23 ديسمبر، 2024 12:39 م

العراقيون.. وفرحة الجمعة..

العراقيون.. وفرحة الجمعة..

الليلة جمعة .. الليلة عيد..
أهازيج.. يرددها (أولاد) أيام زمان. وهي (الفال) الذي يؤخذ من رؤوس الاطفال.. ليكتب في صفحات الغيب..ان للجمعة حظا عظيما في مصير العراق وشعبه..

بعضنا ينتظر الجمعة لينام.. واخرون ينتظرون فيها العمل .. أو .. قد تكون تظاهرات.. او ثورات ..او غير ذلك..

تظاهرات الجمعة، التي انطلقت.. وواظب عليها الناشطون.. وصارت مؤتمرا شعبيا، فيه الحديث والنقاش بكل حرية وبصدق.. مصداقية أفتقدها العراق.. منذ سنوات.. منذ تأسيس الاحزاب في العراق.. او دخول الغربان .. الاحزاب العراقية .. العميلة.. والتي لم تأتي للعراق الا بالتبعية والفساد..

في الجمعة.. تجد نفسك مع من يفهمك .. ويعيش همك.. ولا تخفى عليك وجوه المندسين (الخائفة) و (المرتبكة) كالجرذان..

هذه التظاهرات .. في الجمعة .. ليس لأنها عطلة..! والا كانت في عطلة السبت ايضا…

لكن الجمعة.. هي من القدر العراقي.. وذكرتني جمعة التحرير.. بجمعة اخرى.. كانت للإصلاح وللتغيير..

عام 1998.. بدات صلاة الجمعة.. في مناخ يشبه الى حد بعيد حالة التظاهر ات.. جو مشحون بالتشكيك.. والتاييد..

اتذكر جيدا اول صلاة اقيمت في الجنوب.. ثم وصلت اخبارها الى بغداد.. وانتشر النقاش حولها ..بين مؤيد ومشكك.. وبعد أسابيع أقيمت في بغداد.

كان بعضنا ممن يتحفظ على صلاة الجمعة.. ولم يحضرها في بداياتها.. وتساءل: لماذا.. وما هي فائدتها..؟

كما يتحفظ البعض اليوم على تظاهرات الجمعة.. ويتساءل: لماذا.. وما هي فائدتها..؟

لكنها الجمعة مؤيدة بتاييد الله تعالى.. كما قالها الشهيد محمد الصدر (رض).. وأجاب على سؤالهم: أن في صلاة (الجمعة) (عزة) ..وفائدة للمجتمع.. ولا ضرر فيها..

فاصبحنا من أهل صلاة الجمعة والمواظبين عليها . لاننا وجدنا فيها (العزة) و (الشجاعة) و (الخير) للوطن وللمجتمع..

اقول:

أن تظاهرات الجمعة مؤيدة بتاييد الله تعالى.. أن فيها (عزة) للعراق وللشعب..وفيها فائدة للمجتمع.. ولا ضرر فيها..

فاصبحنا من متظاهري الجمعة والمدمنين عليها . لاننا وجدنا فيها (العزة) و (الشجاعة) و (الخير) للوطن وللمجتمع..

في الجمعة السابقة..كنا نتظاهر..ونعيش الذكرى السنوية لاقامة صلاة الجمعة في يوم الغدير..

في ساحة التحرير..نعيش صلاة من نوع اخر.. نعيش ثمرة الصلاة الحقيقية.. لاننا نأمر بمعروف وننهى عن منكر..!

قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (العنكبوت45)

ومصداق هذه الاية الكريمة هو تظاهرة الجمعة.. في الذكرى السنوية لاقامة الجمعة.. وفي يوم الغدير..!

ومصداق الصلاة الحقيقية يتجسد في الامر بالمعروف (الاصلاح) والنهي عن المنكر (الفساد).. في التظاهرات ضد الطغمة الفاسدة النكرة..

كانت الدقائق تمر ببطء ليلة الجمعة.. شوقا الى صلاة الجمعة نلتقي فيها لنسمع صوت الحق الناطق بالحق..

واليوم.. الدقائق تمر ببطء ليلة الجمعة.. شوقا الى صلاة وتظاهرات ، نلتقي فيها لنسمع العالم والطغاة صوت الحق والمطالب الحقة..

ولا زالت الجمعة تبشر بالفرحة.. وهي من قدرنا الاتي..