9 أبريل، 2024 6:53 ص
Search
Close this search box.

العراقيون مظلومون دائما

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس غريبا ان يقع المنتخب الوطني العراقي تحت طائلة الظلم الذي بدر من الخليجيين بدون استثناء في بطولة خليجي 21 التي اختتمت امس بخسارة لا يستحقها امام منتخب (عموري) الاماراتي ، اذ ان الظلم ملازم لكل عراقي من مهده الى لحده .

لكن … الملفت للنظر ان الدول الخليجية كلها تتوحد عندما يلعب فريق منها مع العراق بالتحديد ، وتعطي انطباعا انهم بالفعل دولة واحدة وجنسية واحدة وثقافة واحدة ، وان المنتخب الخصم (العراق) هو اجنبي ، لهذا فان هذه الدول تتكاتف وتضع كل امكانياتها لدعم المنتخب الخليجي بشكل علني وفاضح … والاكثر غرابة ان الحكومة العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ، يركنون الى السكوت حتى في حال ظهور بوادر الظلم قبل وقوعه .

فالحكومة (واخص بالذكر وزارة الخارجية) كانت مسؤولة على ترك المنتخب الوطني وحيدا فريدا في ملعب اماراتي بامتياز ، واتحاد كرة القدم كان يعلم جيدا بان الحكم السعودي الذي عين قبل المباراة بيوم واحد سوف لن يكون عادلا وسيميل الى الامارات على حساب منتخبنا ، مع ان الاتحاد يحق له الاعتراض على الحكم وتغييره .

مثل هكذا اجواء ماذا سيفعل منتخبنا الذي لعب في مباراة رياضية بشكلها ، وسياسية بمضمونها ؟ هل ننتظر منه الفوز الذي لو حصل لكان قد حقق معجزة في ظل الاجواء انفة الذكر ، اذ ان الدافع الذي كان يدفع مدربنا الوطني حكيم شاكر ولاعبيه هو دافع الغيرة العراقية الفريدة ، الذي لطالما وضعت نصب اعينها الحرص والبذل في سبيل افراح الشعب العراقي الذي اكهلته الاحزان ، والا ان اي فريق في العالم لا يمكن له ان يلعب بشكل مريح وعادل في ظل هذه الاجواء .

ان هذه المباراة كانت تعبيرا لا يقبل الشك وترجمة حقيقية لموقف الدول الخليجية من العراق ، لا سيما ان ما حدث في ملعب البحرين لم يكن تسخيرا لامكانيات مؤسسات رياضية ضد منتخبنا الوطني ، انما تسخيرا لامكانيات دول من اجل خسارة منتخبنا ، وعدم اسعاد الشعب العراقي الذي فيما يبدو ان الضحكة النادرة التي ترسم على شفتيه تؤذي ابناء الخليج .

نعم … الحكومة حاولت تغيير نظرة دول الخليج تجاه العراق ، وابدت حسن نية منقطة النظير ، وحاولت ان ترسل اليهم رسالة ، بان العراق اليوم ليس عراق صدام حسين ، فذاك زمان ولى وهذا زمان اخر … لكن دون جدوى .

لكن سياسة العراق مع دول الخليج هذه سوف لن تكون مثالية ، دون فرض شخصية المواطن العراقي في هذه الدول ، وافهامهم بان هذا المواطن كريم وعزيز في وطنه ويعيش في رفاهية بلده ، من خلال العمل الدؤوب بتسهيل دخوله ومنح تأشيرة الدخول له من قبل هذه الدول ، والا ماذا تفسير الحكومة العراقية تصرفات هذه الدول ، باخضاع المواطن العراقي الى الانتظار في مطارات هذه الدول بشكل مستفز ، في حين انهم يتملقون في لمواطني باقي دول العالم .

ففي احدى المرات هبطت طائرتنا في مطار القاهرة الدولي ، وهبطت بعد طائرتنا طائرة صهيونية ، بقينا نحن العراقيين اكثر من ثلاث ساعات في حين ان طريق اليهود كان سالكا !!!

هذه هي الدول العربية وهكذا تتصرف مع العراقيين ، فهذه الدول تنادي بالقومية العربية وتعلن العداء للكيان الصهيوني ، في حين انها تلعق بطاع الصهيونيين في الخفاء ولا تخجل من هذا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب