الخمر محرم .. شربه وصناعته والتجارة به ، ليس في ديننا الحنيف وحسب بل في الديانات والشرائع الأخرى كالمسيحية واليهودية والصابئية .. ولكي نقرب الصورة أكثر ونقطع الطريق على بعض المعترضين فلا يمكن القبول منطقيا بأن واحدا من الرسل والأنبياء أحل الله له الخمر رغم ما يظنه البعض من تصور خاطئ قادهم للإعتقاد بأن الخمر حلال قبل الإسلام حتى وإن حرمه الله على أنبيائه .. وكثير من الشعوب والأمم عاقر مواطنوها الخمر منذ آلاف السنين وكما يجمع أغلب المؤرخين فإن الخمر لم يكن مادة رخيصة في بعض الدول بل كان شراؤه حكرا للملوك والأمراء والأغنياء والمتاجرين به .. وحين حرم الله الخمر على المسلمين فقد حرمه بالتدرج! التحريم الأول تحريم من تناوله ووصل إلى حالة السكر وهو يصلي ، ثم توالت آيات التحريم والأحاديث النبوية الشريفة حتى وصلت إلى العزل وعدم المسير أو الجلوس مع من يحمل الخمر فضلا عن حدود العقاب في الشريعة .. في العراق على ما يبدو من اعتراض الكثير على قرار منع الخمور يوضح بلا أدنى شك أن العراقيين في أغلبهم من محبي أو عشاق الخمر والمتاجرين به ، وهو خطأ فادح وتصور غير صحيح وتافه .. والسبب هو صدور قرار المنع بهذا الشكل المفاجئ من أحد النواب العراقيين ما ولد إستفزازا للكثير من الفئات والقطاعات المجتمعية والثقافية التي أجمعت على ضرورة الإلتفات إلى حالات الفساد الأشد تأثيرا على المواطن العراقي ومستقبله بدلا من إتخاذ قرارات من الممكن تأجيلها والبت في مصيرها فيما بعد .. ومن الغريب أن يتخذ هذا القرار بهذه السرعة بينما يغرق العراق على سبيل المثال ببحر من الفساد المالي والسياسي ، وحين ننظر إلى قرار منع الخمور لا بد لنا أن نغلق معه جميع المصارف العراقية والعربية والأجنبية العاملة في العراق لأنها جميعا تتعامل بالربا وهو الشقيق الفاسد الآخر للخمر! ولابد لنا أيضا من إيقاف عمليات الرشوة المبطنة والمحسوبية والمحاصصة ومئات القرارات الفاسدة المحرمة في الشرع والقانون ومن بينها المتاجرة العلنية بالمخدرات بكل أنواعها والسيطرة على المتاجرة بالسكائر! وعلى ذكر التدخين فقد ذكرت آخر إحصائية دقيقة أن العراقيين يصرفون أكثر من ثلاثة مليارات دولار على التدخين سنويا ويموت بسببه أكثر من ٥٠٠٠٠ خمسين ألف عراقي كل عام وبيانات أخرى لا مجال لذكرها الآن ، لكن الغريب جدا في هذه الإحصاءات أن أعمار من يدخنون السكائر والنراكيل في العراق تتراوح بين ( 12 – ٨٥ ) عاما !! لم أستغرب ما قرأت عما هو أشد فتكا بأبناء شعبنا من الخمر بل الغريب أن يتناسى السياسيون والنواب العراقيون بتعمد منصات ومثابات علنية للفساد داخل حزام السلطة ولم يقترب منها أحد أو حتى يتجرأ بالإشارة لشرايين تضخ الخراب والدمار للعراقيين جاهزا لأنها محمية من رؤوس سلطوية وحزبية ..
ولله …… الأمر