16 سبتمبر، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

العراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى 

العراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى 

عاد الحديث في الايام الاخيرة، مرة اخرى؛ عن اقامة الاقاليم في العراق، بعد ان اسدل الستار عليها منذ سنوات. لو ان الحديث عنها بطريقة خجولة وغير واضحة. صاحبها؛ الدعوة الى اتفاقات اجتماعية جديدة على قاعدة توافقات يتفق عليها بين اللاعبين في المشهد العراقي. كأن العراق عراق حديث العهد ولم يكن دولة حضارية عمر حضارتها اكثر من ثمان ألاف سنة، لازمان مضت، راسخ ومتجذر في الوجود عبر سفر تاريخي خالد. ان الدعوة الى فيدرلة العراق، اي في الحقيقة، الى بلقنته، هي دعوة للتقسيم والتشظي والاضعاف، وهي دعوة يشك في نزاهتها. في لقاء مع السيد أزهر شلال على قناة البغدادية قبل عدة ايام، وهو كاتب صحفي ومراسل؛ تطرق الى موضوع اقامة الاقليم (السني). قال مؤكدا؛ ان كلا من علي حاتم والسيد الحلبوسي رئيس مجلس النواب، كانا قد اجتمعا مع السيد مسعود البرزاني، وبحثا مع البرزاني موضوع اقامة اقليم (سني) في شمال وغرب العراق، وكبداية يكون بإقامة اقليم في الانبار. اضاف السيد ازهر شلال؛ بان السيد البرزاني نصحهما بالتواجد في الانبار والبدء بإجراءات اقامة اقليم الانبار. في ذات اللقاء اوضح؛ هناك من السنة من يعارضون اقامة اقليم الانبار. السؤال الاخر والذي هو الاكثر اهمية واثارة للكثير من الاسئلة الأخرى المرتبطة بالسؤال الاساس هذا؛ ما هي الاهداف والغايات التي تدفع الساسة الكرد الى التحريض على اقامة الاقاليم في العراق، اي تجزئة العراق على شكل اقاليم او فدرلة وهذا التوجه في حقيقته ليس فدرلة او اقامة اقاليم على غرار ما موجود على ظهر كوكب الارض، بل هو اذا ما جرى العمل به من وراء الابواب المغلقة؛ كونفدرالية وليس فدرالية. كيف يكون شكل الاقليم، هل هو يشبه كردستان العراق، والذي هو دولة مستقلة داخل الدولة من الناحية العملية والواقعية، والجميع يعلم بهذا في الداخل العراقي وفي المحيط الاقليمي والدولي. ان دعاة اقامة الاقليم اذا ما تم لهم لا سامح الله ما ارادوا، واستقر الوضع؛ سوف يطالبون ان يكون الاقليم كما في كردستان العراق. ان العراق دولة واحدة على مر العصور والدهور، ولم يتم كما يدعي البعض زورا وبهتانا؛ من انه صناعة اي العراق صناعة بريطانية، بل ان العراق موجود حتى قبل ان توجد بريطانيا ذاتها. اذا ما سئلت اي عراقي في الوسط وفي الجنوب وفي شمال وغرب العراق عن رأيه بفدرلة العراق، سوف يكون جوابه وبكل تأكيد؛ هو الرفض التام، الا من كان مؤدلجا في هذا الاتجاه قبل زمن ما. اعتقد ان هناك ما وراء الاكمة ما ورائها من مشروع مبيت لبلقنة العراق.. إنما ومن وجهة نظري ان هذا المشروع سوف يكون نصيبه الفشل لامحالة كما فشل غيره من مشاريع لا تختلف عنه في النية والهدف، بل ان من يدعو له سيخسر رصيه الشعبي. ان هذا هو ما يجعل اصحاب الدعوة الى اقامة الاقاليم لا يجهرون بها، بل يلفوها بغطاء من الغموض، لأدراكهم ان الشعب يرفض هذه الدعوة، التي هي محل شك كبير جدا، كما ايضا يرفض الداعين لها. وعلى الساسة الكرد وبالذات السيد مسعود البرزاني، ان يفهم جيدا؛ بان التحريض على بلقنة العراق، لن يجنوا الكرد اي فائدة منه، بل ان العكس هو الصحيح، اي ان كردستان اذا تم فدرلة العراق لاسامح الله، ستلحق بهم اضرارا بالغة من دول جوار العراق. ان الحنكة السياسية وفن ادارة الازمات؛ ليس هو اللعب على المتناقضات المحلية والاقليمية والدولية، واستثمار الفرصة التي صنعتها وتصنعها الى الآن؛ الخطط المخطط لها؛ لأضعاف العراق كدولة واحدة، بل هو الابتعاد عن هذه الخطط كليا، وان لا يسمح المسؤولون في كردستان العراق اي كانوا؛ بان يكون الاقليم ورقة ضغط واداة تحطيم لوحدة العراق، لأن هذا لا يصب ابدا في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة الشعب الكردي كجزء اصيل ومهم جدا من شعب العراق ومن كيان الدولة العراقية. بقناعتي المؤسسة على قراءة المشهد المحلي والاقليمي والدولي؛ ان الذهاب الى فدرلة العراق اذا ما ذهب من سيذهب إليها في المقبل من الزمن؛ سوف يكون مصيره الفشل حتى قبل خط الشروع به. للتالي؛ كل دول جوار العراق وبالذات دول جوار العراق الاسلامية، ايران وتركيا سوف يقفان بالضد من هذا المشروع، ليس قبل البدء به بل قبل التفكير به. ان الدولتين يؤثر على كيانهما الجغرافي مشروع بلقنة العراق. حتى المملكة العربية السعودية لا يصب في مصلحتها مخطط بلقنة العراق؛ لنفس سبب دوافع الرفض له من قبل الدولتين. ملاحظة لا بد منها في نهاية هذه السطور؛ ان السيد ازهر شلال لا يمكن ان يدلي بهذه التصريحات في مقابلة متلفزة، اذا لم يكن متأكدا مما قال في المقابلة من حقائق..

أحدث المقالات