في كثير من المواقف التي يفرضها الواقع المر على الشعوب نجد هنالك نجوم تتلألأ اشعاعا لتنير طريق المحرومين دون ان يكون لهم مقصدا من ذلك سوى تحقيق مرضاة الله عز وجل من خلال اعمالهم الانسانية التي يقدمون عليها .
والعراق كباقي الشعوب سطعت في سماءه نجوم لا يستطيع احد حجب ضيائها واسكات صوتها وتجاوز صنيعها, فكانت روافداً صافية المنبع تسقي العطاشى في وقت تغير فيه وجه الماء الحقيقي ليصبح بألوان متعددة .
ولست هنا بصدد استعراض تاريخي لمثل هذه الشخصيات رغم ندرتها, انما اسطر الكلمات بحق شخص يستحق الثناء والعرفان اذ كان نجماً ساطعاً فرض حضوره بين فئات العراقيين ذلك هو الدكتور رشدي سعيد, الذي تابعت مسيرته عبر احدى القنوات الفضائية منذ عدة سنوات وكنت في حينها اجد من اعماله مفتاح لولوج باب السياسة والسلطان, لكن تبين خلال السنوات التي مضت خطأ رؤيتي فكان الرجل بعيدا عن هذه الطموحات الضيقة بل كانت افاق طموحاته تتجاوز ما يحلم به السياسي من مكاسب, فهو ينظر الى الطبقات الفقيرة من ابناء شعبه بعين الابن والأخ والأب وهمه يتجه في منحهم السعادة والعيش الكريم فتكفل بعلاج المرضى وتشييد المنازل وتخصيص معونات مالية للمحتاجين وغيرهم الكثير ممن شملهم بعطائه الكريم.
اطلق عليه في كردستان العراق وبعض الدول المجاورة بالدكتور للنجاحات الباهرة التي تمكن من تحقيقها, دأب على رفع اسم بلاده في جميع المحافل التي يتصدرها .
ما شدني اليه هو ذلك الموقف الذي صنعه مع احدى النساء من محافظة النجف حين التقاها في دولة عربية مجاورة ليسمع شكواها فبادر بتشييد منزل لها في مدينتها وتخصيص راتب شهري لعائلتها موقف لم ينته بذلك انما عبر عن تكفله بكافة نساء العراق بعد ان همست باذنه المرأة النجفية عن تعرضها لمضايقات فرد قائلا باللهجة العراقية ” الي يتكلم عن أي عراقية بسوء نكسر رجله” .
فتحية لك يا من تليق بك كل الالقاب لكن احبها الينا ان نلقبك بـالدكتور رشدي سعيد العراقي لكونك من القلائل الذين قال فيهم المتنبي منذ زمن طويل:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم