19 ديسمبر، 2024 1:24 ص

العراق \ أرضيّةٌ مهيّأة لكلِّ ما هو أسوأ !

العراق \ أرضيّةٌ مهيّأة لكلِّ ما هو أسوأ !

 A : اضحت تقتضي المقتضيات , وبات ما تفرضه وقائع الأحداث والسنين أن تسارع القيادات العليا والأدنى للجيوش الألكترونية , ومعها ضبّاط صفّها وجنودها المدنيين من ذوي ال < تي شيرت > والتسريحات غير المسرّحة , ليقدّموا استقالاتهم الجماعية او فرداً فردا , وليست إقالتهم بضربٍ من ضروب الخيال ضمن هذا المنوال ومهما طال واستطال , فحتى رواتبهم وارزاقهم كمأجورين غدت من المحرّم الحرام ! , طالما يتقاضوها دون أن تثمر جهودهم الجهيدة على اية نتيجة .. فالتجارب المختبرية السياسية – الإعلامية التي جرى تمريرها على الشعب العراقي ميدانياً وعلى اقذر المستويات البربرية , جعلت المواطن ذو مناعة ممّا اكتسبه ومما مرّروه عليه من مرارة , وفعلاً ووفق استطلاعات اجتماعية واعلامية كثيرة , فأمسى أيّ خبرٍ غير دقيق او دعايةٍ سياسية او من الشائعات المغلفة , وبجانبها كلّ ما تنفثه السوشيال ميديا , هو محطّ سخرية واستخفاف من المواطنين , وقد ارتقوا ” وبصيغة الجمع ” الى ما فوق كلّ ذلك وبأرتفاعات .

B : وإذ أدّى ما ذكرناه اعلاه الى مفعولٍ عكسي .! فليس عبثاً , ومنذ الشروع بالعملية الجراحية – الإنتخابية أن يجري اختراق سيكولوجيا وسوسيولوجيا المجتمع العراقي بعمليات تطويعٍ و ” ترويضٍ ” جديدة وحديثة لحثّه على الإستكانة والخنوع والرضوخ بعد المقاطعة شبه التامة للمشاركة في الأنتخابات , وتدنّي نسبة المشاركين فيها الى ادنى المستويات الدنيا .! , وقد بانَ الكشف عن عمليات التزوير المتعددة الأوجه والزوايا والتي أدّت الى تعريةٍ كاملة ” للعمليتين السياسية والأنتخابية ” من كلّ الأوراق والوريقات المقرفة , فقاد ذلك وما برح الى استخدام آليّات واساليبٍ جديدة بالضدّ من عموم شعب العراق , فعلى مدى الشهرين الماضيين اندلعت او جرى اشعال حرائقٍ في معظم ارجاء العراق واروقته بما يكاد يناهز المئة حريق , تتوزع على دوائر رسمية وتجمعات اقتصادية واجتماعية , وقد بلغت الهستيريا السياسية بين الأحزاب ومراكز القوى الى القيام بعمليات تفجير مستودعات واكداس ذخيرة واسلحة بعضهم البعض , وقد يكون ذلك قد تمّ على ايادٍ خفية ” اقليمية او دولية ” او بمشاركتهم الفاعلة .!

C : وإذ اعتاد المجتمع العراقي على مدى السنوات الطوال الماضية على مختلف اصناف التفجيرات , بدءاً من العبوة الناسفة وشقيقتها اللاصقة , وانعطافاً بالحزام العريض الناسف , ومروراً مكثّفاً بالعجلات المفخخة , وغدت تلك من المسلّمات المفروضة والتي جعلت الجمهور وكأنه في حالة إدمانٍ عليها .! , لكنّ من غير المعتاد أن تتّسع الرقعة او المساحة الجغرافية – الى شمال القطر , او الى محافظات الحكم الذاتي الثلاث التي تحوّلت بقدرةِ قادر الى اقليم داخل جسد الوطن , وتتنازع معه على اجزاء رئيسيةٍ في كيان وجسم الوطن , فتصعبُ للغاية عملية التحليل والتفكيك العقلي أن تتفجّر مستودعات ذخيرةٍ في اربيل اولاً , لتعقبها تفجيراتٌ ممائلة في السليمانية , ثم يليها تفجير مستودعات اسلحة اخرى في محافظة دهوك , وأن تعود الكَرّة الى تفجير اكداس عتاد ثانية في محافظة السليمانية , وجميعها خلال أقلّ من اسبوع .! , ولا بدّ أن يقول قائل لماذا لم يجرِ اتخاذ الأجراءات الأحترازية والوقائية على مستودعات الذخيرة الأخرى في مدن الأقليم ! , كما أنّ اجهزة الأمن الكردية ” الأسايش ” لا تعاني من ضعفٍ ولا تنقصها الكفاءة والمهارة , فلماذا حدث ذلك بشكلٍ متعاقب .! , ويبدو أنّ الأمر اكبر من كلّ ذلك , وقد سبقه تفجير اكداسٍ واكداس في العاصمة وفي بعض المحافظات .! , وقد نشب حريقٌ جديدٌ في مركز شرطة التاجي يوم امس الخميس , كما أكاد اُقسم بأغلظ الأيمان أنّ ذلك سوف لا يكون آخر حريق ولا آخر تفجيرٍ لكدس ذخيرة حسب المعطيات الإعلامية والسياسية وسواها .! .. اندلاع الحرائق المتزامن وتفجير مستودعات اسلحة هو تفجير للوضع السياسي برمّته وبأيقاعٍ وعلى درجات .

عموم العراق يبدو معرّضاً لسلسلةٍ غير متسلسلة من احداثٍ مؤسفة ومؤلمة ومفاجئة حتى تحين لحظة التغيير اقليمياً ودولياً , وهي ليست بقريبة , كما ولعل الإنبثاق المفاجئ للحمّى النزفية الأخيرة قد كان ضمن المفردات الجزيئية لما هو آتٍ .

D : ليس صائباً مئةً بالمئةِ توجيه سهام اللوم والنقد الى جميع دول الجوار وبعض الدول العظمى جرّاء ما يحدث في العراق , فالعلّةُ فينا وَ وِفق كلّ الحسابات والمقاسات .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات