23 ديسمبر، 2024 4:39 ص

العراق الان .. ماذا تريدني ان اكتب ايها المسؤول ..؟

العراق الان .. ماذا تريدني ان اكتب ايها المسؤول ..؟

ايها المسؤول زيارتك عزيزة وتشرفت بك بمكتبي ، لكنني لا يمكنني تنفيذ مطالبك بكتابة ما لا يوافق الرؤيا الواضحة لصحافي مستقل من واجباته الاولية نقل الحقيقية كما هي بدون رتوش تجميل .

تفضل بشرب فنجان (الشاي ) صديقي العزيز انها من واجبات الضيافة وان اختلفنا فأختلاف الرأي لا يفسد في الود .. انت تعرفني جيدا قبل ان تتقلد منصبك هذا ،انني احترم مباديء عملي احتسي ما مقدم لك من شراب وتفضل بالكلام ، فلا يعني هذا انني اعطيتك وعد بالموافقة على ما تريد . لست جالس بمضيف عشائري بل بمكتب اعلامي وسط مدينة النجف الاشرف وتعد عاصمة التشيع الاسلامي فلا بد لنا ان نحترم هذا المكان ونحترم الاسماء المقدسة من ائمة اطهار وقادة فكر مراقدهم لا زالت شاهدة افهمتني صديقتي .

يحمل كأس الشاي ( الاستكان ) بالعامية العراقية ويوجه لي كفه واصابعه ليريني خواتمه الاثنان المرصعتان بالحجر الثمين (الالماس ،والزمرد) فضلا عن سبحته (الكهرب ) مبتسما ويفتح شفتاه بالقول سأشرب . بدء كلامه تقليديا تعودنا عليه من رجالات الاحزاب الاسلاموية التي تمسك زمام الحكم في العراق منذ اكثر بعقد من الزمن ، متعوذا من الشيطان الرجيم مصليا على الرسول محمد واله الاطهار . انا لست طمعان بمنصب او جاه الا لخدمة الناس وخاصة الفقراء والمساكين منهم . “رجل مفردات كلماته لو فحصت كانت تحمل في طياتها الطائفية الدينية بعينها “.

انت صحافي مميز وعملت بمؤوسسات دولية وتحمل الفكر التحرري الانتخابات اقتربت فلابد ان يكون التغير وان يبتعد الاسلام السياسي عن السلطة ويتسلم الحكم شباب مدني متطلع ولن يحصل هذا الا بمظافرة الجميع وخاصة الاعلام الحر بدعم التيارت والاحزاب والتكتلات المدنية وانا كسياسي اعترف اننا كأحزاب ااسلامية اوصلنا البلد الى شفا الهاوية لذا خرجت من تلك الخيمة وانضممت الى تجمع مدني ديمقراطي شبابي ولو كنت بمنتصف الاربعينيات لكني احمل روحا شبابية .

صديقي ايها المسؤول المتحكم بمقصل حيوي بمحافظة لها مكانتها الدينية في العالم الاسلامي وخاصة (التشيع) منه ، المشكلة ليس ابعاد الاسلامين والمجيء بالدعاة بدولة مدنية ويحملون اسماء التيار المدني وغيرهم من خلال التحكم باراء الجماهير وقوة التأثير الاعلامية لنتلاعب بأرائهم ،بل تكمن بتطبيق القانون والمواطنة الحقة فلا تميز بين دين واخر ومذهب وعرق الكل له حقوق وعليه واجبات يعيشون بقطعة ارض معينة اسمها (العراق) .

اذكرك ايها المتأسلم وان كنت سابقا ، برواية متواترة وباجماع اهل علماء المذهب عندما كان الامام علي (ع ) في قبضته ثلث الكرة الارضية تقع في امرة حكمه وهو يتجول في اسواق الكوفة ليتفقد احوال الرعية ورأى شيخا كهل يمد يده يتسول المال فتعجب وقال ما هذا اجابه بعض الصحابة يا امير المؤمنين ان هذا من ابناء اهل الذمة يعتنق غير ديننا فكانت قولته الشهيرة (اخذتموه في شبابه وتركتموه كهلا ) وامر براتب تقاعدي للشيخ من بيت المال .. هذا الضمان الاجتماعي صديقي للجميع دون تميز وانتم ضيعتم هذا .

مئات الاف بل اكثر في شوارع العراق من مختلف الاعمار يتسولون ، وعمالة الاطفال التي باتت تهدد مستقبل البلاد بجيل ضائع .

بغضب اكتب عن العراق بلدك والانجازات التي تحققت عن الديمقراطية عن الحرية ومن حق كل انسان يقول ما يريد دون ملاحقة او ايذاء كما انت تفعل .

الصوت الغير مسموع غير محترم فصار اعلامنا في ظل حكمكم ابواق دعاية او مجموعات انتهازية تساومكم على ما تجنونه من اموال غير مشروعة ، وانا والمواطن الذي يكتب تضجوره من خلال صفحات التواصل الاجتماعي تعطون الاذان الصماء وكأنكم لا تقروؤن ولا ترون.

الاعلام عندما يشخص مشكلة على المسؤول متابعتها وحلها صرنا نحن كمن يصرخ وحيدا في صحراء ولا من سامع ولا مجيب .

يمر الكلام بمجادلات اعتبرها انا عقيمة والتيار الكهربائي ينطفيء لاكثر من 15 ديقية ويأتي لدقيقتان وانا احتسي كأس الشاي بدرجة حرار تفوق ال50 درجة مئوية فتنفتح قوارحي

اصمت كفاك كلاما زيفا عن منجزاتكم

عن ماذا تريدني اكتب .. العراق الان خارج المنظومة الدولية ، انه بلد في وضع استثنائي.. عن أي تجربة ديمقراطية تتحدث ،عن فساد صعد صيته الافاق ، بل صار حالة ثقافة مجتمعية عن هدر الاموال في مشاريع وهمية ، ام صرف اكثر من عشرة مليار دولار للمنظومة الكهربائية ولا زال العراق في عتمة وظلام .

ام اكتب واشخص هروب المسؤولين الفاسدين منذ عام 2003 الى الان خارج العراق لانهم من مزدوجي الجنسية واخرهم محافظ البصرة .

بفمك ادينك ايها المسؤول عضوة البرلمان حنان الفتلاوي زميلتك كشفت عن امر احببت الكتابة عنه لكني اخفت على نفسي وضياع عائلتي ،حتى حجاج بيت الله لم بسلموا من سرقة اموالهم مئات الموظفين من هيئة الحج والمسؤولين سنويا يذهبون للحج مجانا بتكلفة تصل الى 6 مليار دينار عراقي مجانا . وهنالك بيوتا عشوائية في مدينة البصرة تهدم على رؤوس ساكنيها من الفقراء ومعدومي الدخل وتحويلهم الى مشردين .

العراق الان خير وسيلة للكلام هي الصمت فالعالم بات يعرف مأساة شعبنا ولا داعي ان نتحدث لتلقى جثثنا مقتلولة غدرا في المزابل .