23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

العراق أمانة .. بين يديك !

العراق أمانة .. بين يديك !

إبتداء أنا وجيل الخمسينيات وما قبله وما بعده بقليل .. عشقنا العراق لحد الثمالة .. تمّثلت مصاديق هذا العشق في الاخلاص والاندفاع والحرص الشديد على أداء العمل الوظيفي بكل مجالات الحياة ، وبالخصوص في مشاريع عملاقة في ميادين العمل وان كانت الامكانات بسيطة والمردود المالي ليس بالمستوى المطلوب .. وفي مجال عملي بوزارة الري ، كنا لاننظر الى وقت الدوام ولا الى قساوة الظروف ، وكان يشعر الجميع بان العمل مقدّس والعراق الذي علّمنا الهندسة يحتاج الى جهد شبابه في البناء والتنمية .. فكان مدير المشروع هو المبادر في الميدان وهو الذي يشاركنا كل جزئيات التنفيذ ، وكم من المرات الطارئة يبقى الجميع في ميدان العمل الى ما بعد منتصف الليل ، او سائقي المعدات الذين يضربون المثل الاعلى في التنفيذ الدقيق وان كان في اجواء المخاطرة !

كانت مكاتب الادارات بسيطة وقد لايتواجد فيها المدير والمهندس الاّ لمرات قليلة لمتطلّب ما ، فلا سكرتارية ولا بهارج السيارات والحمايات ، كنا نرى الوزير في الميدان لمرات عديدة في الشهر والمدير العام معنا في الميدان !

بعد هذه المقدمة اقول : كنت اتابع مسلسل رأفت الهجان وهزتني عبارة ( مصر امانة بين يديك ) واجابة الهجان بالعبارة ( وانا رقبتي سدّادة ) ، وقارنت هذا الشعور بالوطن مع وجوه العملية السياسية منذ خمسة عشر عاماً ، ورحت استعرضهم فلم اجد منهم من يمتلك شعور الانتماء للعراق كوطن تربيّنا في ربوعه ولنا فيه ذكريات الطفولة والصبا والكفاح ، فالجميع من الذين تم تدوير شخصوهم في المناصب المختلفة كان همهم شيء وحيد هي منافع شخصية وحزبية ولسان حاله يقول فليذهب العراق الى قير ، فالجميع بشهادات بعضهم على بعض هم لصوص واميون ، لهذا نهبت في عهدهم المليارات التي كانت قد تفرش ربوع العراق ذهباً لو انها كانت بايادي نظيفة !

فمن لنا بمن يفدي العراق بروحه ويتحمّل مسؤولة الضرب على ايدي المفسدين وحيتان الفساد فيه ؟

من يستحق عبارة ؛ العراق امانة بين يديك ؟ ومن يجيب بان رقبته سدّادة ؟

لك الله ياعراق