22 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

العراق أكبر منكم.. أيها السياسيون

العراق أكبر منكم.. أيها السياسيون

كنا شعبا واحداً.. لم يستطع أن يقسمنا هولاكو.. ولا الفرس.. ولا العثمانيون.. الذين حكمونا أكثر من 400 سنة.. بالرغم من تعين والي عثماني (تركي) في بغداد.. ووالي تركي في البصرة.. ووالي تركي ثالث في الموصل.. بقيً العراق موحداً بعربه.. وكرده.. وتركمانه.. ومسيحيه.. وصابأته.. وأيزيديه.. وبالرغم من محاولات البعض تسمية العراق: (الولايات الثلاثة).. بقيً العراق موحداً.
وعندما احتلتنا بريطانيا خلال الحرب العالمية الاولي 1914ـ 1918.. رفض العراقيون جميعاً بلا استثناء الاستعمار البريطاني.. وبدأت الانتفاضة منذ وقت مبكر في منطقة الشعيبة جنوب العراق لمقاتلة الجيش البريطاني العام 1915.. وكانت فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف.. بالجهاد لطرد البريطانيين.. والتحق المجاهدون من الناصرية.. والسماوة.. ومن النجف.. ومن بغداد خليط من العراقيين بكل طوائفه لقتال الإنكليز.
وإذا انهارت القوات العثمانية أمام القوات البريطانية.. فان العراقيون لم ينهاروا.. وكانت إمارة الكوت الشجاعة عصية على البريطانيين العام 1916.. وظل البريطانيون ستة أشهر في قلعتهم محاصرين خارج الكوت.. ليستسلموا.. وعندما انهار الجيش العثماني ظلت عشائر الكوت العربية الأصيلة تقاتل حتى قتل منها 5000 عراقي.
لم يرتاح البريطانيون يوماً واحداً في العراق.. فكانت ثورة النجف 1918.. ثم ثورة تلعفر في الموصل في نفس السنة.. ومقتل الجنرال لجمن.. لتندلع ثورة العشرين من الرميثة.. فالنجف.. والديوانية.. وديالى.. وتعم كل العراق.. ويشارك العراقيون من أبناء عشائر الجنوب والوسط والغربية والشمال بدون استثناء.. ومعهم سياسيو بغداد.. فكانت ثورة العشرين (1920).. ثورة كل العراقيين.
واستمرت العملية الثورية بعد قيام الحكم الملكي.. ولم نعرف العنصرية.. أو الطائفية.. إلا في مخيلة البريطانيين وبعض السياسيين الطائفيين هم أصلاً.. وبعد ثورة 14 تموز 1958 بدأت أفعى الطائفية والعنصرية تتكشف وسادت الفوضى العراق والقتل على الهوية تحت لافتات عديدة.. واستمرت بالتصاعد.. ليعمقها نظام صدام.
وجاء الاحتلال الأمريكي بعد قصف كل مدن وقصبات العراق بالقنابل المحرمة دولياً.. وجاء سياسيوهم معهم على دباباته.. هؤلاء هم الطائفيون.. والعنصريون بامتياز.. لا يعرفون العراق.. ولا شعبه.. لتسيدهم علينا القوات الأمريكية المحتلة.
اليوم سياسيو أمريكا.. ودول الجوار.. يحكمون العراق على أساس طائفي وعنصري.. ويشاركون جميعهم من دون استثناء بذبح العراقيين.. على أساس طائفي ليعمقوه عنصرياً وحتى تكتمل المؤامرة.. التي خططت لها أمريكا ونفذها سياسيا عملاءها.. الذين لم يكونوا سوى سراق مزيفون.
أما الصفحة العسكرية فنفذتها القاعدة.. وكل التنظيمات الإرهابية.. وأخيراً نفذتها أبنتها داعش.. وكل الطائفيون في الجناح المتطرف.
أيها السياسيون.. لن يغفر لكم العراقيون مؤامرتكم الكبرى المستمرين بتنفيذها.. تحت شعارات مزيفة لتقسيم العراق.. ولن تحصلوا أكثر مما حصل عليه الخونة الذين سبقوكم والهاربون خارج العراق.
أيها العراقيون.. وحدوا صفوفكم بلا هوادة تجاه هؤلاء السياسيين جميعهم (عربهم وكردهم وتركمانهم).. وافرضوا عليهم عقد مجلس النواب.. وتشكيل حكومة ببرنامج وطني.. وكفاءات وطنية.. وليس سراق ومزورين وطائفيين وعنصريين.. ويكون شعاركم العراق الموحد بلا تدخل دولي أو إقليمي .. كفى قتلاً.. كفا ذبحاً.. كفا تدميراً للعراق.

أحدث المقالات