23 نوفمبر، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

العراق الحلم..

نريد عراق زين.. هكذا تحدثت مجموعة من الشباب عن طموحاتهم المكبوتة، وعن حلمهم بايصال موسيقاهم الى كل البشر، وتناسوا انهم يعيشون في بلد لم يعرف الراحة منذ عقود عديدة، فليس من باب الصدفة ان نجد من يتحدث بهذه النبرة، بل تكاد تكون السمة الغالبة لجيل ولد وترعرع في ظروف لا يمكن وصفها بالطبيعية، بل بالكارثية مع استمرار توالد الازمات الواحدة تلو الاخرى، والتي باتت تتزاحم امام انظارنا وانظارهم دون توقف.

ويضعنا حديثهم هذا امام تساؤل قد يكون بديهي، اين دور الحكومة، سيقول من يحاول القفز على بديهيات الامور، بان البلد يمر بازمة امنية كبيرة وهذه وحدها تجعله يغض الطرف عن صغائر الامور، وكانهم يقررون حجز احلام جيل كامل، التي قد لا ترى النور على ارض العراق، اذا ما استمر التدهور وفق هذا النسق، والذي باتت تحذرنا منه شخصيات ومنظمات عديدة، افقدتنا التفكير بطريقة سليمة خاصة مع تسارع الاحداث سواءً المحلية منها او الاقليمية وكما جرت العادة فانها تضعنا في مركز الحدث وقد نكون من اكثر الدول تاثراً بها بل في الاغلب ضحيتها الوديعة..

وبالرغم من الواقع المرير والمؤشرات التي تفرض على الجميع مسؤوليات ملحة قد تجعلنا في بعض الاحيان نعذر اطرافاً في الدولة، لكن هذا لا يعطيها الحق ببخس احلام الشباب ووأد طموحاتهم اياً كانت توجهاتها، فالحياة وكما علمنا التاريخ تستمر بالرغم من المحن والضغوط، وليس بالاستسلام لها تاركين المستقبل يذبح بسكين الخوف والجزع.

وهنا نطالب من المعنيين بامر الثقافة في البلاد، بخطوات فعلية تساعد الشباب على ايجاد عراق زين، من خلال وضع كل امكانياتهم وقدراتهم في خدمة بناء المجتمع والدولة، من خلال فتح آفاق التطور والتشبث بالهوية الوطنية التي تجعلهم أكثر تمسكا بأرضهم وبلدهم، وهو امر يحتاج جهود كبيرة لا تقل اهمية عن جهود محاربة الارهاب الذي استنزفنا بلا هوادة.

اننا امام مسؤولية اخلاقية تجعلنا نعيد التفكير في امور كثيرة وان نتحامل على جراحنا من اجل احلامهم هم، نعم هم شبابنا قبل ان نخسر الحلم ونخسرهم.. دمتم لنا

أحدث المقالات

أحدث المقالات