مراهقو السياسة هُم ْهمُ، لايتغيرون بتغير الظروف والأوضاع، وإنمّا يزداد مراهقة سياسية،ويجروّن البلد ،الى مزيد من الكوارث والدمار ،والاقتتال الطائفي، والمذهبي،من أجل مصالحهم الفئوية والحزبية والشخصية،ولقراءة المشهد السياسي العراقي، بعد (مُهلة) السيد مقتدى الصدرللإطار التنسيقي،لابد أن نضع التدخل الايراني القوي(اجتماعات ايرج مسجدي مع الكرد والصدر والحلبوسي(وتهديدهم)، تغيير السفير، بسفير جديد أكثر تأثيراً، زيارة مبعوث المرشد السفير السابق ببغداد حسن دنائي فر الى بغداد)، في أولويات تغيير المشهد لصالح الاطار وجماعته،مستخدماً أنجح الوسائل الترغيب والترهيب،أما الترغيب، فتبرئة وإطلاق سراح رافع العيساوي، الواسع التأييد في الانبار، ليكون نداً وبديلاً للحلبوسي،ثم العفو عن الشيخ علي حاتم السليمان،ألدّ أعداء نوري المالكي، واعادته الى بغداد واستقباله في بيت المالكي،هكذا هو الدهاء الايراني،ولم تشفع كلمة الحلبوسي العاصفة المليئة بالنفاق والاستخذال ،في ذكرى تأسيس منظمة بدر، يضربون الفخار ببعّضه،كما يقال،في حين يستخدم الإطار، الترهيب ضد خصومه ،وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي قصف مقره، ثم إجتاحته عناصر تابعة للإطار وأحرقوه ،ومن ثم تهديمه وجعله تراباً،ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، فزار السفير الإيراني مسجدي اربيل، وسلّم الأقليم،أوامر المرشد بمزيد من قصف أربيل بالصواريخ الباليسيتية والكاتيوشا وغيرها،وقبله هدّد قادة في الحرس الثوري،وأعضاء في دولة القانون،أن هناك أهدافاً أخرى في أربيل، ستقصف بعد أيام إنْ لم تنفّذ أربيل ،شروط ومطالب الإطار وتنسحب من التحالف الثلاثي،وهكذا الأمر مع الحلبوسي والخنجر، بالتلويّح بفتح ملفاتهم ،إنْ لم ينسحبوا من الإطار، كل الضغط والتهديد هذا يجري على مرأى ومسمع السيد مقتدى الصدر ،والأوضاع الأمنية تزداد سوءً وانهياراً، فالكاظمي في أسوأ حالاته وعلاقاته، فلا يعرف الى أين يلتفت، مرّةً الى الصدر ، ومرةً الى الإطار التنسيقي،وزياراته لهم وفعالياتهم،يعني يريد مسك العصا من الوسط، ولكن الأمور تفّلت من بين يديه، فالجيش في أسوأ حالاته، يتعرّض الى مواقف، تحرج الكاظمي وتنال من هيبة الجيش ومعنوياته، مثل دكة عشائر الشطرة، والتدخل التركي للأراضي العراقية ، وتنمّر اليبشا والبككا في سنجار وتعديّهم على الجيش والإشتباك معه ،في مجمع حطين وسنجار، وكذلك ظهور فلول داااعش الإرهابي في أكثر من محافظة ،وتهديدهم المدن مرة ثانية( كركوك ونينوى وديالى والانبار) ،مستغلةً الصراعات السياسية، وغياب الجهد الإستخباري،وتنفيذهم عمليات نوعية، ضد الجيش والحشد الشعبي،في ظل صمت السيد مقتدى عن كل مايجري وما يفعله الإطار التنسيقي ،من تخريّب وتفكيّك التحالف الثلاثي، منتظراً إنتهاء مُهلته الأربعينية،بعد عيد الفطر ،فكيف سيكون شكل التحالفات ، وما مصير التحالف الثلاثي،يقيناً لا أحد يستطيع التكهّن بما سيحدث، ومن سيفوز بتشكيل الحكومة، التي يصرّ الإطار أن تكون توافقية ومحاصصاتية بإمتياز،ولكن من المؤكد سيدخل العراق بنفق لاخروج منه،باصرارهم على أخذ العراق الى أعماق المجهول، وهذه المرّة ستختّلف عمّا في السابق،لأن المواجهة إن حَصَلتْ(لاسامح الله)،(وهي مرجحّة وحتمّية)، وواضحة من المشهد المأزوم والإنغلاق السياسي المنظور، ستكون مدمّرة على الجميع،فحقيقة وإصرار الإطار التنسيقي ،على تفكيّك التحالف الثلاثي، هي المَهمّة الأبرز في المدى المنظور، وقد نجح الى الآن في فكّ شفرة الثلاثي، والدخول إليه من بوابة( العيساوي- السليمان)، الخاصرة الرّخوة للحلبوسي، وكما يقول المثل العراقي( من الإيد التوجعو)،فهل يغيّر ويخضع الحلبوسي ، لخطوة المالكي ، وإستخدام العيساوي والسليمان ،كماشة لمعاقبة الحلبوسي، وإشعال حرب بينهما في الأنبار، كصراع ديكّة ، يتفرّج عليهما الإطار، وهل يقبلون أن يصيروا (مضحكةً )، وكماشة بيد المالكي وإطاره الخسران،هذا يتوقّف على ثوابتهم الأخلاقية ومواقفهم الرجولية، أن الانبار ليست الحلبوسي، وإن إشعال حرب فيها خسارة للطرفين،ومكسب سياسي كبير للمالكي وإطاره،وحتى نقرأ المواقف والمشهد كما هو على الأرض، لا كما نريد، ونقول بثقة، أن لا العيساوي، ولا السليمان، يؤثران على موقف الحلبوسي،لتغيير ولاءه وتحالفه مع الصدر أبداً، وكذلك البرازاني وحزبه، بعد أن إنكشفت( ألاعيب).
