7 أبريل، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

العراقيون یحطمون الرقم القياسي في قولهم.. الله كريم..

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد ترددت في قول ان العراقيين يضربون الرقم القياسي في الخنوع والإستسلام.. ولكنها للأسف حقيقه لايمكن نكرانها..
فقد اعتدنا منذ تولي حكم البعث السلطه وتحديدا في الثمانينات ونحن نقول الله كريم…!.! كلنا يتذكر ايام الحرب الاولى وكيف ركضنا جماعات وافرادا وراء سيارة النفط الكبيره التي تأتي احيانا بمكرمه من القائد لتتوقف بعد جهد جهيد ونحن نجاهد بإحترام لنحصل على بضعة لترات من النفط لينعدم فينا حس الطابور والنظام لتتكون خليه كبيره من النحل او البشر لافرق امام صنبور النفط ليأتي السائق ويقسم بالطلاق ..رغم انه غير متزوج.. ان لم نقف بإحترام ونحترم انفسنا فلن يعطينا قطره نفط..
لذلك ظهرت الى الوجود اغنية وطنيه اشتهرت حينها..يقول مطلعها البهي…
هيه ياسعد ياجدنه.. قطره نفط ماعدنه..
فقد استنجدنا بسعد بن ابي وقاص لينقذنا من براثن انعدام النفط رغم ان سعد نفسه لايعلم ماهو النفط حيث لم يكن على عهده نفط ولا غاز والا لكانت الامور اختلفت ربما وتغير حال التاريخ كما يتغير اليوم كل شيئ اولهما التاريخ والجغرافيه..

تمر السنون ونحن صابرون.. والحمد الله.. والله كريم .. وباچر يصير خير .. هي كلمات لاتفارق السنتنا… نحن مؤمنون والحمد لله .. ولكن كيف بمؤمنين والفساد يدب في العراق كأنه الماء والهواء.. عذرا.. الماء قطعته الجارتان المسلمتان ايران وتركيا.. فلنكتفي بالهواء..ولكن الهواء ايضا يحمل عناصر مسرطنه بسبب حرب تحرير الكويت وحرب تحرير العراق الاخيره التي استخدمت امريكا في كلاهما اليورانيوم المنضب الذي في يوم ظهر مسؤول كبير في العراق اشبه في هيئته الى الديك المنفوش. وهو يقول ليس هناك دليل على ان السرطان سبب ((اليورانيون المنظم))…!؟!؟!؟!؟!؟

العراق بلد زراعي .. واهم محصول يزرع في العراق على مدار السنه هو محصول الطماطه .. حيث تزرع صيفا وشتاءا من الجنوب الى الشمال..ولكن برغم ذلك ففي الثمانينات شحت الطماطه وجائت ايام اشتقنا الى حمرتها وخلت موائدنا ومطابخنا من الطماطه وقلنا الحمد لله .. قابل منگدر نعيش بله طماطه؟؟ ليستمر الحال في الصبر.. ففي يوم يكون نقص في ماده ويوم اخر في ماده اخرى الى ان اختفى الطرشي ولم نسمع حينها اي اعتراض من الشعب فقد حمدنا الله على كل شيئ وقلنا … قابل الطرشي فد مشكله..عود ناكل خياره..

نحن صابرون . ولا ادري بالضبط ماهو سر صبرنا .. فهل الجينات هي السبب.؟؟ لا اعتقد ذلك فثورة العشرين شاهد حي في التاريخ..
هل تم اطلاق ماده معينه في الهواء تساعد على التحمل والصبر؟؟
هل تم وضع ماده في الماء لتمنحنا الصبر..؟؟
لا اعتقد ان حكومة البعث ولا الحكومه الحاليه بتلك القدره على انتاج مواد مختبريه متطوره بهذا الشكل… فنحن غير قادرون على التفكير ناهيك عن الإبتكار والإبداع… ولكن ماهو السبب في سر الصبر الذي نتمتع به ان لم نقل الخنوع الذي نحن فيه..؟؟

قال لي احدهم من المعجبين بإيران.. انظر الى ايران كيف هي متطوره وانظر الى حالنا… قلت له اليس حالنا مرتبط بالسلطه الحاكمه وفي الفساد المنتشر كوباء الطاعون؟؟ قال وماذا سنفعل؟؟ كل شي بيد الله سبحانه وتعالى.. ولكن سبحانه وتعالى تحول هذا الشخص الى شخص مؤمن جدا بالقدر عندما تعلق الامر بالحكومه الفاسده..
اليس الاجدر به وبغيره من الإستسلاميين ان يرفضوا الوضع بكلمه.. بأغنيه بمقال.. ببيت شعر.. بنكته لاذعه .. بمظاهره…اي مظاهره؟؟؟ فقد خرج العراقيون فيما يسمى بجمعة ساحة التحرير التي استمرت بضعة مرات ثم جاء كمال الساعدي النائب الذي هو من المفروض منتخب من الشعب ليعطي الأوامر بضرب المتظاهرين.. ولا اعلم لغاية الساعه ما اذا كان كمال الساعدي يتولى منصبا في وزاره الداخليه او الجيش ؟؟ وكيف يمكن لنائب في البرلمان ان يعطي اوامره الى جهه امنيه تنفيذيه.. ؟؟

ونستمر في قول الحمد لله والله كريم والخير قادم .. وباچر یصیر خیر .. فقد ادمنا عشق هذه الكلمات حتى تغلبت علينا .. فاليوم تأتي الحكومه وتفعل ماتشاء ونحن صابرون.. فمنجزات حكومتنا اكبر من ان تحصى..
آخر منجز كان قرار الغاء البطاقه التموينيه.. الذي يمس حياة المواطن بشكل مباشر..وسمعنا الكثير يردد مقولة الله كريم.. ولكن الحق يقال لقد انزعج الشعب العراقي من هذا القرار.. ..؟؟؟؟؟!؟!؟!؟!؟
عشر سنوات مرت عجافا ولازالت الحكومه تتصارع على حلبة قانون البنى التحتيه!!؟؟ ومع تلك السنوات العشر كانت نفس الحلبه مسرحا لصراعات سياسيه حول الكراسي ليس حبا بالشعب طبعا, ولكنها مغارة علي بابا التي باع السياسي العراقي من اجلها ابيه وامه … طبعا ناهيك عن الضمير.. فهو اصلا غير موجود ليباع..

يعيش العراقيون في بلد الخير والخيرات ولا يمسهم من ذلك سوى الضر..
اي نفط تمتعنا بخيراته؟؟
واي غاز طبيعي جاء بالخير لنا..؟؟
واي ارض خصبه انتجت مالذ وطاب؟؟
واي حضارة وآثار رفعت من دخل الفرد؟؟
الكثير يدافع عن المفسدين والمجرمين والإرهابيين لمجرد انهم من طائفتهم او مذهبهم او قوميتهم؟؟
فكيف يمكن لنا ان نبني عراقا في ظل هكذا فكر ضيق و محدود؟؟
نحن يائسون ولسنا بصابرين..فالصبر ممكن ان يتحلى الإنسان به وهو قوي ..وهو مؤمن.. وهو يعرف طريقه الذي يسلكه..
لقد اثبتنا ان التنويم المغناطيسي يفعل المعجزات.. نحن نائمون مغناطيسيا بإرادتنا.. نذهب الى العمل سالكين طرقا مليئه بالقاذورات والأوساخ.. فقد احتلت بغداد العاصمه المرتبه الثالثه في ترتيب الدول الأكثر وساخه ..
نحن نستمع الى الاخبار ونرى بأم اعيننا فساد الطبقه الحاكمه.. بل نلمس ذلك لمس اليد..ولم نفعل شيئا..فهل هناك من يستطيع مثلا حل لغز الكهرباء؟؟
 او حل لغز طفح المجاري..؟؟
 او الأوساخ المنتشره في الشوارع؟؟
 او نقص المياه وتلوثها؟؟
او تراجع الإنتاج الزراعي الى مستوى معيب؟؟
 او على الأقل هل اكتشف احدهم حقا سر الإرهاب الذي لايقف عند حد؟؟
نحن نائمون مغناطيسيا بإرادتنا … بل نحن سعيدون بذلك حقا…
فالشعوب تخرج في مظاهرات مليونيه للمطالبه بحقوقها .. ونحن نخرج في مسيرات مليونيه لنلطم ونندب حظنا العاثر..
فهلا خرجت نفس تلك الجموع التي تخرج كل شهر في مناسبات دينيه لتخرج للمطالبه بحقوقها او لتقتحم المنطقه الخضراء لتعلق كل من في الحكومه والبرلمان من ارجلهم في الهواء لتشفي غليلها على الأقل..؟؟

الم يقولوا ان مصر تؤلف ولبنان تطبع والعراق يقرأ؟؟؟؟؟؟؟؟
اكاد اشك في ذلك.. الم نقرأ او على الأقل الم نسمع بثوره الخبز في فرنسا عام 1789 والتي استمرت لعشر سنوات والتي تغير عن طريقها الحال في فرنسا بل وفي اوروبا كلها.. فقد كان لتلك الثوره الفضل الكبير في تحرير العقل الأوربي لتتحرر اوروبا كلها من انظمة الفساد والتسلط..
فلماذا لايخرج الشعب العراقي في ثورة للمطالبه بالخبز..؟؟ ام اننا آمنا انه ليس بالخبر وحده يحيا الإنسان؟؟؟
قالها المرحوم الجواهري من قبل ولم يعرف اننا شعب منوّم مغناطيسا.. فقد كتب قصيدته وكأنه يحاكينا اليوم في قطع البطاقه التموينيه وفي الفساد المستشري كالطاعون وفي نقص الخدمات وفي استسلام الشعب المهين للطبقه الحاكمه..
نامي جياع الشعب نامي حرستك الهه الطعامِ
نامي فإن لم تشبعي من يقظةٍ فمن المنامِ
نامي على زبد الوعود يضاف الى عسل الكلامِ
نامي على نغم البعوض كانه سجع الحمامِ
نامي فقد غنى اله الحرب الحان السلامِ
نامي وسيري في منامك ما استطعت الى الأمامِ
نامي فنومك خير ماحمل المؤرخ من وسامِ
نامي فإن صلاح امر فاسد في ان تنامي
نامي تريحي الحاكمين من اشتباك والتحامِ
نامي جياع الشعب نامي حرستك الهه الطعام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب