18 ديسمبر، 2024 7:21 م

|العراق إلى أين ! بين الأمل واليأس

|العراق إلى أين ! بين الأمل واليأس

بسم الله الرحمن الرحيم (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) صدق الله العظيم
لا يختلف احد على ان العراق يمر بأسوأ أيامه وحتى أسوأ من فترة احتلاله من قبل المغول …فساد سياسي ، فساد اقتصادي، فساد اجتماعي ، عمالة للأجنبي ابتداءا من رئيس الجمهورية ونزولا ولم تبق دولة بالعالم ليس عندها مسؤول يقدم لها خدماته بالمجان ، بلد بدون سيادة ، الاول في العالم فيه عدد من الجواسيس. انهيار مجتمعي دعارة حيث يعتبر العراق من اعلى دول العالم بالدعارة ، مخدرات منتشرة بشكل كبير ، شذوذ جنسي من اعلى النسب في العالم ، رشوة متفشية ، سلاح كما يسمونه منفلت وهو ليس منفلت وانما مسيطر عليه من رئيس العصابة ، قتل ، سرقات ، اغتصاب ، تزوير ، جوع، فقر، ايتام ، ارامل ، سجون للابرياء ، قمع للرأي ، دكتاتورية قاتلة ، أمية منتشرة ، جهل منتشر ، على وشك انهيار اقتصادي ، تدمير للبنية التحتية للبلد ، بلد بدون كهرباء ، بلد بدون ماء وبدون ماء نظيف ، انهيار صحي تام ، بلد فيه اكبر عدد من الدجالين من المعممين ورجال الدين … بعد هل هناك شيء لم اذكره …المهم كل ماهو سيء موجود في العراق … امر مؤسف

(( سنهشم النسيج الاجتماعي في بلدكم و سنعيدكم إلى العصر الحجري )) من اقوال جيمس بيكر الى طارق عزيز وزير خارجية العراق اثناء اللقاء في جنيف في 9/كانون الثاني/1991

كعراقيين هل لدينا الامل ؟؟ وهل لدينا رؤية يتوافق عليها الجميع ؟؟ اذا كان وعاظ السلاطين قد خدروا الرعية بصلاح السلطان عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ومؤسسات البحوث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني فان مع الاسف الكثير الكثير منها مرتبط بجهات وتم شراؤها من الاحزاب السياسية ومن دول اجنبية .. وانها قد غيرت من رؤية الجماهير تجاه اوضاعها وحياتها واهدافها خصوصا جيل الشباب حيث جعلت الشخصية العراقية وتحت ظروف الضغط من القسوة والعنف والبطالة والياس وخراب العلاقات المجتمعية جعلها تتمحور حول ذاتها ( الانا ) دون النظر الى ( نحن) … هل ثورة تشرين ستكسرهذا المحرم وتتجاوز الثورة هذا المستنقع الذي نحن فيه ؟ انه في رحم المستقبل !! في كلمة للافعى كوندليزا رايس عندما كانت مستشارة الامن القومي الامريكي صرحت بما يلي ( ضرورة تغيير العقل العراقي كمقدمة لتغيير العقل العربي ارجو الانتباه تغيير العقل وليس السياسة )..

نأتي الى العنوان وهو سؤال يورق الوطن من شماله حتى جنوبه مثقفه ومتعلمه فقيره وغنيه انه سؤال في الشارع في الجامعة في البيت في الريف في المدن وفي كل مكان وزمان واننا كعراقيين علينا ان نبحث عن الاجابة والبحث عن الاجابة هي اولى خطوات الامل والطريق اليه في تغيير الوضع الكارثي الذي نعيشه جميعا ان بحثنا عن الحل سيزيد من وعينا السياسي والثقافي والاجتماعي والوطني ويجعل رؤيتنا عميقة للخروج من الازمة التي نعيشها بكل اخفاقاتها وانكساراتها وعينا الوطني سيرسم لنا طريق الخروج من الازمة ونترك اليأس خلف ظهورنا ونسير نحو شمس الغد مرحلة سنتجاوزها باملنا المنشود في التغيير والعراقي جدير بتحمل هذه المسؤولية التاريخية .. إن الوعي الوطني واملنا في التغيير يكون المعول الثوري الذي سنهدم فيه معبد السلطة الفاسدة وهيمنتها سلطة مابعد 2003 .. ماهي هذه السلطة؟ انها سلطة هجينة لقيطة احزاب اسلامية ومذهبية سماسرة وتجار جملة ومفرد مزورين وطارئين على العمل الوطني أعطاها المحتل جواز المرور لكي تتمكن من بلدنا اغلبها يلبس عباءة الدين والمذهب (الجامع والحسينية ) وهي بعيدة عن الدين بعد العدل عن الجور غرضها السلطة فقط تملك المال ( مال الدولة المسروق ) تملك القوة الغاشمة ( المليشيات والعنف ) سلطة ترفع شعار الديمقراطية وهي تغتال الديمقراطية بأدوات القمع التي تملكها تزور الانتخابات بالمال السياسي والاغراءات ( مالية او وظيفية او بالتهديد والقتل ) ..

