17 نوفمبر، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

العراقيون …يَقضون صَيفهم بين صَفنات الشلب وطباخات الرطب

العراقيون …يَقضون صَيفهم بين صَفنات الشلب وطباخات الرطب

من المعروف بان مناخ العراق يكون صيفة حاراً جافاً ويكون لفترة طويلة وخاصة في المناطق الوسطى والجنوبية منها حيث يتركز معظم السكان في منطقة السهل الرسوبي وقد تصل فيه درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان وقد يتجاوزها كثيرا في شهري(تموز واب) ذروة الصيف حيث تصبح الأجواء فيها لاهبة وتكون الرياح باتجاهين رياح شمالية قاسية جداً بما تسمى محلياً (بالسموم) او أن تكون رياحها شرقيةً محملة بالرطوبة تسمى محلياً (بالشرجي) حيث يكاد المرء لا يستطيع أن يتنفس طبيعياً وخاصة مرضى الربو إنها فعلاً اجواء لا ُتطاق ! وليت الأمر ينتهي بتقلبات المناخ المتطرف هذا فجيراننا من الخليج لهم اجواء مشابهة لأجوائنا ( ولكن! )
بل أن هنالك مشاكل جمة تترافق مع هذا الحر تكمن بضعف كبير وترهل واضح لمنظومته الكهربائية التي اكل عليها الدهر وشرب كونها منظومة مُتهالكة خُلقت لزمان غير زماننا والغريب جداً، أن الحكومات المُتعابقة منذ أكثر من ١٧عام قد اتفقت المليارات ووصلت إلى ٦٢ مليار دولار حسب تصريح حكومة الكاظمي صرفت هذه الأموال في حلول ترقيعيه انية كأنها معدة سلفا على مقاس و عمر تلك الحكومة و بعض الحكومات أطلقت املاً كبيراً في حلول جذرية للكهرباء خاصة بما بات يسميها الشعب بالحكومة” الانفجارية الانتحارية” حيث كانت الحكومة لا تتحدث عن حلول أنية فحسب بل إنها عمدت إلى الكذب والتدليس والمخادعة والاستغفال للشعب معلنة بأنها ستوفر طاقة كهربائية تكفي للأجيال وان الفائض منها سوف يتم تصديره إلى جيراننا الفقراء في( الإمارات أو قطر وربما كان يقصد الكويت) ! عندها أهدرت الترليونات بمشاريع وهمية وتم استيراد قطع غيار بائسة جداً ومعظم ذلك كان فقط على الورق ولم يرى النور البتة! فيما بقى الشعب يعيش حالة من الغليان تفوق حرارة الجو ولكن ما بأيدينا كما تقول ام كلثوم (خُلقنا تُعسا) ان واقع الكهرباء هو انعكاس للواقع السياسي الذي مازال يمارس الخداع للشعب وعندما تنتهي حكومة تاتي الأخرى وهي تلعن ما سبقها وتطلق الاحلام إلى اعنان السماء وينتظرها الناس بالشوق والامل والترقب ولكنها مجرد أوهام فينتهى عمر تلك الحكومةوتذهب الأحلام إدراج الرَيح والنتيجة يبقى ملف الكهرباء يراوح في مكانه فيتحدث عنة البعض فيما يدير ظهرة البعض الآخر من المنتفعين من هذا الوضع.
ومن القبح بان ملف الكهرباء منذ 2003 وحتى الساعة يبقى مركوناً في الغرف المظلمة إذا لم تتم محاسبة ومسألة أي مسؤول عن هذا الملف الخدمي المهم ويبقى حلم الكهرباء يرافق الجميع فلو سألت طفلاً صغيراً لوجدته يتمنى استمرار الكهرباء ليواصل هواياته على الهاتف الذكي أو مشاهدة التلفاز فكيف بالكبار الذين يبحثون عن نسمة هواء نضيفة تزيل عنهم هموم هذه الحياة ومشاكلها إذا ما علمنا اننا نعيش مع جائحة كورونا والتي جعلت المشافي ممتلئة بالمرضى الذين حاجتهم الأساسية هي الكهرباء اننا عندما نتحدث عن أزمة الكهرباء هذا لا يعني بان الحكومة الحالية تتحمل ذلك ولكن املنا بها أن تفتح ملف الكهرباء وتتعامل معه بوطنية ومهنية وبكل شفافية وان لا تدخر جهداً من أجل استرجاع تلك الأموال التي سرقت وضح النهار وان تدعو شركات عالمية لهذا الغرض وان تفتح تحقيقاً تكشف فيه هذا الملف حيث لا نعلم هل الخلل في الوزير او الوزارة ام رئيس الوزراء الذي ترك الحبل على الغارب اما هنالك قصدية في أن يبقى وضع الكهرباء هكذا وربما تكون القصدية داخلية اوخارجيه تبقي العراقيون في أحلام العصور الحجرية يقضون صيفهم يتنقلون بين سموم الرياح الشمالية وبين رياح شرقية فاقدة للأوكسجين وهم يتحدثون لأبنائهم عن صيف أجدادهم الذي يقضي بين صفنات الشلب وطباخات التمر واذا كان هذا الجانب السلبي للحر فهذا لا يعني بأن كل الصيف هو غير مقبول فهناك جانب إيجابي فيه يتمثل بكثرة الزراعة وخاصة الشلب الرز والتمر فضلاً عن محاصيل أخرى أصبح العراق يحقق فيها اكتفاء ذاتي وأعلن عن عزمة تصدير بعضها إلى دول الخليج….

أحدث المقالات