18 ديسمبر، 2024 7:41 م

العراق آخر الأحداث والحوادث !

العراق آخر الأحداث والحوادث !

إذ آخر حدثينِ حدثا يوم امس < نهار السبت وفجر السبت \ الأحد > , ما تناقلته وسائل الإعلام بإقتضابٍ او نحوه , حول مسألة السفير الإيراني ” حسن ايرلو ” لدى الحوثيين , الذين بدَورهم طالبوا بترحيله من صنعاء التي تسيطر عليها قوات الحوثيين بالكامل , وإذ ايضاً او بغضّ النظر عن أنّ وجود وتنسيب سفير في ” حركة او تنظيم سياسي – عسكري وميليشياوي ” هو أمر مخالف للقانون الدولي والأعراف والبروتوكولات السياسية ” , حيث ما وردَ وتسرّب من الأخبار أنّ السفير تصرّف بشكلٍ يوحي لفرض ارادته بطريقةٍ اقرب الى ” الدكتاتورية او الإلزامية ” في الشأن الحوثي ومهما تقاطعت مع قيادتهم , لكنّ تلك الأخبار ومصادرها لم تستطع ” لغاية الآن ” التوصّل الى جوهر الخلاف المحدد الذي استفحل بين الحوثيين والسفير الإيراني , والذي بلغَ حداً بإبلاغه بمغادرة المنطقة وعلى وجه السرعة , وذلك ” على الأقلّ ” أنّ الجانبين الأيراني والحوثي تجنّبا التطرّق لأسباب ذلك كلّياً , بينما اشارت الخارجية الإيرانية أنّ اصابته بالكوفيد كانت وراء ذلك , وبينما ايضاً اكّدت بعض المصادر السياسية أنه بوضعٍ صحيّ سالمٍ الى حد ساعاتٍ قليلة من ترحيله ..

ومع الإضطرار للإشارةِ ” هنا ” الى بعض ما تناقلته وسائل الإعلام بالصددِ هذا , فهذا ليس اساس موضوعنا هنا , لكنّ الطلب الحوثي وبوساطةٍ عراقية ومن سلطنة عُمان الى المملكة السعودية بالسماح لهبوط او ارسال طائرة الى مطار صنعاء لنقل السفير , فإنّما يعود اولاً أنّ سلاح الجو السعودي يسيطر على اجواء وسماء المنطقة اليمنية وبما فيها الحوثية بالكامل , ولا يمكن لأيّ طائرةٍ مدنيةٍ او عسكرية أن تدخل تلك الأجواء إلاّ ومصيرها الإسقاط الفوري , وكانَ بائناً ضمناً أن لا تسمح المملكة بأرسال او نزول طائرة ايرانية بهذا الشأن .! , وكان لافتاً للأنظار عدم إرسال السلطنة لطائرة عُمانيّة لتولّي المهمة , سيّما أنّ عُمان اقرب جغرافياً وملاصقة حدودياً لليمن بشقّيه الحوثي والحكومي .! وما برحَ السبب مجهولاً في ذلك , ممّا ترتّب على القوة الجوية العراقية لإرسال احدى طائرات الشحن او النقل – transport لجلب السفير من هناك الى البصرة , وكأنّ طائرات العراق العسكرية اضحت كَ ” تاكسي ” لنقل مَنْ يراد نقله , والأمر برمّته سياسيٌ بحت , ويصعب فصله وعزله عن الإنتخابات ومداخلاتها , كما يمكن الإضافة او الإجتهاد بالإضافة ” وبأقصى الحدود الممكنة ” بأنّ التكاليف المالية لوقود الطائرة ” ذهاباً وإياباً ” بجانب العديد من قطع الغيار ال Spare Parts التي يجري استبدالها في كلّ طلعةٍ جوية – Sortie , سوف تتحمّلها الحكومة العراقية او لا تطالب بدفع تكاليفها واسعارها .!

الحدثُ الآخر منَ الحدثين المشار اليهما في تزامن التوقيت وبشكلٍ متقاربٍ ضمن ال 24 ساعة الواحدة , فهو عودة او إعادة وتجديد اطلاق صواريخ الكاتيوشا < الميليشيّة او المفترض بإنتمائها للمصطلح الميليشي او ما يُصطلح عليه > على السفارة الأمريكية في بغداد , حيثُ من الملاحظ اولاً , أنّ الصاروخين لم يستهدفا ايّاً من القواعد الجوية الأمريكية – العراقية , وخصوصاً أنّ الموعد النهائي لسحب آخر وحداتٍ قتالية امريكية سوف ينتهي في اليوم الأخير من هذه السنة < وهذا لا يبررّ استهداف الأمريكان في قواعدهم قبل هذا التأريخ – وهذا ما حدث لحدّ الآن بالفعل – , كما أنّ الأكثر خصوصيةً في ذلك أنّ وفداً من القيادات والرتب العسكرية العراقية الرفيعة المستوى وبصحبتهم مستشار الأمن القومي العراقي السيد قاسم الأعرجي قد زاروا قاعدة ” عين الأسد ” التي يتواجد فيها الأمريكان , واشرفوا على مغادرة الوحدات القتالية الأمريكية , وثمّ والأهمّ أنّهم استلموا الأسلحة والمعدّات العسكرية الأمريكية ” التي لم ينقلوها الأمريكان معهم ” , واصبحت تلقائياً من ملكيّة القوات المسلحة العراقية ” وكأنها غدت كهديّة او كمنحة للجيش العراقي .! ” .!

المستخلص الآني ” وربما سواه ! ” أنّ الضربة الصاروخية – الكاتيوشيّة ” و وِفقَ قراءاتٍ واستقراءات إعلاميةٍ ” على الأقلّ ” فإنها تبدو وكأنّها مسدّدةً او موجّهةً نحوَ سياسة الإدارة الأمريكية في الملّف الإيراني – العراقي ” وليس خبراءها ومستشاروها الأمريكان الباقون في العراق ” , وبنِسبٍ متفاوتةٍ ما ! , ولا نريد الإستباق ولا الإفتراض والزعم بأنّها ذي علاقةٍ ما بمفاوضات العاصمة النمساوية Vienna حول مداخلات الملف النووي الإيراني , والتي اوقفوها الأيرانيون مؤقّتّا ولأسبابٍ تكتيكيةٍ على الأقلّ حالياً , متّخذين في تسويغ ذلك عطلة واحتفالات رأس السنة الميلادية .! < علماً أنّ الإيرانيين لا يتعاملون بالتقويم الهجري او الميلادي , ولهم سنتهم وتقويهم الفارسي الخاص بهم .>

في الإستقراءِ الأخير او ما قبل الأخير حول ضربة الكاتيوشا الأخيرة بإتجاه محيط السفارة الأمريكية في بغداد , وكيما تتكامل اجزاء وفقرات هذه القراءة , فقد يتوجّب الإنتظار اذا ما كانت ضربةً او ضرباتٍ صاوخيةً اخريات ” على الطريق ” , خلال المدى المنظور القريب جداً , او عدمها .!