ليس خافيا ان كلمة الدكتور هي كلمة تعني الحصول على درجة الدكتوراة في مجالات العلوم الانسانية والعلمية المختلفة . اما في زمن الديمقراطية فقد كثر من يحمل لقب الدكتور , او الدكتورة ففي ليلة وضحاها نسمع ان فلان او علان قد اصبح دكتور,هذا اضافة الى مئات المزورين لهذه الشهادة ,وكم سمعنا ان هناك لجان تدقق الشهادات دون ان نسمع نتائج هذه التحقيقات ,بل فقط سمعنا ان هناك نية لمسامحة هؤلاء المزورين كيف يسامح من غش وزور لست ادري,
اما النوع الاخر فهم الاطباء اللذين لا ينكر انهم درسوا وتعبوا ونالو شهادة مرموقة في المجتمع وفي رسالتها لمن يؤمن بهذه الرسالة , ولكن المواطن الذي يسمع كلمة دكتور يتراءى له ان لدينا في مجلس النواب والحكومة فطاحل ذو خبرة في شتى العلوم وقد يفتخر ويفرح في قلبه ويقول اننا في بلد يسيره اناس ذوي اختصاصات في مجالات شتى من العلوم قد يظن انهم دكاترة في الاقتصاد او النفط او الفيزياء النووية , في علوم المال والمصارف في الزراعة او الصناعة
في التربية والتعليم ,في التخطيط في الاعمار والبناء وفي وفي مجالات عديدة ,
ولكن عندما نقرا السير الذاتية او نشاهد البرامج التلفزيونية التي جعلت من نوابنا ووزرائنا نجوم سينما يحسدهم نجوم هوليوود لكثرة ظهورهم في الاعلام ,
فابتداء من الدكتور الجعفري ومرورا باياد علاوي ,رافع العيساوي ,موفق الربيعي ,لقاء ال ياسين ,مها الدوري ,حنان الفتلاوي , علاء مكي وغيرهم كثير
كلهم اطباء وليسوا دكاترة ,فلا تنخدعوا بكلمة دكتور ويشطح خيالكم لبعيد وتتصوروا ان العراق بخير فهو بيد علماء متخصصين .
الاجدر بمجلس النواب ان يصحح هذه الكلمة ويطلق على حاملها كلمة الطبيب هذا اذا كان من يحمل هذا اللقب لايزال يعتز به ولم يركنه على جنب عندما دخل السياسة وتمتع بمزايا المنصب ونسى انه طبيب, فهم بارعون في السياسة وفي التحزب كل لحزبه وطائفته ,
ان المطالبة بتغيير اللقب العلمي ليس انتقاصا من كل من تم ذكرهم ,بل فقط لتصحيح خطأ شائع ربما غير مقصود من قبل من استخدمه ولاننا في عصرالعولمة والفضائيات والشفافية يجب وضع الاشياء في مسارها الصحيح , فقد اصبح الجميع يطلقون على الجميع لقب دكتور حتى ان قسم من مقدمي البرامج التلفزيونية قد بح صوتهم من قول انني لست بدكتور بعد ان خاطبه الجميع بذلك الى ان استسلم وربما استحلى الكلمة , وليس خافيا ان احد النواب ومنذ سنين يطلق عليه دكتور وعند الانتخابات وخوفه من ان تحسب هذه النقطة ضده قال انني لست بدكتور ومع هذا ظل يخاطب بدكتور وهو نفسه قد اطلق هذا اللقب على نفسه في موقعه الالكتروني , ليس شرفا ان يكون السياسي دكتور بل الشرف ان يخدم شعبه ووطنه بكل جهده ووقته ,,
كثير من قادة العالم اللذين غيروا وجه الحياة في بلدانهم لم يكونوا بحاملين لشهادة عليا ولكنهم كانوا يحملون الاخلاص لشعوبهم في ضمائرهم الحية فخلدتهم شعوبهم في حين لم تخلد منتحلين للشهادلت العليا كونهم غشاشون كاذبون تسلقوا الى السلطة في ظل ظروف استثنائية .
ان العفو عن شريحة واسعة بلغ اعدادها عشرات المئات يمثل تصرفا لا يستقيم مع العدالة والحقيقة حيث استنفذ هؤلاء المزورون الكثير من اموال الشعب العراقي التي كان الاجدر بها ان توجه لسد جوع اجوعى والعاطلين والارامل والمحرومين .