10 أبريل، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

العراقيون وسلب الإرادة

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من الفرق الزمني الطويل بين ما عاشه الشعب العراقي قبل 1300 سنة وبين ما يعيشه اليوم الا اننا نلاحظ ان التغييرات التي حدثت فيه تكاد تكون شكلية وتنحصر في الملبس والمأكل والمسميات والا فالتصرفات والأفكار ماتزال كما هي ولم تتغير الا بشيء بسيط جدا وسأثبت من خلال هذا المقال ذلك فالشعب العراقي في سنة 61للهجرة وفي الكوفة خرج مظاهرات ضد الحكومة الموجودة آنذاك وتنديد بجريمة ارتكبها الشعب وهي قتل الامام الحسين (ع) وكانت الشعارات التي يرفعها المتظاهرون هو القصاص من القتلة وإظهار الندم على هذه الفعلة الشنعاء والى درجة قاموا بالبكاء وخمش الوجوه وحث التراب على الوجوه وغيرها من علامات الندم والحزن ولكن(وهنا مربط الفرس) لم يجرؤ احد من هؤلاء المتظاهرين بالنيل من المسبب الرئيسي لهذه الفاجعة وهو طاغية ذلك الزمان يزيد عليه لعائن الله وهذا الامر وهو الذي يسميه الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر (رض) سلب الإرادة وسبحان الله وبعد مئات السنين يعود نفس الامر في المظاهرات التي حدثت وتحدث في محافظات الوسط والجنوب حيث يمكن تسجيل النقاط الاتية على سيرها :

1. ان الجميع يعلم ان حكومة العبادي ووزير الكهرباء قد تسلمت الأمور بحالة يرثى لها ومضى على تسلمها ذلك سنة تقريبا أي ان القاء تبعات ملف الكهرباء برمته على هذه الحكومة هو من خطل القول .

2. كثيرة هي الشعارات التي رفعت في المظاهرات ولكن لم نشاهد شعار يطالب بمحاسبة المالكي الذي حكم العراق لمدة ثمان سنوات وهدر اكثر من 27 مليار في ملف الكهرباء .

3. على الرغم من كثرة الشعارات لم نشاهد من يطالب بمحاسبة حسين الشهرستاني الذ ي كان يقود ملف الطاقة في حكومتي الفشل .

4. لم نشهد من بين الشعارات من يحمل المرجعية الدينية المسؤولية كونها قد سكتت عن الموضوع لسنوات طوال ولم تحرك ساكنا سوى المطالبة والمناشدة والشجب والاستنكار .

5. لم نشاهد بين الشعارات من يطالب الحكومة الامريكية بتقديم توضيح حول تهريبها الوزير الهارب ايهم السامرائي وهو المتهم الرئيس بموضوع الكهرباء وأول من وضع لبنة الفساد فيه .

6. لم نشهد من بين الشعارات من يطالب بمحاسبة الوزراء السابقين في حكومة المالكي وتم الاكتفاء بالوزير (المطفي جدا) قاسم الفهداوي.

اذن خلاصة القول ان العراقيين مازالوا ومع شديد الأسف يعانون من هذا المرض العضال وهو سلب الإرادة ولا ادري الى متى سيبقون يعانون منه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب