21 مايو، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

العراقيون وفلسفة الخوف … اغتصاب النساء أنموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

لكل وطن أو أمة ميزة يتفاخر بها الأبناء وتصبح منهج يحاول الكثير من أبناء هذا الوطن ترسيخ هذه الفلسفة لتصبح مفخرة يتباهى بها أبناء الوطن وتصبح علامة مميزة لأفضل رجال  الوطن بالرغم من مرور الأعوام والقرون ، العرب كما نعرف من الشعوب التي تتفاخر بالشجاعة والكرم قبل وبعد الإسلام بل أصبحت الشجاعة من ضمن شروط الفروسية التي يحتاجها العربي المسلم وغير المسلم ولكن وهذه الـ ( لكن ) لها آهات كثيرة في نفوس عقلاء القوم ومفردة عقلاء القوم أقصد منها العقلاء الذين يتفاخرون فعلا بالحقائق وليس تفاخرهم تفاخراً مبنيا على الهواء الفارغ والكذب والمبالغة الكلامية .

لو تم قياس شجاعة العراقي خلال نصف قرن من تاريخ العراق الأخير والذي أغلبنا عاش أيام هذا التاريخ بقساوته وفرحته وبين ما تتعرض له بقية الشعوب ( العربية والغير عربية ) من قهر وقساوة وبين ردة فعلنا نحن العراقيون وبين ردة فعل بقية الشعوب ولو أجرينا الفرق بين القساوة التي تعرض لها العراقي من خلال سلطة السلطان وبين ما تعرضت له بقية الدول وبين شجاعتنا وشجاعة بقية الدول وتصرفاتنا الرافضة وبين تصرفات بقية الشعوب الرافضة للقهر والظلم لوجدنا بالملموس اليقيني ( نسبة وتناسب ) أن الشعب العراقي من أكثر شعوب العالم سواء عالم عربي أو غير عربي مسلم أو غير مسلم ( جبنا ) في القرن العشرين وما تلاه  ، لا أفهم سر هذا الخوف ؟ هل الخوف أصبح ينتقل بالجينات من الآباء للأبناء أم أن حب الدنيا جعلنا نكون أقرب لطرف الجبن والعيش خانسين كالنعام المريض ؟ أم أن العالم تغير وضاعت قيم الشجاعة بين الوصف القديم وبين الموجود الحديث ؟ هل أصبحت الشجاعة نوعا من الغباء ؟ هل أصبحت الشجاعة نوعا من التهور اللا مبرر ؟ هل الشجاعة أصبحت قلة عقل وقصر نظر وغباء ؟ لماذا الشعب العراقي يخشى السلطان ؟ هل زرع صدام بنفوس العراقيين الخوف والرعب وكم هي الفترة التي سينتهي فيها هذا الخوف ؟ هل الغيرة أصبحت ضعيفة لا ترى إلا في أدبيات اللسان العربي ؟  هل العيش في العراق افضل من كل دول العالم مما جعل الإنسان العراقي ميالا إلى لذة العيش الكريمة التي لا يريد مفارقتها ؟ هل هناك علاقة بين أكل اللحم الهندي وبين الشجاعة ؟ هل رجال الدين لهم الأثر الكبير في اخماد وضمور شجاعة العراقيين ؟ هل تاريخنا الباسل أصابنا بالغرور لدرجة إننا نعتقد بأن العراقيين قدموا من الشجاعة ما تكفي لقرون قادمة ؟ هل لعنة الإمام الحسين (ع) لها الاثر الروحي في عقولنا ؟ هل دعاء الإمام علي ( ع)  على أهل العراق له الاثر في جعل أهل العراق تائهين ما بين الخوف من الموت وبين الادعاء بانهم أهلا للشجاعة ؟ هل جمع صدام شجاعة العراقيين ودفنها في سجون المخابرات ؟ هل الشيوخ لهم الأثر السلبي في تحجيم الشجاعة بعد أن استلموا الكثير من الأموال لإسكات صوت الحق وتقزيم البسالة ؟ من يتابع حالات الاغتصاب ومرور وقت طويل قبل أن يتم الحكم على المغتصب يشعر فعلا أن الخوف تجاوز حدود الشرف وها هي محافظة الموصل بجمهورها بشيوخها تشجب فقط حالة اغتصاب طفلة قاصرة من قبل ضابط وأنا على يقين إن والدة هذا الضابط لا تعرف من هو أب هذا الضابط لان كثرة الماء في داخلها أضاع نسب هذه الضابط ، فلو كان العراقيون كما كانوا سابقا لما استطاع حتى القانون والحكومة من حماية هذه المغتصب ليوما واحدا ليتم نحره حتى لو كان داخل الثكنة العسكرية ، علينا أن لا نتباهى بالشجاعة لأننا قد فقدناها منذ زمن وما كلامنا عن الشجاعة والعنفوان إلا ضرب من الخيال الخاوي والنفخ الفارغ في بوق الحديث والكلام وفعلا أصبح العراق اتعس بلد للعيش وشعب العراق أكثر شعب يخاف وها نحن نتميز بميزتين الاولى مهزلة العيش والثانية الخوف العظيم من سوط السلطان ومبروك للمرجعية الرشيدة ( الاصنام ) بهذه الخراف الصامتة التي لا تحتاج إلى عصا غليظة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب