23 ديسمبر، 2024 8:50 م

العراقيون .. و الأزمة السورية

العراقيون .. و الأزمة السورية

لقد اعتاد المواطن العراقيّ على مخالفة المألوف والسائد والطبيعي من المفاهيم والثوابت وذلك أما بفعل التأثيرات الخارجية التي يقع تحت ضغطها وأما بفعل طبيعة تفكيره ألتاريخيه التي غالبا ما ترتكز على عدم الثبات في تبنِّ آرائه و مواقفه تجاه الأحداث الدائرة في محيطه والقريبة من مصالحه…و هذا ديدن الكثير منّا مع الأسف .
و مع استمرار الأزمة الأمنية والسياسيّة في سوريا والتي أنتجت تباينا ملحوظا في الرؤى والتصورات في المجتمع الدولي عموما،وكذلك لاحظ الجميع هذا التباين على صعيد الجمهور العربي والإسلامي…فبطبيعة الحال يمكننا ملاحظة رأي العراقيّ من بين هؤلاء المهتمّين،و بما إن الإطلاق لا يمكن أن نعممه وبأيّة قضيّة كانت ،حيث إن آراء الناس دائما ما تختلف تبعا للتنوع الثقافي والفكري و تبعا للفوارق في ما يعرفونه من المعلومات إزاء ما يقيّمون،و للازمة السوريّة  منذ أكثر من عام دور في معاناة واهتمام العراقيين ولا نريد أن نخوض بهذه الأزمة وإنما فقط  نسلط بعض الضوء على موقف بعض العراقيين منها.
قبل كل شيء أنا لست مع بشار الأسد ولا مع أي نظام لا يؤمن بثقافة التداول السلمي للسلطة،كذلك فانا لست ضده بالمعنى الجاد…لأني اعتقد انه الرجل المناسب لسوريا بظرفها الاستثنائي،و الآن أريد أن افهم معكم موقف الكثير من العراقيين من الأزمة السورية ألراهنه…و هؤلاء ما بين مواطن وكاتب و كاسب و سياسي وفنان وعاطل …هؤلاء الذين يتبنون رأياً بوجوب سقوط نظام بشار الأسد و مناصرة الثوار والمعارضين!!
بصراحة ما صدمني من يتبنّى هذا الرأي فرنسيا كان أو أمريكيا أو إسرائيليا أو حجازيا!،لكن أن يتبناه عراقيّ فهذا ما يدعو للدهشة والاستغراب!،فالثوار و المعارضون كما يسميهم البعض هكذا معظمهم يعمل بالأجرة عند مملكة آل سعود الموبوءة و عند دويلة قطر ،وما خلا ذلك هم من المغرّر بهم من قبل هؤلاء المرتزقة المتطرفين الذين يسفكون الدم على الهويّة من اجل حفنة من الدولارات،فعن أية معارضة نتحدث؟؟المدعومون علنا من قطر وإسرائيل أم أولئك الذين يتلقون تعليماتهم من المخابرات الامريكيه في تركيا بفضل السقوط الاردوغاني الفظيع؟؟
عجبي على بعض بني وطني من أي طائفة أو قوميّة وهم يطلقون الصيحات الانفعاليّة العاطفيّة الساذجة لنصر هؤلاء الإرهابيين المتشددين المنحرفين؟؟ ولا ادري إن كان أهلنا في الرمادي قد تناسوا ما فعله بهم الأوباش من المتشددين قبل عدّة أعوام !؟ولماذا لا تنظرون أيها العراقيون إلى مصالحكم؟؟ وتكتفون دوما بترديد ما يمليه عليكم كل من هب و دب؟؟أين استقلالية رأيكم وأين شخصيتكم القوية وأين حرصكم على مصالحكم ؟؟أما اكتفيتم من التجارب السابقة؟
و قبل عدة أيام يطلق احد الفنانين العراقيين عبر الفيس بوك دعوة للعراقيين بفتح بيوتهم لإيواء اللاجئين السوريين و يشير إلى رد الدين لهم فقد فتحوا بيوتهم للعراقيين منذ التسعينات و لحد الآن!!!!؟( وهذا كلام جميل لكنه منقوص)!!نعم دعوة الفنان العراقي إنسانية و جميلة لكنها للأسف لم تنسجم مع الواقع..فبالحقيقة إن النظام السوري بقيادة حافظ الأسد سابقا ومن بعده بشار هو صاحب القرار والفضل في استقبال واحتضان سوريا للعراقيين..أليس كذلك يا حضرة الفنان المترف؟أليس كذلك أيها العراقيون من السنّة والشيعة و الكرد والمسيح؟؟هل الشعب السوري من اصدر قرارا باستقبال واحتضان العراقيين ؟؟أم انه النظام..وهو النظام العربي الوحيد الذي احتضن العراقيين من كل الألوان والمذاهب والأطياف…بينما سائر الأنظمة العربية الكريهة رفضت ولا زالت رافضة استضافة العراقيين!!
ما لنا لا نعتبر ولا نفهم الدروس ولا نعرف صديقنا من عدونا…مصالحنا من كوارثنا…أ بعد كل هذا نأتي اليوم لنناصر (من حيث نشعر أو لا نشعر)مملكة آل سعود ودويلة قطر ضد النظام العربي الوحيد الذي احتضن العراقيين سنين طوال ولا زال؟؟؟
ثم لماذا انتم صامتون عن المعارضة الحقيقية في السعودية والبحرين؟؟نعم هي والله ازدواجيتنا التاريخية التي ما خلفت فينا سوى المزيد من التدهور والخسارة والبؤس على كل المستويات.
على بعض الصحفيين والفنانين أن يتدبّروا خطابهم بحسّ وطني صادق وان ينظروا إلى مستقبل وطنهم بحرص أعلى..أما بعض الساسة المزمجرين بخطابات تناهض النظام السوري فهؤلاء لا اشملهم بالنصيحة لأنهم أصلا من ضمن قائمة مرتزقة قطر والسعودية وسبق أن وصفناهم ب((سياسيين للإيجار))!.