أن المرحلة الحالية التي يمر به بلدي العزيز
( العراق ) هي من أسوء المراحل في تاريخ الامم حيث الفراغ السياسي والتدهورالامني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم هذه الدولة الى اقاليم على اساس طائقي ومذهبي وقومي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة , وأن قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم ( الدولة العراقية ) الى ولايات شتى وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والاسلامية , وتدمير المتتلكات واستشراء الفساد الاداري في اجهزة الدولة , فالامر خطير جدا يتطلب حهد وطني يستند الى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العربي والاسلامي بكل تاريخة وحاضرة وبكل ثوابتة وخصوصياتة كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تميز وافضلية لواحدة على الاخرى , وانتم تعرفون يا معشر العرب والمسلمين ما اقصد ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق من ممارسات لا تصل الى الإنسانية بشيء يقوم به الاعداء تجاه هذا الشعب , وأي فعل هذا من قصف التجمعات المدنية التي تضم الاطفال والنساء والشيوخ سواء اكانت تلك التجمعات لحضور حفلة عرس أم تجمع أناس في سوق شعبية ,
والأدهي من ذلك هو اصرار هذه القوات على قصف البيوت التي يرتاب بوجود مسلحين فيها , وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة ، وشملت تلك التجاوزات قصف البساتين وتجريف الأراضي الزراعية والمحال التجارية واستهداف البني التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم يرعو الاعداء لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري , وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة بلغت تلك الاعداد بالآلاف منذ دخول القوات الامريكية الى العراق تلك الوسائل التدميرية طالت الجنوب والوسط والشمال ولم تقتصر تلك الاعتداءات علي حقوق الانسان العراقي بل تعدت ذلك الى قصف بيوت الله وآخر ما يحدث وباستمرار من قصف عشوائي علي جميع مدن العراق واستهداف المدنيين مجرد الشك على عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوات هذه الاعمال , وان ديننا الاسلامي يدعو إلى الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحروقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه امرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة , فما احلى التصافي والتصادق بين افراد الشعب , لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا
اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا , وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السييء الذي لا يسر عدوا ولا صديقا فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقرارا , فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والايمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة واسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الاسود ولا طائفة على اخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الاخرى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب ان نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الاخر,
وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب على من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية الى وحدة الشعب , فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة الى الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسئ الى ديننا الحنيف والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الابقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد , فاننا حتماً سننتصر باذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الاساسية التي يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الاطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتي أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار, وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الامن الى غول البطالة المخيف الى الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الاهل والولد الي تدمير البنى التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الاسعار وتفشي الامراض ,