20 مايو، 2024 5:37 م
Search
Close this search box.

العراق…الإصطياد في المياه العكرة 

Facebook
Twitter
LinkedIn

ربما كانت وثيقة “الإصلاح” تمثل القشه التي قصمت ظهر البعير فهي وثيقه تحمل في طياتها إلغاء أي دور لمجلس النواب العراقي وتهميشه تهميشا كاملا بما حملت من بنود أقل ما يقال عنها إنها صيغت من مجموعة عكست مدى جهلهم في بنود الدستور العراقي وجهلهم بالنظام الداخلي لمجلس النواب، أو إن بعض من وقع على هذه الوثيقه سيئة الصيت، وقع في فخ الآخرين عندما غلبت عليه تحقيق المصالح الشخصية والفئوية على مصالح الشعب العراقي…رهان من وقع على هذه الوثيقه هو القراءة المقلوبه لردود الفعل التي ربما تسببها بنودها فهم توهموا بإن الشعب العراقي محكوم بالجهل وانه لا يجيد التفسير الصحيح لما ورده فيها ولذلك عندما جاء رد الشعب بهذه القوة والتي عبرت عن وعي تام بما يحاك ضده من قبل مجموعة صغيرة متسلطه ذاق منها الشعب الآمرين على مدى ثلاث عشر سنه وافرغوا ميزانية العراق وباعوا ثرواته الطبيعية ورهنوا نفط العراق للشركات الآجنبية ونشروا الفساد في كل ركن من أركان الوطن الجريح وتخلوا عن أرضه لعصابات الجريمه المنظمه والإرهاب ودقوا أسفين الطائفية والمناطقية والفئوية بين أبناء الشعب الواحد، نقول حينما جاء هذا الرد السريع من قبل الشعب العراقي اصابهم بالذهول ووجدوا انفسهم في صدام حقيقي مع شرفاء الشعب العراقي وتيقنوا إن زمن الضحك على الذقون قد ازف على التلاشي والانهيار وان مثولهم امام محاكم الشعب لم يعد بعيدا وإنها مسألة وقت ليس إلا. لم يعد ينفع الكذب وفلسفة كذب كذب حتى يصدقك الآخرين أصبحت بضاعة كاسده أمام الوعي التام للشعب العراقي وإن عودة الإعتصامات هذه المرة سوف تكون بصورة أقوى وأشرس لا يقف أمام الشعب لا حاجز كونكريتي ولا إفتعال حالات عدم الإستقرار الآمني من خلال تفجيرات هنا أو هناك وإن اللعب على الآوراق المحروقه لا يجدي نفعا بعد الآن وإن الإستعانه ببعض الرموز الدينية التي تلقى تأييدا من قبل الشعب لتهدئة الموقف وإمتصاص غضب الشارع العراقي بات هو الآخر بعيدا عن المنال فقد نأت هذه الرموز بنفسها عن حالة الفوضى هذه بعد ما اقتنعت إنها تعيش داخل حلقة مفرغة من وعود مغلفة بالكذب وتحاول كسب الوقت ليس إلا. أمام هذه الفوضى في المشهد العراقي يحاول البعض ان يطرح نفسه مصلحا لواقع سياسي مزري وسخر هذا البعض الذي وجد نفسه مبعدا وومجرد من كل ما كان يتمتع به من صلاحيات وسلطه وكان الآمر الناهي في مقدرات هذا الشعب بعض الذين لا يزال يحدوهم الآمل في العوده إلى المشهد الأول فتحرك البعض داخل البرلمان في ما يقال عنها صحوة
ضمير، ولكننا يحق لنا ان نضع علامة استفهام كبيرة جدا عندما نتصفح في وجوه هذا البعض وينتابنا الشك في جدية ما يحدث وهل هو حقيقة عبارة عن صحوة ضمير ام الإصطياد في المياه العكرة لتحقيق مكاسب أو بالأصح إعادة ما تم سلبه منهم ومحاولة عودة الأمور إلى المربع الأول وهل ما يطرحونه عن نبذ الطائفية وعن كتله جديده تشكلت بصوره عفوية في البرلمان تمخض عنها إقالة رئيس البرلمان ومساعديه وداعية فعلا لإصلاح الوضع السياسي في البلد وتصحيح المسار الخاطىء هو حقيقة ام هو مجرد اللعب على الذقون من جديد وإن الشعب أمام سيناريو جديد من السيناريوهات المتعاقبة التي هدفها كسب المزيد من الوقت وإن ما يحدث هو مجرد تبادل للأدوار ليس إلا. حقيقة يمكن ان نقولها إن فاقد الشىء لا يعطيه ومن اقعدته الطائفية على كرسي البرلمان لا يمكن ان يكون بين ليله وضحاها نابذا لها ومن أفسد وتضخمت جيوبه من مسلسل الفساد الذي مر به العراق واعترف علنا بهذا الفساد واعترف بتعاطيه للرشوه وكان له نصيب من الكيكة والمسلسل يطول لا يمكن ان يكون محارب له ومصلح…إن ما يحدث هو يمثل إكذوبه أخرى من برلمان فاسد قنن الفساد من خلال قوانين نافذة المفعول…كنت اتمنى قبل هذه الفوضى التي حدثت عن إقالة رئيس البرلمان كنت اتمنى على هذا العدد الذي حقق النصاب أن يطرح كل القوانين التي شرعها البرلمان وأعطى حقوقا لغير مستحقيها ان تكون خطوته الأولى هو إيقاف العمل بهذه القوانين وإلى إشعارا أخر لحين النظر فيها أما إلغائها أو تعديلها في ما يصب بصورة مباشرة في صالح الشعب العراقي طالما كان النصاب متحققا ودستوريا. وإذا كانوا من تكتلوا لغرض الإصلاح الفعلي كان عليهم ان يكون البرلمان في إنعقاد دائم لتصحيح المسارات الخاطئة والتي طفت من الفترة السابقة لا أن تختزل الجلسه فقط بإقالة رئاسة البرلمان وكأنما أصبحت رئاسة البرلمان هي المعضلة في مسيرة الإصلاح. قلناها سابقا وسوف نقولها مره أخرى أذا كان هناك فسادا وهو بالفعل مستشري في مفاصل الدولة العراقية فإن البرلمان هو المتسبب فيه وكان الآولى بالبرلمان ان يعالجها وبصورة فورية لا إنعقاد جلسه لمدة خمسة دقائق ورفعها…إن ما حدث هذا اليوم في مجلس النواب لا يمثل إلا عملية إصطياد قذرة في مياه عكرة من قبل أحزاب سياسية تمثل الحجر الأساس لكل ما يعاني منه العراق الآن وتريد اليوم أن تبحث عن سمكه لها في هذه المياه لآجل وليمه دسمه أخرى على حساب شعب جائع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب