قبل يومين اعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات عن اقالة مديرها في محافظة ذي قار وهو امر اعتقد انه اكثر من الطبيعي فهو شأن داخلي ولا يحق لعامة المجتمع السؤال لماذا تمت الاقالة وغيرها حتى الناس لم تلتفت للموضوع ولكن الغريب في هذا ان هذا الشخص المقال قدم طلبا للمحكمة الاتحادية للطعن بإقالته !! سبحان الله ! الظاهر ان المنصب وحب المنصب والبقاء فيه الىان يرث الله الارض ومن عليها مرض يصاب به كل من اعتلى منصبا معينا في الدولة العراقية وعليهفليس هناك مبرارا ان نستغرب ان دولة رئيس الوزراء لايريد ان يترك منصبه الذي شغله لمدة ثمان سنوات ويطمع في ولاية ثالثة ورابعة وهكذا ولكن الغريب بل والعجيب هو حال الشعب العراقي وخصوصا الشيعة وهم الاغلبية في العراق فهم وعلى الرغم من مرور اكثر من ثلاثة عقود من الظلم والطغيان والاضطهاد الا انهم لم يتعظوا من ذلك بل لم يستفادوا من الدرس المؤلم فنراهم يعودون لما كانوا عليه وكأن شيئا لم يكن وكأن ثلاثين سنة مرت مر السحاب وكأنهم يعيشون في عالم غير هذا العالم الذي يعيش به المليارات من الناس تلك المليارات تؤكد على ان التغيير مهم جدا وان الحياة مبنية على التغيير وهذا التغيير حتى من الناحية الدينية فنحن نلاحظ ان النبي او الرسول يتم استبداله بعد ان يبلغ رسالته ولو شاء الله لو طول عمره ولكن طبيعة النفس البشرية تتوق للتغيير ومع ذلك نجد العراقيون يرتكبون نفس الاخطاء وانا هنا لست في محل للمقارنة بين الملعون الهدام عليه لعائن الله مع دولة رئيس الوزراء فالفارق بينهما كبير جدا ومهما ارتكب دولة رئيس الوزراء من اخطاء فهي لاتصل ما ارتكبه الملعون الهدام ولكن هناك امور كان الطاغيةيقوم بها ومع شديد الاسف قام بها دولة رئيس الوزراء فمثلا كان الملعون يبني اساس حكمه على التفرقة الطائفية والالتجاء للطائفة كذلك كان الطاغية يقرب عشيرته ويضع الولاء له الاساس الذي يقيم عليه الشخص مهما كان دينه وخلقه واخلاقه كذلك كان الملعون يقوم بتوزيع الرتب وقطع الاراضي والاسلحة بطريقة مزاجية تكون الغاية منها هو ربط اكثر مايمكن من الناس بمصيره وشدهم اليه وتسابقهم لتأييده ومع شديد الاسف وقولها بمرارة ان هذه الامور يقوم بها دولة رئيس الوزراء فهل يعقل ان هذه الامور هي الاسلوب الصحيح وان القيام بها لايعد مثلبة وانما هي الادارة فليست هناك سلبية معينة في التشابه بينه وبين ماكان يقوم به الملعون الهدام ثم ان هناك نقطة مهمة جدا ذكرني بها احد نواب الحزب الحاكم عندما سئل من ترشحون لمنصب رئيس الوزراء فقال الاستاذ المالكي فقيل له ومن البديل فأجاب الاستاذ المالكي هذا الموقف ذكرني بلقاء للملعون الطاغية عندما قام اليه بعض المتملقين له وقال “سيدي انا اقترح ان نعمل تمثال من الذهب لسيادتكم وثم نقوم بأطلاقه الى المحيط الخارجي ليقوم بالدوران حول الكرة الارضية !! هذا الموقف وغيره والذي بدأت تكثر في هذه الايام مثيلاته الا يدعو الى التوقف والتفكير حول الى اين نحن سائرون؟ الى اين نحن نتجه؟ الى اين نحن نمضي؟ فيالها من مصيبة عظمى بحيث لم يستفد الشعب العراقي من سني الظلم والطغيان وعاد من جديد ليلدغ من نفس الجحر فإنا لله وانا اليه راجعون .