الاطار التنسيقي، في إدخال العراق في نفق طويل، من الإحتراب الطائفي والمذهبي، وتأخير تشكيل حكومة أغلبية،(لو ألعب لو أخرّب الملعب)،السيد الصدر، لن يسمح أبداً تمرير هذه الالاعيب الصبياّنية ،من أجل عودة المالكي الى الحكم ،لو كلفّه ماكلفّه،والمالكي يعتبر هذه الفرصة الأخيرة له، وبعدها لن تقوم له قائمة سياسية،إذن التحالف الثلاثي متماسك رغم(مؤامرة) الإطار التنسيقي، وسيبقى مصمّماً على موقفه في مواجهة تهديدات ايران، وسفيرها المتشدد الجديد، وومؤامرات الاطار التنسيقي، العراق مقبل على مرحلة عصيبة جداً، في مواجهة التدخل الإيراني بأذرعه وأحزابه،مقابل تحالف يريد ان يخرج العراق، من عنق الزجاجة ولو مؤقتاً، لحين تجاوز العاصفة الاممية في الحرب على اوكرانيا ،وتوسيعها لتشمل حرب امريكا – روسيا وحلفاؤها، وهذا محتمل ،لاسيما وأن الصين تتربص بالطرفين ،لتكون الرابح بينهما، فهي تدعم روسيا وإيران ضد أمريكا في أوكرانيا، ولكن أعتقد ،حتى لانذهب بعيداً عن الحدث العراقي الأهم والأبرز، وصراع الديكة المشؤوم، فربما ، تنهض ثورة تشرين ثانية، وهو الأحتمال الأبرز، والتي ستلقى دعماً من التحالف الثلاثي كله والصدر تحديداً، وتعيد الأوضاع الى نصابها ،وهو سيناريو محتمل جداً،لا بل هو الأنجع والأقرب الى الحدوث، بعد أن وصلت الأوضاع الأمنية وألإنفلات الأمني ،في جنوب العراق لايطاق ولايبشّر بخير، بسبب السلاح المنفلّت لدى العشائر المنفلتّة ، التي تتدرّع بالميليشيات الخارجة عن القانون، كما حصل في الشطرة، وقبلها العمارة والبصرة، العراق منفتح على إحتمالات مريبة وخطيرة جداً وإنزلاق نحو الهاوية،إن لم تتدارك القوى السياسبية أمرها، وتحقن دماء العراقيين، مابعد (مهلة) السيد الصدر، العراق ليس كما قبلها،وما نراه تصعيداً خطيراً على الصعد السياسية والحزبية والأمنية ، قد ينفجر بأية لحظة، وجميع مبررات إنفجاره حاضرة وبقوة،والأوضاع الدولية كلها في المنطقة، ليست بصالح العراق، ولاتريد الخير للعراق، فالجميع يريد الحصول، على جزء من الكعكة العراقية،نعم المشهد العراقي، لايطمئن أحد ولايسرّ أحد،وخاصة ممّن يحرصون على مستقبل العراق ، وإنهاء معاناة العراقيين، داخلياً وخارجياً،أمّا صراع الديكّة فلا يعنيّهم، لأنهم يعلمون أن الصراع ،هو على الزعامات والمناصب والمكاسب،وهذه قمّة الخسّة والغَدر،أن يتاجر الآخرون بدماء أهلهم ، ومستقبل بلدهم، نقول لهم الى أين أنتم ذاهبون بالعراق، أيها الحمّقى، فالعراق، لايمكن أن تحكمّه شلّة لايهمها سوى نفسها،ومصالحها الضيقة، فالعراق أكبر منكم ومن أحزابكم ،إبعدوا العراق عن صراعاتكم ومهاتراتكم ، فالعراق اذا غَضبْ غَضبْ، وتعلمون غضبة العراق ، فلاتَ ساعة مندم، فالثورة أتية لاريّب فيها، مادمتم في غيّكم تعمهون، لن تنجيّكم إيران وإمريكا من غضبتها،هؤلاء يبحثون عن مصالحهم ،وشاهدتم ماذا فعل شبابها الصِّيد قبل سنتين من ألآن عندما زلزل عروشكم الخاوية،إفهموا ووعوا الدرس جيداً ،وضعوا العراق واهله، بين عيونكم ،قَبل أن تقدّموا على أية خطوة حمقاء فتندمون، إحسبوها جيدا هذه المرّة فأنا ناصح لكم،فصراع الديكّة لايبّني وطناً، ولايحقن دماءً ولايشكّل حكومة ،تريدونها توافقية بالقوة والتغريب والترهيب….!!!!