23 ديسمبر، 2024 6:15 م

العراقي ، ﺁخر مَنْ يعلم

العراقي ، ﺁخر مَنْ يعلم

متى ستنجلى هذه الضبابية الكثيفة التي تحيط بالمواطن العراقي ؟ ، غمامة أختلط فيها الأرهاب والسرقة والفساد ، غمامة ، أضاعت عليه الطريق بحيث لا يدري متى تمتد اليه من خلالها يد الغدر ، غيمة  ، يبدو أن سياسيينا هم مَنْ يُذكيها  لأعماء المواطن المنتمي للأغلبية الصامتة  لسلب ارادته تماما ، وجعله سلعة للمتاجرة أمام العالم ، حكومة يقودها (الحجاج) ، بضم الحاء ، أم فتحها ، فالأمرُ سيانٌ ! ، وكأنها تريد ترويض المواطن ، وجعله سهل الأنقياد .
لا نزال نجهل الوضع في الرمادي والفلوجة التي لا تبعد عنا  بُعد (دارفور) ، حائرين ، هل أن جيشنا يقاتل القاعدة ، أم  يقتل المدنيين ، بين مَنْ يقول أن (داعش) موجودة وبين منْ ينكر وجودها ، ماذا يريد ثوار (الأنبار) ؟ ، ما سرّإطالة العملية العسكرية هناك أكثر من اللازم  رغم العُدة والعدد  ؟ ، مَنْ المنتصر ، ومَنْ المهزوم ؟ ، بين مَنْ ومَنْ تدور رحى المعارك هناك ؟.
مواطن يجهل ما هي استراتيجية الحكومة  لتحسين وضعه وأمنه ،إذ ليس للحكومة اي استراتيجية ، بل الحلول العبثية  والأنية المرتجلة التي يؤديها الجهلة من غير ذوو الأختصاص في ادارة الأزمات .  
طبّلوا وزمّروا لقانون التقاعد وكأنه مِنّةٌ منهم ، ربما لجعله انجازا يتيما لحكومة بلا انجازات ، واذا به خيبة أمل مدوّية ، فبعد أن خرج المواطن لشهور متظاهرا ومُحتجا لأجل منع أمتيازاتهم اللامشروعة ، والتي لا مثيل لها على وجه الأرض  ، تصرفوا وكأنه (نَكِرة) ، فقد كرّسوا أمتيازاتهم ، واقتسموا الغنائم ، وبقيت (الفُـتات) على حالها ، الفُتات التي يرمونها له على الأرض ، كي ينحني لهم وهو يلملمها !.
أي غموض ، هذا الذي رافق إختفاء (مام جلال) ، بحيث ليس لنا الحق أن نسأل : أين رئيس جمهوريتنا وراعي الدستور؟ ، حاوَلوا الأجابة ،مجرد صورة صماء ، فأي إستخفاف هذا الذي يجري بنا وبعقولنا ؟ !، أين تذهب واردات البلد الهائلة التي تفوق أضعاف ما للدول المجاورة للعراق ، وقد رفعت الحكومة يدها عن كل أشكال الدعم للمواطن المسكين؟ .
ويبقى العراقيُ مغلوبا على أمره ومخدوعا حتى النخاع ، وسط هؤلاء الذين يحكموننا ، يمررون ما يريدون تمريره أمام أنفه ، ورغم أنفه ، شاءَ أم أبى ، صفقات جهنمية ، تجري وراء ظهره ، طبخات سرّية أزكمت أنفه دون أن يذق منها شيئا ، فضيحة تلوَ فضيحة ، كارثة بعدها كارثة ، صفقات للسلاح ، سرقات بمبالغ فلكية ،  أزمة البسكويت الفاسد ، قتل جماعي ، تـُقُيّدُ بأجمعها ضد مجهول ، ويدفع ثمنها المواطن البسيط و(يا غافلين إلكم الله) !