انتفاضة تشرين الباسلة : ان انتفاضة تشرين هي بداية الطريق الذي سيجعل الأمل حقيقة انها الطريق الذي سيهدم معبد السلطة على رؤوس مرتزقة السلطة وسيحطم اصنام الوثنية السياسية وستكون الانتفاضة خطوة لبناء نظام سياسي جدير بالعراق والعراقيين ان اولى الخطوات المطلوبة هي هدم الزيف السياسي والثقافي والاجتماعي الذي كرسته السلطة من مفاهيم الجهل والوثنية مثل ( الدين ، المذهب ، الاثنية ، العشيرة ،الفئوية ، المناطقية ).. ان ثورة تشرين الباسلة حركت المياه الراكدة حيث نجحت في هز السلطة واركانها وجعلت البعض من هؤلاء يركب موجة الانتفاضة ويحاول تشويهها ومنهم من يحاول الدخول إليها والعبث بها ومن هنا جاء تعثر الانتفاضة وفي رأي المتواضع ان التعثر امر عرفته كل حركات التغيير في العالم وبعضها عرف الهزائم كما عرفت البعض في النهاية الانتصار … ان اسباب تعثر ثورة تشرين هي الظروف الموضوعية والذاتية ( ضعف القيادة وتشتتها وتعددها ، ضعف التنظيم ضعف الرؤية الشاملة ) كلها عوامل كانت وراء تعثرها هذا التعثر ماهو الا مرحلة انتقالية …وقد استغلت السلطة المهيمنة أيما استغلال للدخول الى جسد الانتفاضة والعمل على تخريبها من الداخل وبكل الوسائل والطرق (والسلطة كانت تملك الكثير من اسباب القوة ) ان تعثر الانتفاضة يدعونا الى تقييم وقراءة الانتفاضة قراءة جديدة ومعرفة مكامن الضعف والقوة فيها لكي نعاود السير لتحقيق هدفها ( نريد وطن )

ان قدرنا التاريخي يعلمنا ان العراق وابنائه لم ولن يهزموا فالعراق ارضه ليست رخوة كما يشيع البعض وغير قابل للكسر فالعراقيون جديرون بالنصر وتحقيق اهدافهم جديرون بالامل ببناء وطن يحلم به الصغير ويفتخر به الكبير

الانتخابات المقبلة : ان ما يؤرق السلطة المهيمنة والسلطة العميقة هي خوفها من الانتخابات المقبلة وماستفرزه من نتائج تخلخل مواقع القوة لديها وخسارة المناصب والامتيازات لذا نرى احزاب السلطة تجهد ليل نهار لخلق التكتلات (لقد وصل الامر بأستعداد تحالف الاضداد لضمان نتائج الانتخابات مع بعض ) وشراء المواقف . ان الخشية على الانتفاضة ان تتمكن احزاب السلطة من اختراق شباب وقيادات الانتفاضة عن طريق اللعبة الانتخابية ووعودها بالمناصب والمكاسب التي تبعد الانتفاضة عن هدفها السامي ( نريد وطن ).. حذاري حذاري ايها المنتفضون من الاعيب احزاب السلطة وقياداتها من اختراقكم وجركم الى مواقع فيها من الفخاخ والتوريط ما يجعلكم تقبلون بالفروع ونسيان الاساس وهو بناء نظام سياسي جدير بالعراق والعراقيين .. ان شعبنا وجماهيره الواعية سينتصر ويكون الامل حقيقة .. هكذا هي صيرورة التاريخ فالتاريخ لايرجع للخلف ابدا وسنبني وطنا يحضن كل احلامنا ورؤانا ويجعل الامل فينا حقيقة نعيشها . مازالت الانتفاضة ( وانا اسميها الثورة ) لم تقرر قرارها النهائي بدخول الانتخابات ولم ترسم استراتيجية لذلك ..

اما اذا لم يتحقق شيء من اّمالنا في بناء وطن يليق بالإنسان فبلا شك سيكون الحل الاّخر وهو الثورة مع العنف و ستسيل دماء كثيرة وسيكون هدف الجياع والمحرومين من الشعب العراقي هم الساسة وعوائلهم واطفالهم وسيكون من المستحيل رؤية رجل دين معمم يسير في شوارع مدن العراق هذا هو المستقبل البديل في حالة عدم ايجاد حل سريع للعراق ويبدو انهم لا يفهمون حركة التاريخ فعندما يجوع الشعب الى حد اليأس سوف لن يكون هناك حد للثورة وسيكون الدم هو البديل ..

بسم الله الرحمن الرحيم ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاّخرة عذاب عظيم ) صدق الله العظيم هكذا وصف الله عقوبة المفسدين في الأرض وهو ماينطبق على سياسي العراق حاليا كلهم .. لنا عودة على الموضوع الثورة والانتخابات .