8 أبريل، 2024 10:10 ص
Search
Close this search box.

العراق ارض الغرائب

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحار المرء وهو يحاول ان يفهم ما يجري على الساحة العراقية  ، وكان اخر ما اثار الانتباه  تعيين الدكتور عبد اللطيف مهميم رئيسا لديوان الوقف السني وهو الرجل الذي كان مقربا من المقبور صدام حسين الى المدى الذي كان  كبار البعثيين يحسدونه على ذلك القرب . وقد اثار هذا التعيين رغم تعارضه مع ترشيحات المجمع الفقهي الذي ينص القانون على ان ينحصر الترشيح من بين من يرشحهم ورغم الاعتراض الذي ابداه المجمع على شخصه تحديدا  ، اثار التعيين لغطا كثيرا مما دفع المجمع وسياسيين اخرين الى اصدار بيانات بخصوص ذلك
 قضية هميم واحده من غرائب السياسة العراقية ولن تفهم الا في طار رؤية شاملة نحاول تقديمها
البعث سقط في ٢٠٠٣ واعلن تبنيه للمقاومة ،وان لم يشارك فيها الا بشكل رمزي ، ودعا الى مقاطعة العملية السياسية ومضى الى تخوين من يشارك فيها . وتعدا الامر الى جعل من يشارك في الجيش والاجهزة متهما عرضة للتصفية من عناصر المقاومة
ماذا كانت النتيجة استجابة عالية في المجتمع السني وعدم اكتراث من المجتمع الشيعي الذي نجحت احزابه الاسلامية في تصوير النظام السابق على انه نظام الهيمنة الطائفية السنية على حكم العراق
 وهنا تظهر متناقضات ففي الوقت الذي يكفر البعث بالعملية السياسية الا انه يدفع بقوة بعض عناصره من الخط الثاني او الثالث للنزول الى الساحة السياسية ولذلك وجدنا عناصر مثل ظافر العاني وصالح المطلك وعلي شلاه وصباح الفتلاوي وعالية نصيف وقاسم الفهداوي  واخرين كثر يتصدرون المشهد رغم بعثيتهم السابقة وكل هؤلاء لم يثبت عنهم موقف قوي ضد البعث
وعلى صعيد اخر فان عناصر البعث العسكرية تقاسمت المهمة بين من التحق بالمنظمات التكفيرية المتطرفة ودفعها الى ممارسات بمنتهى الخسة والدناءة وبين من سارع الى التوبة والالتحاق بواحدة من القوى السياسية والشيعية خاصة ليتسلق المواقع القيادية في الجيش الجديد
قد يكون ذلك ذكاء يحسب للبعث ولكن ما بالنا مع التحالف الوطني ورئيس وزراءه نوري المالكي وهو يتناغم مع هذا التوجه الى الحد  الذي قد يدفع البعض الى الاعتقاد بوجود حلف غير معلن
لقد وجدنا صعود مئات الضباط البعثيين والشيعة منهم خصوصا الى المواقع الاولى في الجيش وبكثرة واغداق الرتب العسكرية عليهم فاصبح من يحمل رتبة لواء بالمئات ان لم يقارب الالف تقريبا
كيف حصل هذا
قد لا يكون هناك تحالف ولكن هناك مصالح مشتركة
البعث يريد تخريب العملية السياسية بمعارضته من خارجها وبرجاله من داخلها 
وتيار السلطة يريد ان ينفذ بهؤلاء البعثيين المهمات القذرة  من كان سنيا منهم  او شيعيا وسهولة التخلص منه في اي لحظة ومع وجود تهمة الانتماء الى البعث مسلطة عليهم  فان تحقيق ذلك يبدو سهلا اذ بتهديد قليل يجعل اكبر رأس بينهم يطأطأ وينفذ الذي يراد منه
هذا الكيان الفاسد داخل الدولة كان السبب في كثير او غالب الازمات التي مرت بالعراق لانه تيار التخريب المنظم . 
من انهار امام داعش في الفلوجة ؟  ابحث عن البعث .
من سلم الموصل لداعش ؟  ابحث عن البعث .
وهذا دون ان نبرأ من استعان بالبعثيين ومكنهم من خلال وجوده في مواقع السلطة والقرار 
تجري التحقيقات حول سقوط الموصل من هم المتهمون ضباط كلهم بعثيون سابقون ومحافظ كان متواطئا ومتعاونا مع البعث
هل جرى تحقيق في سقوط الانبار ؟ جرى وطويت  صفحاته
لان هؤلاء المسؤولين عن سقوطها لا زال امامهم مهمات قذرة يؤدونها ولما تنتهي مهماتهم بعد.
يقال ان تكليف هميم بالوقف لانه رجل معتدل يحسن التفاهم مع الجميع وهذه صفة حسنة وان كان يمكن ان تكون سلبية في عالم السياسة لانها قد ترتبط بالتنازلات لتحقيق التفاهم
ويقال ان ٣٩ نائبا ارادوه وهي حالة غريبة لم نشهد مثلها فالاصل ان القرار يأتي من القيادات فما هي الصفة الغالبة على هؤلاء الا العباءة البعثية
ويقال انه مدعوم من دول اقليمية ولا نستغرب  ذلك وقد اتضح دور الدول الاقليمية في السياسة العراقية
الخلاصة ان الذي يجري اليوم في العراق انما هي عملية تخريب منظمة اذت العراقيين جميعا  كان نصيب الشيعة منها الفقر والحرمان والامية والتخلف  والسوق   رغم ان ثروات العراق تنبع من تحت اقدمهم فلا تنفعهم هذه الثروة في شيء. والسوق الى سوح الذبح في قتال داعش .كما كان نصيب السنة مثل ذلك اضافة الى الاعتقالات واهدار الكرامات والتهجير بعيدا عن ديارهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب