9 أبريل، 2024 10:13 ص
Search
Close this search box.

العراق .. الطائفية والعرقية بديل لقوى الدولة

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأزمات المتتالية التي عاشها العراق منذ احتلاله حتى الساعة،وربما هي آخذة بالاستمرار طالما هناك جهات تُؤثرمصالحها على حساب مصالح الشعب والوطن ،وقد بات ذلكجليا وبوضوح خلال العقدين الماضيين، حيث آثر فيه هؤلاءمصالح الأجنبي على حساب مصالح العراق وأهله.

الأزمة الحقيقية التي يعيشها العراقيون تتمثل في التبعيةللخارج، ولنسمي الأمور بمسمياتها (التبعية لإيران) ،ذلك أنالطبقة التي يطلقون عليها(سياسية) وتدير البلاد منذ 2003  حتى الساعة تتمثل بجماعات تابعة لإيران سيطرت علىمقاليد الأمور بدعم مباشر من المحتل الأمريكي ومباركته، ثمامتلكت النفوذ والسطوة بتأثير المال والسلاح حتى باتت تسيطرعلى كل مفاصل الحياة في العراق.

فأستشرى الفساد وطغت المحسوبية وتسيدالمنافقون، وبات التحزب والطائفية والعرقية بديلا عن قيم الوطنية والمثلوالأخلاق في التعامل وبديل لقوى الدولة وأجهزتها ،مقابلالفوضى التي يعيشها العراق في ظل غياب القانون والشكوىالتي تحيط بالقضاء ،وطغيان العشائرية السلبية كقوة سائدةعلى ما سواها في الاحترام والتقاضي.

ومن ذلك ساد السلاح كمنطق يحكم الشارع بإرادة الأحزابالتي لايمكن أن يطلق عليها وصف سوى (العمالة والخيانة) ،فتراجعت مستويات أداء قوى الأمن والجيش، وظهرت أجهزةطائفية وعرقية بإمتياز كبديل لقوى الدولة وأجهزتها الأمنيةوالعسكرية.

ملخص ماتحدثنا عنه هو (الفوضى) بأدق تعبير ، وهي المنهجالذي جاء به المحتل ليتم تطبيقه ويخدم  توجهاته سيما وأنه تمالتأسيس لها منذ البداية ، وهناك الكثير من الشواهد على مانقول.

ناهيك عن أن الوضع القائم الآن في العراق يخدم بعض دولالجوار بوجود عراق ضعيف مهشم غير مستقر لايملك دوراقياديا أو حتى تأثير فعلي في السياسة الإقليمية يخدممصالح الدول التي تجاوره، ويساعد ذلك على ظهور أدوارلدول أو دويلات لم تكن تملك تأثيرا في سياسة المنطقة بوجودعراق قوي معافى (والأمثلة عديدة).

ناهيك عن التهديدات الإيرانية ودورها وتأثيرها في المنطقة،والتي استطاع العراق السابق بحكمه الوطني من أن يوقفهالفترة طويلة من الزمن ، وينهي تأثيراتها السلبية المهددة لأمنالمنطقة أو الأقليم، والتي تجد فرصتها بمساحات لاحدود لهابغياب الدور العراقي .

اليوم وباختصار نعيش في العراق تحت تأثيرات عديدة تتمثلفي التدخلات الخارجية على مستوى القرار العراقي وصياغتهوعدم حياديته أو اخلاصه للعراق ، ما ينعكس بوضعه وتأثيراته على الأداء السياسي (إن وجد) والذي يوصفبالضعف أصلا (والدلائل عدة) ما يفقد العراق حقه في أرضهومياهه وثرواته ومصير أجياله.

ثم الانتماء التام للخارج (وبالذات إيران) كون الأحزاب التيتتسيد المشهد (هواها فارسي) النزعة، وتعمل وفق الأجنداتالطائفية وليس الوطنية، وقد جرى تأسيسها ودعمها ورعايتهافي إيران وذلك معلوم للجميع ، أي تم تربيتهم واستثمارهم لمثلهذه الظروف. ناهيك عن الأحزاب التي تعمل بدعم أمريكيوجهات أخرى لكن سطوتها وسيطرتها ليست على نفسالسيطرة الإيرانية .

غياب القرار العراقي ومصادرته من قبل إيران في المحافلالدولية،كما جرى في اجتماعات البرلمانات العربية والتيصوتت بالضد من التدخل الإيراني في العراق وغيره من الدولالعربية، وامتنع العراق من التصويت بل رفض القرار جملةوتفصيلا، وهي سابقة تعد خطيرة في السياسة العراقية التيتمثلت بالقومية طيلة فترات الحكم في العراق.

مصادرة القرار العراقي ودوره وتأثيره لايعالج إلا وفق اتفاقاتدولية تحكم العلاقات بين الدول بالرجوع لميثاق الأمم المتحدةومجلس الأمن الدولي ، وفرض ذلك ولو بالتلويح بالقوة سواءالاقتصادية أو العسكرية من قبل المجلس وأعضاءه ،وذلكلايتأتى إلا عبر سياسة قوية ثابتة وطنية تقدم مصالح العراقعلى ما سواها، وهو مالم يحدث في ظل سيطرة تلك الأحزابعلى مقاليد الحكم  والثروة في العراق.

