على الرغم من الإستقبال الجماهيري والرسمي الهائل والساخن الذي حظي به سماحة البابا فرنسيس دام ظلّه في اربيل والموصل او بعض بلدات الأقليم الأخرى , والذي يشكّل هذا الإستقبال مدعاة فخرٍ لكلّ العراقيين في كلّ المحافظات , واللافت للنظر ايضاً أنّ ذلك الإحتفاء والإستقبال قد تجاوز اعتبارات وقيود الحظر الكوروني , كما في بغداد والمحافظات الأخريات اللواتي حظيت بزيارة البابا , ودونما استرسالٍ قد يغدو قابلاً للتأويل , لكن الموضوع هنا يقتصر على اليوم الأول الذي حطَّ فضيلة البابا الرحال فيه في بغداد وفي سويعاته الأولى :
التهيئة والإعداد وبمنهجيةٍ مبرمجة فنيّاً , لإستقبال السيد البابا في مطار بغداد الدولي تحديداً كانت وأن جرت هندستها بإتقانٍ عالٍ وأخّاذ , ومع أخذٍ بكلٍ الإعتبارات اللائي لا تسبب ايّ جهدٍ او ضغطٍ صحيٍّ على حضرة الزائر , والتي تجاوزت اعتبار استعراض حرس الشرف في المطار .! , وقد عزّز ذلك الموسيقى ورَقَصات الإحتفاء بالضيف الكبير, < رغم أنّ بعض وسائل الإعلام والسوشيال ميديا انتقدت ” رقصة او حركات الأستقبال بالسيوف وباللباس العربي ” وبالغت فيها كثيراً , بأعتبارها ليست من الفولكلور والتراث العراقي , وانها سعودية الأصل والجذر ” ومع ذلك فلا مجال للإيغال اكثر في ذلك . وقد كتب أحد الصحفيين من ذوي المعرفة الشخصية برئيس الوزراء ” قبل الإحتلال ” أنّ النتاج الفنّي العام لبرنامج الإستقبال ومنوّعاته هو من اشراف السيد الكاظمي ووفق ما يرتبط بطباعه الشخصية وأساليبه , وكان كلّ ذلك قد جرى بإتقانٍ مدروس .
لكنَّ ما لا نسمّيه بالطامة الكبرى .! هو إعادة بروتوكول الإستقبال في القصر الجمهوري وبشكلٍ مكثّف ومُطوّل , ممّا ارغم السيد رئيس الفاتيكان على المسير لمسافاتٍ طويلة او شبه مطوّلة في منطقة القصر الرئاسي لرئيس الجمهورية , ودونما اعتبارٍ لوضعه الصحّي والعُمر وما الى ذلك , ولم يكن ذلك مُبرّراً تحتَ ايّ مسوّغ .!
وفي الواقع وكما معروف , فإنّ ايّ استقبالٍ تشريفاتيٍ لرؤساء وزعماء الدول يجري في المطار فقط , لكنّ الخروج عن هذا التقليد العالمي ابتكره رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي , الذي لمْ يتحمّل إجراءات استقبال رئيس الجمهورية لأيّ ضيفٍ من قادة الدول في مطار بغداد , ودون حضورٍ له في ذلك , فإبتكرَ ” ولا نقول اخترعَ ! ” اجراء مراسم استعراض حرس الشرف مرّةً ثانية وفي قاعةٍ مغلقة .! ملحقة بقصر رئيس الوزراء .! , وهنا لا نقول أنّ هذه العدوى او الحُمّى ” او بعضها ” قد انتقلت الى السيد الرئيس برهم صالح ” , ولكن ما كان ينبغي تحميل حضرة السيد البابا هذا الجهد المضني في المسير والمسيرة ! لأجل تسليط الأضواء , اذا ما كان ذلك هو الغرض او حتى سواه .!