23 ديسمبر، 2024 3:54 م

العراقيون هدموا عش الدبابير

العراقيون هدموا عش الدبابير

قال عز من قائل سبحانه” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”, يأمرنا الخالق العظيم جل شأنه, بعدم النزاع والفرقة لأجل قوتنا.
يعيش وطننا العراق بكل مكوناته وطوائفه, حربٌ شعواء لا تفرق بين أبيض وأسود, بين مسلم ومسيحي ويزيدي أو عربي وكردي, إنها حرب إبليس ضد بني آدم, متمثلة بتنظيم أسموه داعش, ذلك التنظيم الذي صنعه الاستعمار البريطاني, فرعَته أمريكا لتحضنه دويلة اسرائيل.
فمن الأفكار الوهابية, التي تم زراعتها في نجد, الموصوفة من قبل الرسول الكريم صلوات ربي عليه وآله بقوله: “من هنا يخرج قرن الشيطان”, ووضعت نظام حكم مشكوك في نسبه, حيث يرجح كثير من الباحثين, أنهم من أصولٍ يهودية, تم زراعتها في أرض الجزيرة.
بعد القضاء على القوة الثانية في العالم, بتفتيت دول الاتحاد السوفياتي, أصبح العالم تحت قوة واحدة, هي أمريكا التي تسيطر عليها الإدارة الإسرائيلية, لتظهر في منطقة الشرق الأوسط, قوة تنامت بسرعة لتصبح خطرا, على دولة يهوذا القرن العشرين.
إيران تلك الجمهورية الاسلامية, التي أرعبت الغرب, فقاموا بتحريض ولدهم هدام, ليحاربها ثماني سنوات دامية, لمعرفتهم أن قوة جديدة عظمى, قد بدأ نشؤها في الشرق الأوسط, ولا بد من خلق الفوضى, كي لا تنهض وتهدد ابنتهم إسرائيل.
ما بين دولة اسرائيل وايران, دولتان هما سوريا والعراق, فكان احتلال العراق للسيطرة على الوضع, فزرعوا القاعدة وساسة الدولار, أما سوريا فلم ترضخ لتهديد, فأثاروا فتنة انحدرت للمحافظات السنية العراقية, ليتم فتح عش الدبابير, وصحى العراقيون ليروا بلدهم مستباحاً.
وسط الفرقة والازمة السياسية, تم احتلال محافظات وانتهكت الحرمات, وفُجرت مراقد الانبياء والأولياء, هُجر أهل الديار حيث لا خيار, إما القتل أو النزوح بعيدا طلباً للأمان, لتصدر فتوى الجهاد, ليتشكل حشدٌ شعبي لدرء الخطر.
هبت العشائر الشريفة, بعد علماء الدين والساسة الغيارى, لتعلن الوحدة في جهاد مرير, بعيداً عن المصالح الضيقة, فقد انكشفت اللعبة الخبيثة, ليعود النسيج العراقي أكثر قوة, مما حير الأعداء.
أرادت أمريكا تحييد الفتوى, فنادت المرجعية بوحدة الصف, والمحافظة على ضبط النفس في لقتال, فمع وجود الحواضن, فهناك من لا حول له ولا قوة.
فالنزاع بين الأخوة فسح المجال للاقتتال, وكما قال جل شأنه: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ”.