18 أبريل، 2024 7:59 ص
Search
Close this search box.

العراق: التعامل مع التحديات البنيوية

Facebook
Twitter
LinkedIn

Iraq: Dealing with Structural Challenges
By Anthony Cordesman
لا يستطيع أحد التنبؤ بكيفية تطور التحديات قصيرة المدى التي تقسم العراق الان، هذا التحليل لا يحاول معالجة المشاكل الفورية الناتجة عن الانقسامات السياسية والطائفية والعرقية في العراق ، ولكن يمكن التعامل معها اذا عالج العراق مشاكله البنيوية بنجاح. ومع ذلك ، من الممكن تقييم عمق الطبيعة البنيوية للعراق وتحدياته البنيوية الأوسع والتي تشمل الفشل في الحكم والاقتصاد والتركيبة السكانية التي تطورت على مدى عقود. كما أنها تشمل عوامل مثل الضغط السكاني والتأثير المطول للعوامل الرئيسة مثل الفقر والبطالة. البيانات المتوفرة غير مؤكدة في العديد من الحالات ، وتتمثل أحد التحديات الرئيسة في توفير البيانات والقيام بالتشخيص الدقيق، وبناءً على ذلك ، يعتمد هذا التحليل على بيانات من مجموعة واسعة من المصادر، إلا أنه يعتمد بشكل أساسي على مصادر ذات خبرة راسخة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و CIA ، والأمم المتحدة ، ومنظمة الشفافية الدولية ومعهد دراسة الحرب (ISW) والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).كونه يعالج القضايا البنيوية العميقة في العراق مع التركيز على ستة مجموعات رئيسة من التحديات:
• تأثير الانقسامات والنزاعات الماضية ،
• التحديات العرقية والطائفية ،
• التحديات البشرية ،
• تحديات الحكم ،
• التحديات الاقتصادية ، و
• التحديات التي تفرضها تكلفة القوات العسكرية والأمنية.
لا يزال العراق دولة ذات فرص واسعة ، لكن هذه الدراسة تحذر من أن العراق يواجه تحديات بنيوية حرجة في كل من هذه المجالات، مما قد يجعله دولة فاشلة ومقسمة إلى ما لا نهاية في المستقبل. التسويات السياسية قصيرة المدى لا يمكنها التعامل مع أي من هذه القضايا أو تحفاظ على سلام دائم.
لا أحد يستطيع أن يساعد العراق اذا لم يساعد نفسه،كما يبين تحليل هذه التحديات ،أن مشاكل العراق لا يمكن حلها من خلال بعض المساعدات الخارجية او اعتماد نهج ثابت لإيجاد حلول واسعة ، على سبيل المثال شكل حديث لخطة المارشال. سيتطلب النجاح سنوات من الجهد الصبور والتشخيص الدقيق والتخطيط والتكيف مع التدفق المتغير للأحداث. ومع ذلك ، فإن حجم وتعقيد المشاكل البنيوية في العراق والتحديات السياسية الموجودة وتكلفة الموارد اللازمة للتعامل معها ، يجعل كل شيء واضحاً للغاية ،بان العراق لايمكنه أن يأمل في الاستقرار والأمن على المدى القريب، إلا إذا نظر زعمائه إلى ما هو أبعد من الأولوية المباشرة المتمثلة بايجاد حل عملي للانقسامات العرقية والطائفية العراقية ، ومواجهة جدية لهذه التحديات ودراسة الحلول الممكنة ووضع أولويات وخيارات أوضح للتعامل معها. لا يمكن لأي مزيج من الجهود الخارجية أو المساعدات أو المشورة أن يتعامل مع حجم التحديات البنيوية الموضحة في هذه الدراسة، ما لم يتحمل قادة العراق مسؤولية بلدهم والعواقب الأوسع نطاقاً لأفعالهم. قد تكون الأخطاء السابقة والحالية للقوى الخارجية والفصائل كلها حقيقية ، لكنها غير ذات صلة. لا يمكن لأحد أن يساعد العراق بنجاح اذا لم يساعد نفسه. ولا يمكن لقادة العراق أن ينجحوا إلا إذا نظروا إلى ما وراء التوترات التي تفرق بينهم ، وأن يجدوا طريقة للعمل معاً. تتمثل الخطوة الأولى في الاستفادة من هزيمة “خلافة” داعش ، وإيجاد طريق مشترك لتحقيق الاستقرار على المدى القصير والقدرة على العمل نحو تحقيق أهداف مشتركة. يحتاج العراقيون أيضاً إلى فهم – كما يفعل قادة وشعوب جميع الدول الفاشلة الأخرى – الذين يأملون في الحصول على مساعدات خارجية على النطاق المطلوب للتعامل مع مشاكلهم، لا يمكن للعراق أن ينجح كليا بمفرده. وسيحتاج إلى مشورة خارجية ودعم ، وبعض المساعدات المالية لسنوات حتى يصل العراق إلى المستوى المستدام. إن الدول الخارجية مثل الولايات المتحدة الامريكية – والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولي – لديها مصلحة مشتركة في مساعدة العراق ، ومسؤولية أخلاقية للقيام بذلك ، ولكن فقط إذا استطاع القادة العراقيون أن يجتمعوا ويظهروا أن هذه المساعدة سوف تستخدم لغرض واضح،كما يجب أن تكون هذه القيادة صادقة بشأن السرعة التي يمكن للعراق أن يواجه بها تحدياته ، وسيكون عليه في كثير من الأحيان أن يقدم الأمل ويعمل على التقدم باعتباره وعدا للمستقبل. إن التعامل مع بعض تحديات العراق سوف تكون مسألة سنوات وربما عقود. هناك العديد من الخطوات المفيدة التي يمكن للعراق اتخاذها على المدى القصير ، ولكن حتى الجهود التشخيصية المناسبة تتطلب سنوات من الجهد داخل البلد. فقط سنوات من الجهد العراقي المستمر يمكنها أن تخلق نوعاً من التخطيط والإدارة المستمرة للتعامل مع مشاكل واحتياجات العراق المتطورة.
ولهذا السبب من الأهمية بمكان أن يفهم قادة العراق أنهم – وهم وحدهم – يجب أن يتحملوا مسؤولية إنشاء السياسات والقيادة والمؤسسات الضرورية التي يمكن أن تضمن نجاح العراق. لن ينتهي توجه العراق السابق بمحاولة تصدير اللوم والمسؤولية إلا في ممارسة أخرى في سلوك نقدي ذاتي ، بغض النظر عن أخطاء الدول والمؤسسات الخارجية.هنالك حاجة لدعم الدول الخارجية ومنظمات الإغاثة الدولية والمنظمات غير الحكومية لمواجهة هذه الحقائق أيضًا. أن إخفاقات جهود الإغاثة التي قادتها الولايات المتحدة خلال الفترة من عام 2003 إلى عام 2011 أظهرت بوضوح شديد ، لا يمكن لأي قوة خارجية أن تساعد عراقًا غير مستعد ومنظم للتعامل بصورة حقيقية مع مجموعة التحديات الكاملة المبينة في هذا التقرير.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب