ليس غريبا ان يقع المنتخب الوطني العراقي تحت طائلة الظلم الذي بدر من الخليجيين بدون استثناء في بطولة خليجي 21 التي اختتمت امس بخسارة لا يستحقها امام منتخب (عموري) الاماراتي ، اذ ان الظلم ملازم لكل عراقي من مهده الى لحده .
لكن … الملفت للنظر ان الدول الخليجية كلها تتوحد عندما يلعب فريق منها مع العراق بالتحديد ، وتعطي انطباعا انهم بالفعل دولة واحدة وجنسية واحدة وثقافة واحدة ، وان المنتخب الخصم (العراق) هو اجنبي ، لهذا فان هذه الدول تتكاتف وتضع كل امكانياتها لدعم المنتخب الخليجي بشكل علني وفاضح … والاكثر غرابة ان الحكومة العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ، يركنون الى السكوت حتى في حال ظهور بوادر الظلم قبل وقوعه .
فالحكومة (واخص بالذكر وزارة الخارجية) كانت مسؤولة على ترك المنتخب الوطني وحيدا فريدا في ملعب اماراتي بامتياز ، واتحاد كرة القدم كان يعلم جيدا بان الحكم السعودي الذي عين قبل المباراة بيوم واحد سوف لن يكون عادلا وسيميل الى الامارات على حساب منتخبنا ، مع ان الاتحاد يحق له الاعتراض على الحكم وتغييره .
مثل هكذا اجواء ماذا سيفعل منتخبنا الذي لعب في مباراة رياضية بشكلها ، وسياسية بمضمونها ؟ هل ننتظر منه الفوز الذي لو حصل لكان قد حقق معجزة في ظل الاجواء انفة الذكر ، اذ ان الدافع الذي كان يدفع مدربنا الوطني حكيم شاكر ولاعبيه هو دافع الغيرة العراقية الفريدة ، الذي لطالما وضعت نصب اعينها الحرص والبذل في سبيل افراح الشعب العراقي الذي اكهلته الاحزان ، والا ان اي فريق في العالم لا يمكن له ان يلعب بشكل مريح وعادل في ظل هذه الاجواء .
ان هذه المباراة كانت تعبيرا لا يقبل الشك وترجمة حقيقية لموقف الدول الخليجية من العراق ، لا سيما ان ما حدث في ملعب البحرين لم يكن تسخيرا لامكانيات مؤسسات رياضية ضد منتخبنا الوطني ، انما تسخيرا لامكانيات دول من اجل خسارة منتخبنا ، وعدم اسعاد الشعب العراقي الذي فيما يبدو ان الضحكة النادرة التي ترسم على شفتيه تؤذي ابناء الخليج .
نعم … الحكومة حاولت تغيير نظرة دول الخليج تجاه العراق ، وابدت حسن نية منقطة النظير ، وحاولت ان ترسل اليهم رسالة ، بان العراق اليوم ليس عراق صدام حسين ، فذاك زمان ولى وهذا زمان اخر … لكن دون جدوى .
لكن سياسة العراق مع دول الخليج هذه سوف لن تكون مثالية ، دون فرض شخصية المواطن العراقي في هذه الدول ، وافهامهم بان هذا المواطن كريم وعزيز في وطنه ويعيش في رفاهية بلده ، من خلال العمل الدؤوب بتسهيل دخوله ومنح تأشيرة الدخول له من قبل هذه الدول ، والا ماذا تفسير الحكومة العراقية تصرفات هذه الدول ، باخضاع المواطن العراقي الى الانتظار في مطارات هذه الدول بشكل مستفز ، في حين انهم يتملقون في لمواطني باقي دول العالم .
ففي احدى المرات هبطت طائرتنا في مطار القاهرة الدولي ، وهبطت بعد طائرتنا طائرة صهيونية ، بقينا نحن العراقيين اكثر من ثلاث ساعات في حين ان طريق اليهود كان سالكا !!!
هذه هي الدول العربية وهكذا تتصرف مع العراقيين ، فهذه الدول تنادي بالقومية العربية وتعلن العداء للكيان الصهيوني ، في حين انها تلعق بطاع الصهيونيين في الخفاء ولا تخجل من هذا .