23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

العراقيون يتقاسمون الحياة مثلما يتقاسمون الموت!

العراقيون يتقاسمون الحياة مثلما يتقاسمون الموت!

عندما تتركز العيون على المشروع السياسي المتكامل، لبناء دولة المؤسسات والكفاءات، وليس دولة المكونات أو المحسوبيات، فإن ذلك يعني التوجه نحو المرجعية الرشيدة، التي تعتبر صمام الأمان، والمتمثلة بقائدها الديني الكبير السيد علي السيستاني (دامت بركاته)، فمعها لا يفقد المجتمع العراقي حصانته  الإجتماعية والفكرية، بل وحتى السياسية لأنها بوصلة توجه جميع العراقيين، لما فيه الخير والسداد.
 ثبت لدينا في العامين المنصرمين، أن العيون دائماً تصبو في الملمات، الى النجف الأشرف حيث المرجعية الرشيدة، وتوجيهاتها الحكيمة خاصة بعد أن شخصت الأوضاع بدقة، وحتى حينما علقت خطبها السياسية، فأنها توجهت لشرح مفاصل مهمة، حول كيفية إختيار الولاة والعمال، وطريقة حكمهم للرعية، فلم تترك شيئاً يتعلق بحكم الإمام علي (عليه السلام) أيام دولته العادلة، إلا وتناولته بالتفصيل، لتعميق مفهوم قيادة مشروع الإصلاح، وكيف يتم التصحيح بمعالجات جذرية واقعية، مع توفر الشجاعة والجرأة للمواجهة.
 إن مَنْ يتولى الإصلاح لا يكتفي بالنصح والإرشاد، بل يجب عليه النزول الى الميدان، كما فعلت مرجعيتنا الحكيمة حينما أصدرت فتواها الكبيرة، دفاعاً عن الأرض والعرض، وقد بات في ظلها العراقيون مطمئنين، لأنها تعاملت مع الموقف بشكل صحيح، وأغلقت الطريق على الأعداء والمتآمرين، للنيل من وحدة العراق، وبالفعل فقد شارك العراقيون بكافة مكوناتهم وطوائفهم، لتحرير المدن المغتصبة، لذا المرجعية الدينية خط أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه، وإدخالها في دوامة التسقيط، لإفراغ محتوى الفتوى الجهادية، ودورها في حفظ أمن العراق وأرضه.تبقى مرجعيتنا الرشيدة صمام الأمان للعراق، وهذا شيء لا يمكن تقاسمه مع أحد أبداً، لأنها حفظت الأرض والعرض، وكلاهما أمران لا يمكن تقاسمهما مع أحد أيضاً، فالعراق للعراقيين فقط، وكرامة شعبه من الشمال الى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق واجب، يتحمله الجميع مهما كانت ديانته، وقوميته، ومذهبه، فالشريك في الوطن، عليه أن يحافظ على روابط الأُخوة التي تجمعه مع الشريك الآخر، وهذا ما أثبتته الأيام والمحن التي مرت على العراق.
ختاماً: أمر آخر مهم جداً أفرزته المرحلة الراهنة، هي ولادة السند الجهادي العملاق، الذي وفرته المرجعية الرشيدة للعراق، وهي مؤسسة الحشد الشعبي المقدس، حين جمعت كل المكونات والأطياف، تحت راية الله أكبر، وكان الهدف تحرير الأراضي العراقية، من براثن التكفيريين والسفاحين، عليه يجب أن نكون في حالة تقدم دائم الى الأمام، لأن هناك أشياء كثيرة يتقاسمها العراقيون، وهم مصرون على بقائها.