق اليوم يعاني من دكتاتورية مقيته مهندسيها وراسمي سيناريوتها كانوا بالأمس القريب نكرات يقتاتوا على مزابل الأخرين وبصوره مفاجأة توفرت تحت أيديهم مليارات الدولارات فبدلا من أن تستغل هذه الأموال لبناء العراق راحت تنهب نهبا من قبل طغاة العراق وتحولت هذه الأموال إلى قصور وعمارات في بلاد الدنيا…من هنا نستنتج إن طغيان اليوم أشد فتكا بالشعب العراقي من طغيان الأمس….فطغيان الأمس يقطع رأسك مباشرة أما طغاة اليوم فإنهم يضعون السم بالعسل ولكن النتيجه واحدة هو موت شعب…وموت اليوم أشد آلما من موت الأمس.  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب