تشترك اللغات العربية والالمانية والانكليزية والعبرية بكلمة الارض فهي،ارض،ارده،ارث،ارتس، وكثيرا ماسمعنا بصحيفة هاارتس التي تعكس تعلق الشعب الاسرائيلي بالارض فيما مجلاتنا وصحفنا ليس بينها واحدة تحمل اسم الارض لحد هنا لاتوجد مشكلة.
اقسم الله بالارض وباركها وقدسها وقال انه وضعها للانام ، تلاحظون ليونة كلمة انام ورقتها وهي كلمة لم يقف احد من المفسرين على تركيبها ولا التفت اليها مسلم فهي تجمع بين كلمتي الانسان والانعام.
الارض، تكونت قبل 4.5 مليار سنة ،ظهرت الحياة عليها قبل مليار سنة ، تضم 100 مليون نوع نبات و 100 مليون نوع حيوان وهي ارقام تخمينية لان هناك من ينقرض وهناك غير المكتشف.
اذا تاملت الارض طويلا فسوف تتمنى انك لن تضع رجلك على الارض وان ترفع رجلك الاخرى وسوف تتذكر قول القران عباد الله الذين يمشون في الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا (نحن كتاب)سلاما.
اعمار طويلة نحتاجها لفهم تفصيل واحد من تفاصيل الارض، تركيبها، فيزيائها، حركاتها، علاقتها بمن عليها وعلاقة من عليها بها، ان تاملت نفسك فانت ابن الارض وابن الشمس، كل ماموجود فيك ومن حولك هو من الارض والشمس.
تعال نتحاسب حول علاقة الناس الذين يعيشون في العراق بالارض العراقية.
الارض العراقية معرضا دائما للنفايات انها تبدو ساحة معركة بين الشياطين الذين عبثوا بكل ماهو جميل وخلفوا كل ماهو قبيح.
حديد خردة، هياكل سيارات، قطع كونكريت ملقاة بالعراء،اطارات سيارات منفجرة ومحترقة او متروكة، انقاض بناء، نفايات من كل نوع وشكل، صفائح فرامل سيارات، زيوت سيارات سوداء مدلقة، ابنية من بلوك مهدمة، اسلاك شائكة، اسيحةكونكريتية وسلكية نصف واقفة نصف ساقطة، اعمدة كهرباء ملغاة، انابيب نفط وانابيب بلاستك، جذوع اشجار، حيوانات نافقة، اكتاف انهار غير مكرية، نباتات طفيلية، شوك وعاقول، ملح ، رمال زاحفة، رمال مجلوبة بقصد، بطاريات سيارات تالفة، تربة مجرفة ومتروكة نصف عمل، قناني بلاستك، صفائح تنك.
الارض صورة للشعب.
الصورة التقليدية للارض العراقية هي الارض التي تشوه وجهها اكياس النايلون من كل حجم ولون ولو ان الطاغي عليها هو كيس النايلون الاسود الذي يستخدم في التسوق ثم يترك طائرا في انحاء البلاد وكان جمعه والقاءه في مكان مناسب يحتاج الى دراسات عليا.
انهم يحرقون ويدفنون او يدفنون الزبالة حتى بدون حرق.
في العراق وحده يسمح بنشر اكياس النايلون ولايسمح بتوزيع المنشورات.
البلاستك مادة تحتاج الى ملايين السنين لتتحلل.
لماذا يفعل هؤلاء الرعاع هذا بالارض العراقية ؟
الجواب بسيط.
هؤلاء لملموم ليس له علاقة بهذه الارض.
الاثبات
لايضع العرب عموما والعراقيون خصوصا مراة في مداخل البيوت كما تفعل الكثير من الشعوب والسبب انهم يخافون من النظر الى اشكالهم.
مع تضخم الذات العربية والعراقية وميل الفرد الى سرد الاساطير عن اصله وفصله وعلو نسبه الا ان الملاحظ هو وجود اشجار للنسب بدل المراة ذلك ان شجرة النسب يمكن التلاعب بها وتشكيل فروعها حسب المشتهى الا ان المراة تعكس الحقيقة حيث نخاف من النظر لانفسنا.
تبدل الشعب العراقي مرات عديدة بحدود الالفين سنة الاخيرة وفي الالف سنة الاخيرة كانت هناك اكثر من عشرة شعوب تتغالب جيناتها فوق الارض العراقية
الفرس العرب الرومان الترك الهنود الافارقةالمنغول الافغان الاوزبك ال لر الاكراد اضافة الى مابقي من اقوام عراقية قديمة.
بحكم الجهل بتركيبتهم يعاير العراقيون او يفاخرون بعضهم بالانسابومادروا انهم جميعا شعب لملوم.
تأريخ العراق هو سجل الغرباء، ياتون افرادا وجماعات ، من جزيرة العرب، الهضبة الايرانية، جبال ووديان الاناضول، سهوب منغوليا، احراش افريقيا، الجزر البعيدة، عصابات تتقاتل فيما بينها، عصابة تفني عصابة بانتظار ان تفني العصابة المنتصرة عصابة اقوى، كانت اكبر العصابات التي دخلت العراق هي العصابات العربية بقيادة خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص،ثم عصابة الزبيريين بعدها عصابات الخوارج ثم عصابة الامويين وعصابة العباسيين لتاتي عصابات الالبان والصرب والقوقاز الاطفال الاسرى الذين جلبوا نتيجة قيام العرب بغزو الشعوب، كان العراق على الدوام ارض بلا شعب وشعب لملوم لذلك لم يتاسس اي حكم وطني في العراق ولن يتاسس فلا العراق يعترف بنفسه انه دولة مستوطنين ولا من عرق سائد يفرض كلمته.
استقبلت الجبال العروق القوية حيث استقر الاريون الهاربون من برد شمال ووسط اوروبا،الهضبة الشرقية سال عليها العرق ال لري وهم يسمون اكرادا بلاحقة (فيلية) تميزهم عن بقية الاكراد لكنهم في الحقيقة ليسوا اكرادا بل لرا من مملكة بائدة تسمى بقاياها اليوم اقليم لرستان في الجنوب الغربي لايران، غرب العراق احتفظ ببعض من سكانه الفرس خالطهم الرومان وربما صهرتهم ببعضهم الهجمات المتلاحقة للعرب على حدود الدولة الرومانية وقلب الدولة العراقية الفارسية انذاك.
جنوب العراق كان يستقبل العروق الضعيفة، العرب الهنود الافارقة والمتفرقة من البشر غير المنتظمين بعرق ناجز كالسند الذين سموا بالغجر.
وسط العراق كان خليطا بشريا شكله العبيد والجواري والغلمان والاسرى والمرتزقة الذي يخدمون في جيش الخلافة وهؤلاء لاحقا سيجبرون الدولة على تغيير عاصمتها من بغداد الى سامراء ويتحكمون بالخلفاء كما الدمى.
في القرن الثامن عشر والتاسع عشر انمحت الصبغة السكانية وكانت هناك تجمعات بشرية صغيرة تعيش منعزلة عن بعضها بصورة بدائية ومع هجوم الكوليرا والجدري تبدل السكان بالكامل.
شبكات الري واعمار الارض بالزراعة هما المحددان الرئيسيان لتعريف السكان وحتى الربع الاول من القرن العشرين لم يعرف العراق التنظيم الزراعي.
كان هناك عراق صحيح لكن لايوجد شعب اسمه الشعب العراقي اما مصطلح العراقيين الذي نجده في بطون كتب التاريخ فهو يعني اهل الكوفة واهل البصرة بعد ان بنيتا برثاثة كمعسكرين لاكمال غزو عراق العجم.
في العراق تشكلت الدولة قبل تشكل السكان وبعد تشكلها تعرضت لهجوم العصابات مجددا، عصابة بكر صدقي وكان لريا وعصابة عبد الكريم جاسم وكان لريا كاملا وليس لريا لجهة الام كما يشاع ثم عصابة عبد السلام عارف وكانت هناك عصابة الضباط الاربعة الذي كان احدهم مصريا ثم عصابة البكر صدام ليقوم الاخير بتصفية الجميع ويضع العراق على اخطر طريق يمكن ان يعرفه بلد في العالم.
هذه المرة حكمت العصابات جميعها وهي الان بصدد تصفية بعضها البعض وان كان بعضها يدعي الرغبة بالسلم فيما بعضها الاخر يعلن حمله للسلاح او يهدد به.
لاسلام في العراق مالم يفهم الناس الذين يعيشون في العراق حقيقة اصولهم، الحقيقة انه لايوجد عرق صافي في العراق يشكل اغلبية السكان.
قلنا ان الدولة العراقية تشكلت قبل سكانها حيث كان البدو يجوبون بادية العراق فيما رعاة الاغنام يقطعون البلاد من الجنوب الى الشمال وكانت هناك قوافل الغجر تخيم وترحل واذا كان هؤلاء يخيمون ليلا ويرحلون نهارا كان سكان بيوت القصب والبردي يحطون نهارا ويرحلون ليلا ومنه كلمتهم المشهور شالوا بليلة ظلمة.
لم تكن هناك قرى حقيقية في العراق كما انه لم تكن هناك مدنا بالمعنى الدقيق بل كان البشر يجوبون العراق كانهم في تيه وانعكس هذا على ملكية الارض التي تتبدل بسرعة كما انعكس على عدم وجود عوائل ذات تاريخ عريق تؤثر بحركة البلاد.
ينعزل السكان عن بعضهم وهم في حالة ريبة فيما بينهم يشنون الغارات على بعضهم مما اولد شعوبا متعددة اخذت تسميات القبائل كل شعب يعتز بنسبه ويحتقر الاخرين وهذه في صورتها الواقعية ليست تقسيمات قبلية بل انقسامات على مستوى شعوب.