23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

العراقُ بين الإقليمِ السُنّي وفزّاعة داعش…..!

العراقُ بين الإقليمِ السُنّي وفزّاعة داعش…..!

ينشغل الشارع العراقي الآن،بقضية الإقليم السنّي، الذي يطالب به(بعضُ)،وجهاء (المكوّن السّني)،كورقة ضغط على الإطار التنسيقي( الشيعي)،(كم أكره هذين المصطلحين)،للتصويت على قانون العفو العام،للسجناء الأبرياء،ضمن ورقة تفاهمات قبل تشكيل حكومة السوداني، ولم ينفذ للآن،إضافة الى طلبات أخرى ،مثل التوازن في الحكومة ،وعدم التهميش والإقصاء،وإبعاد الحشد الشعبي عن المدن المحررة من داعش الارهابي الوحشي وغيرها،وبغض النظر عن موقفنا ورأينا ،بمشروعية ودستورية طلب إقامة إقليم سُنّي، كما طالب به من قبل ،رموز ووجهاء وقادة شيعة، في البصرة وغيرها وفشل الطلب،فإن إقامة إقليم سُنّي بهذا الظرف الملتهب، والفوضى العارمة في المنطقة، والتهديد بحرب عالمية ثالثة، أمرٌ في غاية الخطورة على المنطقة والعراق تحديداً، لسبب بسيط ،هوأن الإقليم مشروع تقسيم طائفي وقومي وإثني بإمتياز، رغم إعلانهم أنه (إقليم إداري )، وهو مشروع عالمي للرئيس الأمريكي بايدن، قبل استلامه في الحكم والمعروف ب(مشروع بايدن)، بتقسيم العراق الى ثلاث أقاليم طائفية وقومية وإثنية، وهو جزء من مشروع أكبر لليهودي المؤرخ برنارد لويس، تقسيم المقسّم وتجزيء المجزّء ،لتفتيت وتفكيك الشرق الأوسط،وفي المقابل من حملة طلب إقليم السّنة، أطلق الإطار التنسيقي الشيعي، حملته ،بترهيب وتخويف مَن يطالب بالإقليم وإفشال من يقف خلفه،كرد فعل عليه، وهي كذبة وفزاعة (عودة داعش)الى العراق،بعد إطلاق (قسد السورية)، قرابة 1440 داعشي من سجونهم،وهم في الحقيقة ،ليسوا عناصر لداعش ،وإنما هم عوائل وأطفال داعش المهزومين من العراق بعد التحرير، فمن المستحيل ، أن تقوم قسد السورية، بإطلاق عناصر هي خطر عليهم وتقاتلهم ،وعدو لدود لهم في شمال سوريا، وبينهم ما صنع الحداد،وبسجونهم الآلآف منهم، ومخيم الهول يشهد بذلك، ولكن أراد الإطار التنسيقي، وتضخيّم خبر إطلاق سراح الدواعش، وأعلن النفير العام ،كورقة ضغط سياسية ،لاإشال مشروع الإقليم ،وتخويف الطرف الآخر،من خطره الوهمي الداهم،كي يمرّر قوانينه في البرلمان،ومنها قانون الأحوال الشخصية(سيء الصيت)، والذي رفضه (الشيعة قبل السنّة والكورد)، وإعتبروه إهانة للمرأة العراقية وتقزيمها ،وإنتقاصاً من كرامتها،وكذلك لإبقاء تواجده العسكري في المدن الغربية، لأهداف غير أمنية وعسكرية،في حين هناك حملة عسكرية بجيوش تركية ، دخلت أراضٍ عراقية ،بحجة ملاحقة حزب البككا التركي،ووصلت الى محافظة دهوك، رغم أنف الحكومة وبعلمها وتواطئها ،دون أن نرى ونسمع رداً حقيقياً من حكومة السوداني والأطار التنسيقي،فمَن الأخطر على مستقبل العراق، دخول جيش أجنبي غازٍ، بالآلآف من الجنود، وإقامة أكثر من أربعين قاعدة عسكرية داخل الاراضي العراقية، أم خطر تنظيم إرهابي ميّت، وإنتهى خطره الى الأبد،إنّ إعلان خطر عودة داعش للعراق،هو فزّاعة سياسية، يستخدمها الإطار التنسيقي، ضد مَن يرفض ولايخضع لقراراته وسياسته الطائفية ،سواء كانوا من المكوّن الكردي او العربي السُّني، ولنا شواهد كثيرة، ورفضه تنفيذ بنود الإتفاق السياسي، قبل تشكيل حكومة السوداني، حيث نكَل ونقضَ كل الوعود والعهود الإطار ،مع المكونين الرئيسيين في البلد،ولم ينفذ بنداً واحداً من الإتفاق، ولهذا كانت له (حرب) مع الإقليم ، إستخدم فيها الإطار كل أسلحته السياسية والعسكرية ،لتركيع الأقليم دون جدوى، والآن يريد إستخدام نفس الأسلوب مع المكوّن السنّي، بسبب طلبه إقامة إقليم ضمنه وكفله لهم الدستورالعراقي، والذي كتبه الإطار التنسيقي بيده،وسيفشل أيضاً ، ولكن الإقليم لن يتحقق، ليس بسبب عدم مشروعيته الدستورية، ولكن لرفضه، من غالبية المدن الغربية والشعب العراقي،لآنه مشروع تقسيمي كما قلنا،إذن العاصفة الإعلامية و(الهضلة والهمبلات)، والحرب القائمة بين مروجي الإقليم، والمهددين بعودة داعش ، هي تسويق اعلامي لا اكثر، وزوبعة في فنجان،لإهداف سياسية ودعاية إنتخابية،إستخدمها الإطارللتغطية على فشل حكومة السوداني، وفشله هو في تنفيذ برنامج الحكومة الإطارية الخدمي للمواطنين وعدم تنفيذه بنود الاتفاق مع شركائه، وسوء وفساد غير مسبوق في وزارات الدولة، وفشل الإطار في إخراج الأمريكان من العراق، وغلق قواعدهم العسكرية،وفشلهم بردّ الجيش التركي، وإخراجه من الاراضي العراقية ،وتحييّد حزب العمال الكردستاني التركي ،الذي يسيّطر على سنجار والحدود العراقية التركية ،بموافقة الحكومة العراقية وسكوتها ، بسبب الضغط الإيراني عليها،إذن إفتعال خطر داعش وتهديده ، وعودته للعراق، هو إشغال الشارغ العراقي ،عن أزمات مزمنة وحرف أنظار الشعب العراقي عنها ، ومنها ماذكرناه من مشاكل وسوء خدمات في الكهرباء وإرتفاع الدولار،اخراج الأمريكان وأزمة الاقليم السني ،ومشاكله الاقليم ، كلها وغيرها ، جعلت من الإطار إفتعال أزمات جانبية وهامشية،فالجميع يعلم علم اليقين،ومنهم أهل المدن الغربية المحررة، أن تنظيم داعش إنتهى الى الأبد بيقين تام، ولاتقوم له قائمةأ بداً، على الاقل في المدن الغربية التي ساءها سوء العذاب، والبطش ،ونكّل وقتل أبناءها  وشيوخها ونساءها، فلا عودة له حتى قيام الساعة، نعم لديه عمليات منفردة كقطاع طرق في الصحراء، لاولجده في الكهوف والمخابيء هنا وهناك، لفقدانه حاضنته الغربية، يقوم بتعرضاته على نقاط الجيش ،والشرطة في ساعة الغفلة، ولكن من المستحيل أن يستطيع أن يشنَّ هجوماً على بلدة أو قضاء ،مهما كلف الأمر، لسبب بسيط لفقدانه أية قوة وإتصال ودعم داخلي وخارجي، أمّا تخويف الآخرين به، وإستخدامه شمّاعة وفزّاعة ،لتحقيق أهداف اًوغاياتٍ، وتنفيذ مشاريع وأجندات إقليمية ودولية ،تستخدمها أمريكا وإيران، كلٌّ لمصلحته ومشروعه ونفوذه في المنطقة ،فهذا جائز ومتحقق الآن، لهذا نقول ونؤكد أن مايجري من سجال وتهديد، بين طرفي أزمة الإقليم، هو صراع نفوذ ،وتحقيق أهداف سياسية ،فلا إقامة لإقليم سّني، ولا عودة لداعش الى العراق،ولكن تأكدوا إنّ من يخوّفكم بالإقليم وداعش، هو لا يريد إستتاب الامن واستقرارالعراق، وإما يريد الفوضى واثارة واعادة الحرب الطائفية الأهلية في العراق لأنها تضمن وجوده في السلطة، وقد حاولوا في عامي 2006 و2007 وفشلوا ،اليوم المنطقة كلها على فوهة بركان حرب مدمرة ،لايمكن التكهّن بنهاياتها، فالحرب في كل مكان من العالم،ودخولها منطقة الشرق الأوسط قاب قوسين وادنى، فإفتعال الأزمات وإثارة النعرات الطائفية، التي نرى شرارتها في أكثر من مكان ومحفل ومناسبة وبلا مناسبة بقوة، من عيد الغدير الى قانون الاحوال الشخصية الى اقامة اقليم سني طائفي الى الى ، لاتخدم العراقيين بقدر تدمير العراق وزواله الى الآبد، خاصة وهو الان محتل وخاضع لسيطرة امريكا وايران وتركيا على ارض الواقع، سياسيا وعسكريا وامنيا، ومن يقول غير ذلك فهو اما قصير نظر وجاهل واما مرائي ومداهن وعميل لهذه الجهات، ياسادة ، العراق في عين العاصفة ، وفي قلبها ، وينتظرون الاجهاز عليه ، فعلى الساسة والاحزاب والشعب جميعل تأجيل خلافاتهم وصراعاتهم ، حتى تمر العاصفة، و(بعدين  كلمن الله يعينوا على حقوا) كما يقول المثل العراقي،فلا توغلوا أكثر في دماء بعضكم ، فالتحولات الجيوسياسية ،قادمة للمنطقة لامحالة ،وهي مسالة وقت لا أكثر، وعندها سيكون للشعب العراقي كلمته وقراره،ليحدّد به مستقبله،بعيداً عن أحزابكم الطائفية، وصراعاتكم على السلطة والنفوذ ،وسرقة ثروات العراق والولاء لغير العراق، والتحكّم بمصيره ،كما يحصل له الآن ، أمّا إستخدامكم لفزّاعة داعش ،وإقامة إقليم سُنّي،فلا تُجْدِ نفعاً، لأن العراقيين مفتحّين بالتيزاب،مو باللّبن،إلعبوا غيرها…..!!!