لابد للقوى المعارضة من أن تملك ذلك التأثير في السياسةالخارجية وأن تضع بصمتها على صفحاتها لتنقل معاناةالشعب في ظل تسلط تلك العصابات التي تسمى بالحكومةوتعريتها وعزلها عن المجتمع الدولي، وذلك لن يحدث إلابالتواصل مع الدول وتوطيد العلاقات بشكل عام مع المسؤولينوأصحاب القرار، واستغلال الإعلام ووسائله للظهور للعلنوتعريف الجمهور ببرامج وأساليب عمل القوى المعارضة أيكانت وترسيخ قيم الوطنية في التعامل والتفاوض مع الآخريندولا أو أشخاص يملكون التأثير في المشهد السياسي الدولي.

وما ينطبق على المشهد العالمي ينعكس أو ينطبق علىالأقليمي، فدول الأقليم تمتلك أوراقا للضغط على الداخل ولهامن يعمل لمصالحها،وقد لمسنا شواهد عدة على بيع أراضومياه إقليمية لدول الجوار مقابل قبض أثمان معينة.

لابد للمعارضة اليوم وبالاخص (المجلس الوطني للمعارضةالعراقية) أن يستخدم أدوات الحوار الصادق والمخلصللعراق ،ولابد من التواصل مع العالم سواء دول الأقليم أو العالمبشكل عام عن طريق دول تملك قوى المعارضة تأثيرا فيها ،كالمملكة الأردنية الهاشمية حيث هنالك الكثير من الأخوة الذينيملكون حضورا فاعلا وتواصل مع المسؤولين الأردنيينوالمصريين والسعوديين والأتراك والدول الأخرى يتم التواصلمن خلالهم لتبادل وجهات النظر والتفاهم حول السبل التيتخدم القضية العراقية.

أما عن الداخل الذي نخرته الفوضى والفساد والعوز والتخلفوالظلم وهو مايخدم تسلط تلك الأحزاب وسيطرتها ،وسيستمرذلك مالم يعي الشعب تلك المخططات التي ستقوده إلى الهاويةوالخراب التام وضياع الوطن بالكامل.

وهنا لانريد أن ننظر وننقل ماقيل وكتب في مناسبات عدة ،لكننختصر الموضوع بتجربة السيد(مهاتير محمد) الذي أجاد فيإصلاح كل مشاكل ماليزيا في ثلاث حقول(التعليم،القضاء،الإدارة) ومن المؤكد إن مخرجات هذا المثلثالذهبي ستعمل بالتدريج على إصلاح منظومة الفساد، وتسعىوبجدية بواسطة من يمسك بأطرافها ممن يتصفون بالنزاهةوالشجاعة والكفاءة والتعامل بصدق وشفافية، ومجتمعنا يعجبمن يملكون تلك الصفات ويتصفون في النهاية بالوطنية.خلاص الأزمة العراقية وحلولها تكمن في إزالة هذه الأحزاب(المخربة الخيانية) وقطع دابر التدخلات الخارجية  وخاصةالإيرانية، وإعادة صياغة المعاهدة الأمريكية بما يتوافقومصالح العراق وأهله.

ثم ضرورة إعادة كتابة (دستور جديد وطني) عادل يخدمالعراق وأهله، وإلغاء العمل بمواد الدستور الذي كتب في عهد(المحتل) ،ثم إعادة تأهيل الجيش وقوات الحدود والشرطة وقوىالأمن وفق القواعد الوطنية والقيم الاجتماعية العراقية، وتقديمخدمات فعلية حقيقية للمواطن في السكن والصحة والتعليموضرورة أن تكون مجانية بالكامل.

فيما تأتي خطوة انعاش المواطن اقتصاديا بعد أن عانى منويلات الفقر والفاقة على مر عقود طويلة كأولوية مهمة. وإعادةهيكلة المدن والمناطق وبناءها بما يتوافق مع التطور الحضاريالذي يعيشه العالم، والدفع باتجاه حل جميع المشاكلوالمتعلقات الحدودية وحفظ الحق العراقي بحدوده سواء فيالجنوب أو الشرق. ناهيك عن تأهيل المجتمع اجتماعيا وتوظيفوسائل الإعلام بشكل مكثف للقضاء على المخدرات التيزرعتها الأحزاب المجرمة في أوساط شبابنا.

لانريد التنظير وإعادة ماكتب، بل هو للذكرى إن صح كمنهجعمل لابد أن يتم تطبيقه في سبيل الإصلاح، ونعود لنذكر إن لميكن للجهة المعارضة تأثير في الخارج أو اعتراف دولي ولوبسيط لايمكن أن تتيسر لها سبل الظهور في العلن والتأثيرعلى الجمهور ،وكيف للجمهور أن يتعرف على منهج الحركةالمعارضة مالم يكن لها حضور وأدوات ومؤتمرات ونقاشوتفاوض.

الإعلام اليوم هو القوة العظمى التي تترك تأثيرها أكثر منالسلاح، لذلك لابد من استغلال وسائل الإعلام ومنها وسائلالتواصل للتعريف بالمجلس الوطني للمعارضة العراقية ، ومايتبناه من منهج وطني لتستطيع الجماهير أن تعي مفاهيموفكر تلك الحركة لتفهم ماتريد وتتفاعل معها وتدعمها أو تنفرمنها.

عضو المجلس الوطني للمعارضة العراقية

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب