20 أبريل، 2024 5:13 ص
Search
Close this search box.

العراق اثمن الصيد

Facebook
Twitter
LinkedIn

لانه لايمكن ان يبقى كل شيء طي الكتمان والسرية ولان لعبة التاريخ ترتكز اساسا على المعلومات المخفية التي مر عليها ردح من الزمن ,قادنا البحث والتفتيش الى اماكن سرية كان الوصول لها ضرب من الخيال ودليل خطر يؤدي الى فقدان الحياة او العيش في اقبية السجون المظلمة قادنا الى العثور على ملفات ورسائل خطيرة سنتولى نشرها بحسب الظرف السياسي تحمل في طياتها اجابات لكل التساؤلات التي حيرت الناس والباحثين ليعرفوا اسباب كل الذي يحصل في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط تحديدا ,وهذه الاجابات محفوظة في اماكنها التي سنشير لها لاحقا بعد عرض قسم منها بحسب اهميته .
اليوم نمر في مقالنا لاهم الوثائق المكتشفة من دهاليز المخابرات الامريكية والتس سربت نتيجة لتضارب المصالح بين الشركاء والحمد لله وصلتنا جاهزة مع بعض التعب الذي لابد منه للوصول الى الحقيقة .
في محضر الاجتماع المدون بتاريخ 13/3/1973في اخر فترة الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون صاحب فضيحة ووتر غيت الشهيرة ,عقد هذا الاجتماع في وكالة المخابرات الامريكية برئاسة جيفري البرت نائب رئيس الوكالة تم فيه تحديد اهم الاهداف الناجحة في منطقة الشرق الاوسط خصوصا وان المنطقة كانت تعيش تحت تهديد الاسرائيلين للعرب بالحرب في كل لحظة خاصة بعد نكسة العرب عام 1967 وتم تعيين العر اق هدفا قادما للمخطط الغربي بحساب انه يمتلك موقعا جغرافيا لايوجد له مثيل في المنطقة فهو يتحكم بالاتصالات العالمية سواء البرية والبحرية والجوية وايضا يمتلك من الموارد البشرية والاقتصادية الكثير الذي يجب الانتباه له والعمل على جعله بخدمة المعسكر الغربي وابعاد شبح الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي عنه وخاصة بعد توقيع الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الامد بين العراق والاتحاد السوفيتي عام 1972 في بغداد والتي توفر الحماية بكل انواعها للعراق اضافة الى التعاون العسكري والتسليحي بين البلدين ,لذلك عمدت المخابرات الامريكية على التوغل غير المرئي في العراق وباشكال شتى خاصة بعد اعلان العراق تاميم النفط وفشل محاصرته من الغرب لذلك عمدوا الى الضغط على النسيج الاجتماعي العراقي ومحاولة جر العراق الى مواجهة داخلية وفعلا حصل هذا واستمرت حرب الاخوة العرب والاكراد ونتائجها السيئة استمرت لفترة اكثر من سنتين انتهت باشارة من امريكا لحاكم ايران الشاه بهلوي بعد مفاوضات الجزائر عام 1975 ان يوقف تهديداته للعراق وان يتحكم هو بالممر البحري الوحيد للعراق (شط العرب )مقابل عدم مساندة الاكراد في حربهم ضد الدولة ,ثم تم تحريك نظام الاسد ليحارب العراق مائيا فكان اغلاق نهر الفرات وقطع الماء عن العراق احد الممارسات التي لجات اليها المخابرات الامريكية لاذعان العراق هذا طبعا اضافة الى مطالبة العراق سنويا بتسديد اجور الاراضي التي يمتلكها اليهود في العراق والبالغة قيمتها 500 مليون دولار سنويا ,وغيرها من الاجراءات القسرية وبالفعل تم لادارة الرئيس الامريكي رونالد ريغان(1981 /1989 ) ماارادت والتي نجحت في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع العراق مما سمح لها بدخول خبراؤها وفنيوها الى العراق والاطلاع عن كثب على الامكانيات الاقتصادية والجغرافية وتحويل هذا الاطلاع والمعرفة الى عمل ناجح في محاولة السيطرة على الشرق الاوسط ومايجاوره ,قبل ذلك نجحت الولايات المتحدة في جر العراق الى حرب مدمرة مع الجارة ايران وبلا اهداف واضحة اللهم الا عملية تدمير شعبي البلدين وامكاناتهما الاقتصادية واغراقهم بالديون الكبيرة التي كسرت ظهر العراق وجعلته يتجاوز على دول جارة لها كالكويت واحتلالها الشهير والذي سمح علنا بتدخل امريكا بقوتها لاسقاط الدولة العراقية والسيطرة عليها كما هو اليوم بلا اي مقاومة او اعتراض دولي .
ربحت امريكا ومخابراتها في هدفها ساعدها في هذا كله الظروف غير الموضوعية التي تمر بها المنطقة عموما وتم الغاء دول الممانعة التي يتزعمها العراق للمخططات الغربية والاسرائيلية وفسح المجال لاسرائيل لتسرح وتمرح في المنطقة بلا معارضة قوية لها ,وهكذا اصبح العراق لقمة سائغة في فم المخططات الغربية المرسومة له منذ فترة ليست بالقصيرة ,ونحن اليوم بتفرقنا نسمح لهذا المخطط الشيطاني بالنجاح والمرور امام اعيننا راضين غير قادرين على ردعه .
هذا بعض من كثير حصلنا عليه بجهد كبير ومضني وهذا كله موجود في اقبية وزارة الخارجية الاميركية والدفاع وكذلك جهاز المخابرات الامريكية .
سنكمل معكم ماحصلنا عليه تباعا ارجوا شاكرا قراءتها بدقة وتفكير لنعرف حجم الاذى الذي وقع علينا ونحن غافلون.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب