22 ديسمبر، 2024 1:40 م

العراقيين بين رحمة السماء وحاسبة الكهرباء

العراقيين بين رحمة السماء وحاسبة الكهرباء

يعيش ابناء الشعب العراقي منذ تسعينات القرن الماضي مع مشكلة كبيرة اسمها انقطاع التيار الكهربائي خاصةً واننا بلد يستخرج من ارضه يوميا كميات كبيرة من الثروات الطبيعية وفي مقدمتها البترول فان درجات الحرارة في تزايد مستمر وسوف تبقى على هذا المنوال وبدون حلول جذرية لأننا نعيش في دولة لا تعرف شيئا عن التغيير المناخي وموضوع البيئة هنا في العراق مجرد مناصب ادارية لا تقدم اي خطة وحلول عن تقلبات الجو وتحسين البيئة…
كل عام يخرج علينا المسؤول الاول عن توفير الطاقة الكهربائية ويوعدنا بكلام معسول وفي النتيجة تظهر انها كذبة سياسية مصطنعة.. والادهى والامر عندما نسمع ان العراق قام بإنشاء العشرات من محطات الكهرباء تعمل على الغاز وان هذه المادة نستوردها من دول الجوار بنظام يسمى نظام الدفع الآجل فتتراكم علينا الديون ويقوم الطرف الاخر باستغلال وقت الصيف بعدم تجهيز الغاز وتخرج اغلب محطات التوليد عن الخدمة وكل هذا يدفع ثمنه المواطن العراقي…

فاين نعطي وجوهنا ياوزارة الكهرباء ودرجات الحرارة تجاوزت الخمسين درجة على ابناء شعبكم المغلوب على امره… رغم انني متأكد بل ربما اجزم ان منازلكم المكيفة بالتبريد المركزي ومع توفر واستمرارية الطاقة الكهربائية لا تتجاوز درجة الحرارة فيها العشرين درجة لأنكم تخافون على نسائكم وعوائلكم من ضربة الشمس ورحم الله ايام زمان عندما كنتم لا تعرفون لفظ كلمة ((السبلت)) فاتقوا الله فينا ايها المسؤولين ولا اقول لكم خافوا يوم الحساب لان من يسرق قوت شعبه لا يؤمن اصلا بيوم القيامة والا لما قام بالسرقة والاستحواذ على املاك الغير وحرمان الفقير من ابسط حقوقه….
لقد كان العراقيين يضربون في امثالهم الثابتة ان الصيف هو ((ابو الفقير)) ولكنني ارى الصيف في هذه السنوات اللاهبة قد تحول من صفة الاب الى عدو الفقير الاول وكفانا فلسفة نضحك بها على انفسنا..
كان الله في عون الفقير الذي لا يوجد لديه امكانية لشراء جهاز تبريد او عدم قدرته على الاشتراك بالمولدة القريبة من منزله بسبب الجانب المادي المتردي وكلنا يعرف جيدا ان حرارة الشمس اللاهبة لا يمكن لاي انسان تحملها او ان يعيش تحت لهيب اشعتها الحارقة وخاصة اصحاب الاعمال الحرة والذين يكسبون ارزاقهم بصورة يومية ولاوجود لمعيل غيرهم ضمن العائلة…
متى تنتهي هذه المسرحية ياحكومة الاحزاب وتقاسم الكعكة. ولماذا كل صيف من كل عام يعيش ابناء شعبكم هذه المأساة وانتم تترنحون مع عوائلكم بين المنطقة الخضراء ومصايف باريس ولندن. والى متى تطلقون الوعود الكاذبة..
وانتم ياوزارة السرقات وتسمين اللصوص او ما تسمى بالكتب الرسمية وزارة الكهرباء متى تصدقون الوعد وتضعون حلول نهائية لهذه المشكلة خاصة واننا نسمع من وسائل الاعلام ان المبالغ التي صرفت لكم منذ عام 2003 ولحد الآن لو تم استغلالها بصورة صحيحة لكان هناك اكبر محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تكفي لسد الحاجة المحلية وتفوق على ذلك.. وان جميع ذوي الاختصاص في هذا المجال من المهندسين والفنيين والاداريين يعرفون ذلك ويتكلمون عنه بصورة علنية ولكنهم ليس اصحاب القرار. لان المحاصصة استطاعت تدمير البنى التحتية للبلاد بأكملها من خلال اختيار الشخص الغير مناسب للمنصب…
اعانكم الله يا ابناء الشعب العراقي على حرارة الشمس واكاذيب وزارة الكهرباء ووعود الحكومة الفارغة…..