14 أبريل، 2024 12:30 م
Search
Close this search box.

العراق الامريكي الى أين ..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد عقد ونيف من السنين على دخول امريكا العراق حاملة على ظهور دباباتها بضاعتها السياسية التي كانت عبارة عن شتات ( عراقي ) في زوايا العالم المهملة او المنسية وفرضت هذه البضاعة بموجب قوانين ( التحرير ) على المواطن العراقي فأصبح بائع الخضار وزيرا والمزور نائبا وعامل الملهى الليلي منظرا واللص مؤتمنا والمتسافل واعظا و(الزعران ) رجال امن والمنافق سياسي حتى تناسبت طرديا ارباخ امريكا وخسارات العراق بفضل البضاعة السياسية المضروبة التي حملتها لنا دبابات امريكا واستنزفت فيها كل مايملك العراق من خيرات وثمرات ومعادن وكفاءات , الكفاءات قتلت او شردت وهجرت وحوصرت والثروات تحولت الى مصارف في اقاصي الدنيا او اصبحت بروجا وعمارات في دبي ولندن وامريكا وغيرها ثم اصبحنا بلدا بلا هوية فآثارنا في متاحفهم وثرواتنا تنعش اقتصادهم ونفطنا يغذي مشاريعهم ودينارنا تحت رحمة دولارهم وارواحنا لاتكلفهم الا (سنتات ) الرصاصة واجرة القاتل حصل كل هذا ونحن نلهث خلف حفظ بيضة الدين الموهومة ونصرة المذهب الخادعة وحماية الطائفة من التهميش المتوقع وحلم اعمار وطن ديمقراطي بأيدي سراق وقتلة ومحتالين ونصابين تركوا ضمائرهم في خزانات دوائر البنتاغون والمخابرات الامريكية ومخابرات دول اخرى حتى لامسنا حافات الكارثة ومع ذلك لم نرعوي وبقينا شغوفين برعونة هذا القائد او خداع ذاك حتى اختلف لصوص امريكا فيما بينهم على ماتبقى من الغنيمة وانقسموا طرفين في لعبة سمجة ومسرحية ممجوجة فانقسمنا معهم نحاصر هذا ونهتف باسم الاخر قاطعين طرق المواصلات خانقين الدوائر والوزارات مجهزين على ماتبقى من حطام يعود لنا وهذا مطلب امريكي نفذناه لها عن طيب خاطر وبحماس . اننا لم نكتشف بالصدفة او بذكائنا المفرط رداءة بضاعة امريكا السياسية التي فرضتها علينا واغرقت بها سوق الحكم في العراق على مدار السنوات الماضية ونطلب اعادتها من حيث اتت بها ولكن امريكا هي من استمرئت اللعبة وعزفت على اوتار صمتنا وتفرقنا فقررت سحب البضاعة من سوق السياسة والاتيان ببديل اخر من نفس السنخ لكي تستمر بخداعنا وستكون سمة الجديد من القادم حب الوطن واعماره والوقوف مع الشعب بدلا من الدين والطائفة والمذهب والقومية من المصطلحات التي احتاجت لها ( البضاعة ) التي اصبحت مضروبة اليوم وعديمة الفائدة .. فهلا يرعوي العراقييون ويقفون بوجه القادم من بضاعة امريكا السياسية او تتمكن من خداعهم مرة اخرى تحت رومانسية حب الوطن وطرد السراق والمفسدين والقيام باصلاحات مع بضاعة من نفس المنشأ لكن بـ(ماركة ) مختلفة .؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب