العراقيون مبتلون بطائفين من سياسي السنة وفاسدين من سياسي الشيعة وانتهازين من سياسي الاكراد…هذه الصفة لا احد يستطيع نكرانها بعد تجربة اكثر من عشر سنوات من حكومة الشراكة اللاوطنية والمحاصصة الطائفية … وما حصل في استجواب وزير الكهرباء تحت قبة البرلمان قبل ايام عكس هذه الصورة وجسد هذه الصفة بشكل لا يقبل الشك والمناقشة والا ما الذي يدعوا كل اعضاء البرلمان بدون استثناء من المحسوبين على طائفة الوزير الفهداوي وان اختلفول معه ان يقتنعوا باجاباته ويصوتوا له بنعم حتى بضمنهم مشعان ركاض الذي اعتاد ان يسبح عكس تيار طائفته وكتلته الانتخابية ؟! اليس وراء هذه النعم الدم الطائفي الذي يجري في العروق ويلزم العقل بقرار انصر اخاك ان كان ظالما او مظلوما ؟! هل الفهداوي اوصل الكهرباء للنازحين من المثلث الغربي والساكنين في الخيم بالصحراء؟! حتى يقفوا هؤلاء النواب هذا الموقف المتضامن معه ؟ ام انهم كافؤه لان الكهرباء لا تنقطع عن المناطق التي تحت سيطرة الدواعش وهم وحدهم يتنعمون بها … ناتي الى نواب الائتلاف الوطني اللاموحد فلم تحركهم مشاعر الطائفية لابناء جلدتهم وهم يعيشون تحت حرارة وصلت الى52 مئوية في البصرة والكهرباء لا تاتي الا ساعات حتى مات اطفال رضع ومرضى وشيوخ لهذا السبب , لم تحركهم المظاهرات في ثمان محافظات ابرز ما فيها رفعت لافتات تطالب بخدمات الكهرباء وتطالب بمحاسبة من سرق المال فيها… الم يسمعوا هؤلاء النواب ما قالته النائب ماجدة التميمي بشان فساد وزارة كهرباء الفهداوي بدليل الوثيقة ؟! ما مبرر ان يصوت ا6 نائبا من الائتلاف من اصل 153 بنعم للفهداوي ؟! حسب ما اعلنته النائب حنان الفتلاوي ؟! لماذا هؤلاء النواب تحدوا ارادة المتظاهرين وتطلعات الشعب المشروعة بتقديم خدمات الكهرباء ؟ يمكن القول ان نواب كتلة الائتلاف من صوت بنعم للفهداوي اما انهم لا يشاركون من انتخبهم بهمومهم ومحنتهم او انهم قابلين بالفساد وبعضهم جزء منه او انهم ينعقون مع كل ناعق دون وعي وارادة وادراك …اما نواب الاكراد فالامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد حتى وان العراق يرجع الى القرون الوسطى ليستخدم بدل المصباح فتيلة وزيت وبدل المبردة مهفة من الخصاف , انهم يعيشون على التناقضات والاختلافات كانتهازين للحصول على المزيد من المناصب والمكاسب .
