أبو بكر أحمد بن علي المعروف أيضا بابن وحشية النبطي هو كيميائي وعالم لغوي ومترجم بارع، نبطي مسلم من العراق.
ولد ابن وحشية في قُسِّين، وهي ناحية من نواحي الكوفة، وعاش في القرن الثالث الهجري.
تعتبر مخطوطة كتابه ” شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام” من المؤلفات الرائدة في مجال علم اللغة المقارن حيث تناول 89 لغة قديمة وقارنها بالعربية، بما في ذلك اللغة الهيروغليفية.
فقد اكتشف ابن وحشية ان الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية وقام بتحليل العديد من رموزها قبل اكتشاف شامبوليون بل أن ترجمة إنجليزية لمخطوطة شوق المستهام من تحقيق المستشرق النمساوي جوزف همر نشرت في لندن عام 1806 أي 16 عاما قبل اكتشاف شامبوليون ذلك وذهب البعض إلى القول أن شامبوليون كان قد اطلع على هذه المخطوطة الا انه لا توجد لدينا دلائل تؤكد أو تدحض هذا الادعاء. والمعروف عالميا هو ان عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبوليون هو الذي فكك رموز “حجر رشيد”، فاسحا المجال بذلك أمام ترجمة اللغة الهيروغليفية، ومن ثم، امكانية فهم المدونات المصرية القديمة وترجمتها.
والأهمية الأخرى لابن وحشية هو كونه ترجم الكثير من آثار البابليين عن النبطية وخاصة ما تجلى منها في كتاب ” الفلاحة النبطية”، بالاضافة الى براعته في مجال الكيمياء والسموم والفلك والسحر.
دعوة لكل الباحثين والمهتمين العراقيين بالاحتفاء بهذا العالم الرائد من خلال مؤتمر يخصص لإناطة اللثام عن عبقرية “كوفية” أخرى لا تقل شأنا عن عبقرية المتنبي! والغريب ان هذين “الأحمدين” عاشا في نفس الفترة تقريبا!
وبمناسبة انطلاق فعاليات “النجف عاصمة الثقافة الاسلامية 2012″، فإننا نهيب بمبدعينا من الفنانين التشكيليين استلهام مسيرة هذا الرائد الفذ وتخليد عطائه من خلال تمثال يقام في الكوفة.