23 ديسمبر، 2024 2:57 م

العراق/ أصحاب العقول في خدمة أصحاب الحظوظ..!!

العراق/ أصحاب العقول في خدمة أصحاب الحظوظ..!!

تتهيأ “ألف” شخصية معارضة “مختلفة الإنتماء والمهنة” إعتبارية علمية دينية قبلية إجتماعية مناطقية إقتصادية مصرفية دبلوماسية عسكرية أمنية.. ألخ، مشهودٌ بماضيها النظيف وحاضرها ناصع البياض، ولانعلم مالون مستقبلها، لخوض الإنتخابات العامة المقبلة تحت مسميات وعناوين شتى، لينتهي بـ”خراج” فوزها وأصوات ناخبيها أن “يؤتى” للمالكي شائت أم أَبت. لأن من يمولها حالياً هو المالكي عبر مبعوثين بينهم وبينه حرب كلامية علنية نيرانها من تحت “الزنار”، بينما القُبل يتبادلونها عبر “السكايب” و”الفايبر” و”الواتس آب” و”التانكَو”.. لهؤلاء الوطنيون نتمنى الفوز.. ونضيف: أما وأصبحت المعارضة داخل الحكومة والأكثرية داخلها، أي أن الحكومة العراقية تمثل المعارضة والموالاة، فإن السؤال الشرعي هو: من سيعارض هذه الحكومة.. من يصووب أخطاءها.. من يرميها بسهام الرفض أو التعطيل.. من يقف في وجه قراراتها إذا أخطأت أو لم يحالفها الصواب؟.. لا أحد طبعاً. فالحكومة هي كل العراق. هي المعارضة والموالاة. هي الرفض والموافقة. هي السلب والإيجاب. هي الشاكي والمشكو منه. هي قوة العمل وقوة التعطيل. هي كل شيء حتى إذا لم تفعل شيئاً..؟! في مواجهة هذا الفراغ الذي يعطل النقاش والإعتراض والرفض والرأي الآخر ماذا يفعل العراق.. ماذا يستطيع العراقيون أن يقولوا..؟ المقترح: أن يستورد العراق معارضة من الخارج تقف في وجه تجاوزات السلطة التي تمثل شراكة المختلفين على حصص المتفقين على القسمة والإقتسام. قبل ضمائركم الشارع يسألكم..؟.. من يقومّ أداء السلطة حين تجمع المعارضة والموالاة في حكومة واحدة يصبح قرارها، خطأ أم صواباً، أُحادياً ودكتاتورياً ونافذاً..؟.. لقد قاتلت المعارضة بشراسة وطويلاً من أجل أن تحرر العراق لا من أجل أن تشارك في الحكم. وأقصد المعارضة المسلحة- المقاومة- وتليها السلمية- السياسية-. أي من أجل إقتسام المنافع ورعاية المصالح. وهاهي اليوم شريكة الأكثرية. فهل من يقول لنا كيف سيجتمع غداً في مجلس واحد المتهم بالخيانة والكفر والخروج مع الوطني والإسلامي والمقاتل والمقاوم..؟ أم أن كل هذا سقط ويسقط أمام إقتسام الكعكة وتوزيع الحصص.. وأكل الجبنة..؟ يكاد المرء، وهو يتابع ما يُقال ويُذاع ويُنشر، في العراق وغيره من أرض العرب، أن ينكر نفسه وتاريخه ومعهما إنتماءه. فلم ننشأ أو نقاتل الأجنبي من أجل الحرية والإستقلال لنغرق في كل هذا ((القذّر)) الطائفي والمذهبي. قاتلنا من أجل الحرية لا من أجل عبودية جديدة. من أجل الديمقراطية لا من أجل قهر جديد. من أجل الإستقلال لا من أجل الإستغلال. من أجل مجتمع منفتح لا من أجل مجتمع منغلق مفتاحه بيد حفنة من المغامرين والمهووسين وتجار العقائد والدين.
تعليق:
دعت أُم “الإسكندر المقدوني” لولدها وقد وضعته قالت: اللهم إجعله من “أصحاب الحظوظ” ليخدمه “أصحاب العقول”، ولا تجعله من أصحاب العقول لئلا يخدم أصحاب الحظوظ. ويروي التاريخ أن “آرسطو” أحد أعمدة الفكر الإنساني في كل تاريخه الطويل كان ((يمسك بعنان حصان الإسكندر)) حين خرج الإسكندر لغزوه الكبير أرض (بابل) لم يتغير في التاريخ شيء. فالعقل العربي من المحيط إلى الخليج في خدمة القتلة.. والجهل؟!