أثار مرض السرطان في الآونة الأخيرة موجة سخط عارمة لدى الشارع العراقي بعد تزايد الوفيات الناجمة عن هذا الوباء الخطير في ظل عجز الحكومة من إيجاد الحلول المناسبة الكفيلة بتوفير العلاج القادرة على الحد من اتساع رقعته بين شرائح المجتمع خاصة الأطفال الذين لا يمتلكون المناعة الكافية لمقاومة السرطان فيذهب العديد منهم ضحيته وسط غياب الحلول الناجعة لدى حكومة العراق الفاسدة المتزامن مع عجز وزارة الصحة ، ففي أحدث إحصائية شهدتها إحدى المستشفيات المتخصصة بعلاج مرضى السرطان فقد أفاد مصدر مطلع فيها عن وفاة ألفا طفل بهذا المرض خلال شهر أكتوبر من العام الماضي بسبب عدم توفر العلاجات و الأدوية المكافحة له وهذا ما يدلل عن عمق الفساد و الإفساد التي تعيشه حكومة العراق و الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة الصحة وكما أشرنا لذلك سابقاً فهل الحكومة و وزارة الصحة لا تملك الأموال الكافية التي تمكنها من توفير الأدوية و المستلزمات الطبية الخاصة بعلاج مرضى السرطان ؟ و إذا كانت تملك الأموال المطلوبة لهذا الغرض فالمصيبة أعظم فأين تذهب الميزانيات المخصصة سنوياً للقطاع الصحي ؟ ثم ما الضير لو خصصت حكومة العراق الميزانية الخاصة بمكافحة السرطان من خلال بناء المراكز و المستشفيات و استيراد الأدوية و العلاجات و المستلزمات الطبية و الأجهزة المتخصصة و الكادر الطبي المتخصص وعلى مستوى عال من الخبرة و الكفاءة بمعالجة مرضى السرطان ؟ أسئلة و استفهامات تضع تلك الحكومة و وزارة الصحة و طاقمها الصحي أمام مسؤولية كبيرة طبقاً لما نص عليه الدستور العراقي وهذا ما ننتظره بفارغ الصبر ، وفي ظل تلك الأوضاع المزرية التي يعيش فيها فلذات أكبادنا من معاناة و صراع نفسي مع وباء السرطان فقد أطلق ناشطون حملة جديدة تحت عنوان ( جرعة أمل ) ومن على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمساعدة مرضى السرطان و خاصة الأطفال و التي تبشر بخير و تعكس روح المودة و المحبة القوية بين العراقيين بمختلف شرائحهم و تهدف هذه الحملة إلى مساعدة براعم و زهور المستقبل و رفع معنوياتهم و زرع الابتسامة على محياهم و غرس روح الأمل في قلوبهم بحتمية خروجهم من محنتهم و الشفاء المرتقب الذي ينتظرهم ، وهذا ما دعانا إلى نصرة تلك الحملة وكل مَنْ يسعى لخلاص قادة المستقبل الزاهر من خطر مرض السرطان كي نعيد الإشراقة الجميلة لوجوههم و رسم لوحة من الأفراح و المسرات أمامهم و إيماناً منا وما يقع على عاتقنا و نحن نمتلك القلم و الورقة ومن هذا المنطلق الإنساني نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا الوقوف إلى جانب تلك الشريحة المظلومة التي باتت تعاني الأمرين وقد أصبحت بين مطرقة غياب الدعم الحكومي اللازم و سندان السرطان الفتاك فلنسعى جميعاً لإنقاذ أطفالنا من خطر السرطان قال الله تعالى ( ومَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) فلنمد يد العون و المساعدة لكل مريض ينتظر بفارغ الصبر بزوغ فجر الحياة السعيدة وقد حذر المرجع الصرخي الحسني من الفساد و عواقبه الوخيمة و دوره الكبير في تردي الوقع العراقي ومنه الواقع الصحي جاء ذلك في إحدى محاضراته العلمية ضمن سلسلة بحث في التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي قائلاً : (( الفساد القادم المتوقع ذاك لا يلزمه قانون و لا يلزمه دستور و لا يوجد فيه محاججة ))