23 ديسمبر، 2024 7:51 ص

العراق أقدام صلبة على أرضية هشة

العراق أقدام صلبة على أرضية هشة

بين امريكا وايران صراعات مختزلة واضحة للعلن ولكن على ما يبدو ان شيئاً ما يدور تحت الطاولة من اتفاقات سياسية بخلاف التوقعات العلنية . لو نظرنا للخطوات السياسية المتواضعة التي يتخذها البرلمان العراقي تجاه الأحداث يُعطينا دلالة واضحة انهم فقدوا زمام الأمور من أيديهم وباتت مصلحة الجميع تصب في العودة الى نقطة البداية ( الفصل السابع – ذا الوصايا الدولية) ،
كل شئ في العراق الان ضبابي ومريب ، ميزانية العراق مفلسة أو أوشكت ورقبته بيد الدول الدائنة وصندوق النقد الدولي وباستمرارية ذلك فالعراق مقبل على الأفلاس وهذا مآل خطير له تبعات ومزالق تُهدد الجذور والبنيان الأجتماعي بالذات للشعب العراقي وبالتالي يصبح العراق في خبر كان لا سمح الله وبالطبع ونحن ما زلنا نتحدث عن اتفاقات تحت الطاولة تأتي بشكل غريب فكرة الأقاليم ؟ وتطرح نفسها بقوة خاصة بين الأروقة السياسية العُليا وليس الدُنيا ولو نرجع قليلاً نجد ان فكرة الاقاليم هي محصلة وواحدة من إرهاصات المعارضة العراقية قبل ٢٠٠٣ م وربما أخر الحلول في حال استعصت الحلول .
فكرة الاقاليم ليست بجديدة كما أشرنا ولكنها ونتيجة لظروف معينة أوجدت لنفسها مساحة على الأرض بالإمكان التعاطي معها الان دون وازع الخوف من
( المجهول ) ولها دوافع ومسببات ومحفزات فالدوافع أكثرها سياسية منها على سبيل الحصر نزاعات داخلية متجاذبة ومتناقضة داخل المنظومة السياسية نفسها ، توافقات سياسية متظاربة ، محاصصة سياسية ، ملفات وقوانين معطلة ، ملفات إقليمية عالقة …… ألخ .
أما المسببات فوجود صراع طبقي ، ضعف السيطرة الحكومية . ضعف في إدارة الملف الأمني ، نزاعات عشائرية متواصلة ومستعصية ، دماء ، فساد إداري ، مخدرات وما زال البعض يُراهن على الملف الطائفي والأثني كورقة ضغط رغم الدماء الطاهرة التي سالت في ساحات التظاهر أو غيرها الرافضة لها .
اما المحفزات فهي موجودة منذ اتفاقية خروج القوات الأمريكية من العراق عام ٢٠١١م ولكن ما حصل قبل عدة أيام مضت من قصف قاعدة K1 ومقتل مقاول أمريكي وأعقبها قصف أمريكي لمقر اللواء ٤٥ – ٤٦ التابع للحشد الشعبي كتائب حزب الله رداً على هذا الحادث وخلال تشييع مقاتلي حزب الله الذين سقطوا بالقصف الأمريكي تم اقتحام السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء والذي اعتبرته الولايات المتحدة خطراً يُهدد وجودها ردت باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ، هذا التصعيد المعقد في المشهد السياسي العراقي ربما سُيعطي لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي فرصة وإنفراجه سياسية خاصة بعد الإتفاق في البرلمان العراقي على إعطائه تخويل وصلاحية لإدارة بعض الملفات الشائكة ان صح التعبير ولكي يتمكن من أمتصاص الزخم السياسي المتراكم من جهة وترتيب أوراق التظاهرات من جهة أخرى مع مراعاة وجود بعض المنتفعين الذي يُحاولون الدفع بأتجاه تصعيد المواقف بعمليات القتل للصحفيين والناشطين المدنيين لغرض التأزيم فقط . ولو نظرنا بشكل اكثر عمقاً ان هذه الانفراجة المؤقتة ستُعطي فرصة للقوى السياسية بالأنفتاح على بعضها مجدداً لتدارك الأحداث والحفاظ على ما تبقى من مكتسبات سواء كانت سياسية او أقتصادية أو اجتماعية بالإعتماد على طبيعة الإنتماءات العقائدية او المذهبية أو الأثنية ولو لحدها الأدنى ، إذن هي بالتأكيد فرصة الهدف الذهبي ربما ستُمكن القوى السياسية من أعادة النظر في الملفات المتفق عليها مسبقاً في مؤتمرات المعارضة التي عُقدت خارج العراق قبل ٢٠٠٣م التي من ضمنها ملف الاقاليم هذا الملف ولعدة اعتبارات وأسباب ذكرناها في متن المقال خصوصاً مع وجود أرضية سياسية مهيئة وبتقادم الأيام ربما ستتوفر الأرضية الجماهيرية بالرضى أو بالإكراه لو تطلب الأمر تبعاً لمحاولات سياسية بإفتعال الأزمة تلو الأزمة والتي ستُلقي بضلالها بشكل شلبي على الإحساس العالي بالوطنية التي يتمتع به المتظاهرون ومن ثم الذهاب نحو الأقلمة كحل يُرضي الجميع من خلال تحقيق نصر دستوري مغلف على الأرض وعندئذ سُيفتح المجال أمام زيادة الضغوط الأقليمة اكثر فاكثر وتدخل وهيمنة في صياغة وإعداد وأقرار بعض القرارات السياسية والسيادية بنفس الوقت لصالحها تمس بشكل مباشر البناء الداخلي (الاجتماعي) داخل الجسد العراقي وهو الحلقة المفقودة سياسياً وهذا هو المهم.