23 نوفمبر، 2024 4:38 ص
Search
Close this search box.

العراقيون يشعرون بالعار من هذه الحكومة

العراقيون يشعرون بالعار من هذه الحكومة

لا شكّ أنّ الرأي العام العراقي يتابع باهتمام بالغ تطورات فضيحة عقد مصفى نفط ميسان , هذه الفضيحة التي أثارها الدكتور مثنى كبة في رسالته الموّجهة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي عبر وسائل الإعلام , فالشعب العراقي قد تابع من خلال وسائل الإعلام حفل التوقيع على هذا العقد الذي أشرف عليه رئيس الوزراء بنفسه وبحضور نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ووزير النفط عبد الكريم لعيبي , ففي الوقت الذي سارعت فيه وزارة النفط إلى إنكار توقيعها على العقد النهائي , سارع أيضا مكتب نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني إلى تأييد هذا الإنكار والقول أنّ التوقيع الذي جرى مع شركة سا تارم السويسرية هو مجرد ( مذكرة تفاهم ) بين هذه الشركة السويسرية والحكومة العراقية .
وفي هذا المقال لا أريد أن أتهم شخصا بعينه أو جهة بعينها , لأنّ هذا الأمر متروك للقضاء العراقي ليقول فيه كلمته الفصل , لكنّ الذي يريد الرأي العام العراقي معرفته , هو كيف تمّكنت هذه الشركة الوهمية وغيرها من الشركات الوهمية الأخرى من التسلل إلى الحكومة العراقية وتوقيعها لهذه العقود الكبيرة ؟ ومن الذي جاء بهذه الشركات الوهمية وقدّمها إلى الحكومة العراقية وسّهل مهمتها ؟ وكيف تمّكنت شركة سا تارم السويسرية وهي شركة وهمية من إقناع وزارة النفط والحكومة العراقية ؟ وأين هم مستشاروا رئيس الوزراء ونائبه ووزارة النفط العراقية ؟ وهل تمّ الاستفسار عن وضع هذه الشركة وانجازاتها في هذا المجال من قبل الحكومة السويسرية حتى يوّقع معها عقدا بهذا الحجم ؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة حقيقية وليس إلى تبريرات مخادعة الهدف منها تضليل الرأي العام .
إنّ مسلسل العقود مع هذه الشركات الوهمية , لم يحدث سهوا أو خطأ في المعلومات , بل إنّ هذه العقود مع هذه الشركات , تقف ورائها رؤوس وشخصيات نافذة في مواقع المسؤولية , وهذه الشخصيات هي التي جائت بهذه الشركات وهي التي سهّلت مهماتها وقدّمتها إلى الحكومة العراقية , فمن المستحيل أن تخدع دولة ذات سيادة من قبل شركات وهمية , ما لم يكن لهذه الشركات صلة بأصحاب القرار في الحكومة , إن لم يكن اصحاب القرار هم أصحاب هذه الشركات , والشعب العراقي يشعر بالعار من هذه الحكومة وهؤلاء المترّبعين على مركز القرار فيها , فالحكومة التي يتوّرط مسؤوليها بهذه الفضائح يجب أن يقدّموا للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى , فالمسؤول الذي يتآمر مع الغير في نهب أموال بلده هو خائن لبلده وشعبه وللقسم الذي أقسمه .
أنا شخصيا كمواطن عراقي أشعر بالغثيان والعار من هذه الحكومة , ليس فقط بسبب هذا الفساد وهذه الفضائح المخجلة فحسب , بل لعموم الوضع المزري الذي آل إليه البلد , وانا واثق أنّ التاريخ سيذكر هذه الحقبة المؤلمة بصحائف سوداء , ففي ظل هذه هذه الحكومة العار انفصلت كردستان تماما عن الدولة العراقية , وفي ظل هذه الحكومة أصبح الإرهاب يصول ويجول ويخطف حياة الناس بالجملة يوميا , وفي ظل هذه الحكومة ضرب الفساد كل أجهزة الدولة ومؤسساتها , وفي ظل هذه الحكومة فقد القضاء العراقي استقلاليته واصبح العوبة بيد الحكومة , وفي ظل هذه الحكومة تكالب كل لصوص الأرض على سرقة أموال العراقيين بمساعدة كبار المسؤولين , وفي ظل هذه الحكومة قرّب الفاسد والوضيع واستبعد المخلص والنزيه والشريف , وفي ظل هذه الحكومة حدث ما لا يصدّقه العقل البشري , فهل لي الحق أن اشعر بالغثيان والعار من هذه الحكومة ؟ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات