7 أبريل، 2024 9:20 م
Search
Close this search box.

العراقيون وتعظيم الاقزام

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعل من المشاكل التي تعانيها النفس البشرية وعلى مختلف المراحل التي يمر بها الفرد انها دائما امارة بالسوء ولا تؤدي بالذي يطلق العنان لها الا الى الخسران المبين ومع ذلك يصر الانسان وبغض النظر عن عقيدته او وضعه الاجتماعي او الافكار التي يتبناها الى امتطاء صهوة هذه النفس الغرارة وهي في نفس الوقت لا تقصر في هذا المجال فتضرب به كل حجر ومدر ولا تكون نهايته الا خزي في الدنيا وعذاب في الاخرة وهذا الكلام وان كان الخوض فيه ليس بجديد ولا بالأمر المستحدث فالجميع مجمعون على هذه الحقيقة اي حقيقة النفس الامارة بالسوء وانها تزين لصاحبها الامور وتزخرف له كل قبيح ولكن الغريب او الذي يستوجب الدهشة ان هذه النفس الامارة بالسوء لا تقتصر سيطرتها على صاحبها فقط بحيث تجعله يرى نفسه في مصاف الاوصياء والاولياء وقد يتوفق عليهم في بعض الاحيان انما الغريب ان هذه النفس الامارة تدفع بصاحبها الى ايهام غيره بانه ذو شأن عظيم على الرغم من انه من اراذل الخلق خلقا ومنطقا فتجعل ذلك الشخص يصدق بانه على خير ويتقمص الدور ويركب الموجة ويعتقد انه من جنس اخر من البشر فيتصرف غير تصرفات الناس ويتكلم بغير كلامهم ويطلق العنان لنفسه فيصدق عليه المثل العراقي المعروف (شاف ما شاف شاف …. واخترع) بل اكثر من ذلك ان هذه الداء الذي يمكن ان نسميه تعظيم الاقزام والذي يعاكسه تمامه تقزيم العظماء بدأ يستشري في مجتمعاتنا واصبح المصابون به بهذا الداء لهم اليد الطولى في كل شيء ويصبح صاحب القرار منفذا لإرادتهم كالببغاء وكما يقول الشاعر الذي يصف حال الخلفاء العباسيين في فترة من الزمن (خليفة بين وصيف وبغا يقول ما قالا له كما تقول الببغا ) وليت شعري فقد كان هؤلاء افضل حالا منا فهو وان كبر مقتهم وجبروتهم ولكنهم قلائل ولا يشكلون نسبة في المجتمع واما حالنا فأسوء بكثير من ذلك فاصبحنا ننعق مع كل ناعق ونميل مع كل ريح ولا نحتاج فقط الا حساب على الفيس ابوك لنقوم بتوزيع الجنان وتقطيع النيران وتوزيع الاخلاق وبحسب المزاج ناسين او متناسين ان ورائنا كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا حصاها وان ورائنا يوما يخسر فيه المبطلون ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب