9 أبريل، 2024 9:29 ص
Search
Close this search box.

العراق \ الزيارة البابوية .. وقُصر النظر البروتوكولي

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من الإستقبال الجماهيري والرسمي الهائل والساخن الذي حظي به سماحة البابا فرنسيس دام ظلّه في اربيل والموصل او بعض بلدات الأقليم الأخرى , والذي يشكّل هذا الإستقبال مدعاة فخرٍ لكلّ العراقيين في كلّ المحافظات , واللافت للنظر ايضاً أنّ ذلك الإحتفاء والإستقبال قد تجاوز اعتبارات وقيود الحظر الكوروني , كما في بغداد والمحافظات الأخريات اللواتي حظيت بزيارة البابا , ودونما استرسالٍ قد يغدو قابلاً للتأويل , لكن الموضوع هنا يقتصر على اليوم الأول الذي حطَّ فضيلة البابا الرحال فيه في بغداد وفي سويعاته الأولى :

  التهيئة والإعداد وبمنهجيةٍ مبرمجة فنيّاً , لإستقبال السيد البابا في مطار بغداد الدولي تحديداً كانت وأن جرت هندستها بإتقانٍ عالٍ وأخّاذ , ومع أخذٍ بكلٍ الإعتبارات اللائي لا تسبب ايّ جهدٍ او ضغطٍ صحيٍّ على حضرة الزائر , والتي تجاوزت اعتبار استعراض حرس الشرف في المطار .! , وقد عزّز ذلك الموسيقى ورَقَصات الإحتفاء بالضيف الكبير, <  رغم أنّ بعض وسائل الإعلام والسوشيال ميديا انتقدت ” رقصة او حركات الأستقبال بالسيوف وباللباس العربي ” وبالغت فيها كثيراً , بأعتبارها ليست من الفولكلور والتراث العراقي , وانها سعودية الأصل والجذر ” ومع ذلك فلا مجال للإيغال اكثر في ذلك . وقد كتب أحد الصحفيين من ذوي المعرفة الشخصية برئيس الوزراء ” قبل الإحتلال ” أنّ النتاج الفنّي العام لبرنامج الإستقبال ومنوّعاته هو من اشراف السيد الكاظمي ووفق ما يرتبط بطباعه الشخصية وأساليبه , وكان كلّ ذلك قد جرى بإتقانٍ مدروس .

لكنَّ ما لا نسمّيه بالطامة الكبرى .! هو إعادة بروتوكول الإستقبال في القصر الجمهوري وبشكلٍ مكثّف ومُطوّل , ممّا ارغم السيد رئيس الفاتيكان على المسير لمسافاتٍ طويلة او شبه مطوّلة في منطقة القصر الرئاسي لرئيس الجمهورية , ودونما اعتبارٍ لوضعه الصحّي والعُمر وما الى ذلك , ولم يكن ذلك مُبرّراً تحتَ ايّ مسوّغ .!

وفي الواقع وكما معروف , فإنّ ايّ استقبالٍ تشريفاتيٍ لرؤساء وزعماء الدول يجري في المطار فقط , لكنّ الخروج عن هذا التقليد العالمي ابتكره رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي , الذي لمْ يتحمّل إجراءات استقبال رئيس الجمهورية لأيّ ضيفٍ من قادة الدول في مطار بغداد , ودون حضورٍ له في ذلك , فإبتكرَ ” ولا نقول اخترعَ ! ” اجراء مراسم استعراض حرس الشرف مرّةً ثانية وفي قاعةٍ مغلقة .! ملحقة بقصر رئيس الوزراء .! , وهنا لا نقول أنّ هذه العدوى او الحُمّى ” او بعضها ” قد انتقلت الى السيد الرئيس برهم صالح ” , ولكن ما كان ينبغي تحميل حضرة السيد البابا هذا الجهد المضني في المسير والمسيرة ! لأجل تسليط الأضواء , اذا ما كان ذلك هو الغرض او حتى سواه .! 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب