23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

العراقي يريد ان يغير العالم ولكن لايغير نفسه

العراقي يريد ان يغير العالم ولكن لايغير نفسه

نشاهد ونرى عبر التلفاز يوميا وفي كل تجمع جماهيري الجميع يلوم الحكومة على تقاعسها في تلبية احتياجات الشعب العراقي ،ويصرخ بوجهها ناقما وغاضبا ،طبعا نحن لانلوم هؤلاء على ذلك ،لكن الغريب في الموضوع ان الذين ينادون بالتغيير وغير راضين عن اداء الحكومة واقصد بهم غالبية المجتمع العراقي، لايابهون لتصرفاتهم ويخدعون بعضهم بعضا وفاسدون لحد كبير ولوكانو في سدة الحكم لفسدوا اكثر،سيقول قائل كيف ذلك اقول له بكل بساطة هل هناك تكافل اجتماعي بين الناس؟هل هناك من يرحم فقيرهم؟ بكل تاكيد لا ،فمثلا نرى يوميا عشرات القصص الماسوية عن غلاء السوق بسبب مناسبة دينية او اي مناسبة اخرى ،فهل الحكومة لها ضلع بذلك طبعا لا،بل المسؤول عن هذا الامر هم التجار الذين هم غير راضين عن الحكومة ويتهمونها بالفساد وكذلك نرى الذين لديهم بيوت عديدة ويؤجرونها للبسطاء ومن لايملك قوت يومه يزيد عليه الايجار ولايرحمه حتى لو يطرده من المنزل مع العلم ان صاحب البيوت العديدة غير راض عن الحكومة وكذلك عندما تذهب للسوق بائعي البسطيات والمحلات يغشونك بسهولة ولايهتمون لما تتكبده جراء ذلك ،
وهؤلاء واقصد بهم بائعي البسطيات والمحلات غير راضين الحكومة قطعا،وهناك قصص ماساوية يرتكبها الفقراء بحق الفقراء الاخرين والكل يسرق الكل ،للاسف المجتمع العراقي يتمزق داخليا بسبب اختفاء الثقافة العامة والدينية والاخلاقية حيث اصبح الانسان العراقي وحش مستعد لذبح زميله بسبب الحرمان والفاقة وانعدام القيم  الانسانية والجشع والطمع والطامة الكبرى ان الكل ينادي بالاصلاح بينما المجتمع هو فاسد لدرجة لايمكن وصفها وقد يتهمنا البعض بالتهجم على هذا “المجتمع” ونقول لهؤلاء ان كلامي هذا جاء من خلال تجربة في هذا فيه، ولااتحدث عن شيء غيبي او خيالي ومااريد قولة ان الرحمة ليست من واجب الحكومة لاننا لانرحم بعضنا البعض ولانملك اي ارادة بهذا الجانب لان الماديات سيطرت على كل شيء، فالعراقي الان يريد ان يغير العالم باجمعه وهو غير قادر على تغيير نفسه وهذه حقيقة دامغة للاسف.