كنت ومازلت على قناعة تامه ومن خلال جملة من المعطيات التي تبلورت لدي وعلى امتداد العشرات من السنين وخاصة ما افرزته السنوات الخمس عشرة الماضية والتي كانت ومازالت حبلى باحداث لم يشهد لها العراق مثيلا على امتداد عمره الطويل والذي شهد احداثا كثيرة تركت بصماتها على مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية سواء تلك التي تسبب بها الغزو الاجنبي او الاحتلالات المختلفة له اقول انا على قناعة تامة بأن العراقيين قادرون على تجاوز كل الصعاب ومهما بلغت خطورتها.ويضاف الى ما يعزز هذه القناعات التي امتلكها كوني اجريت واشرفت على المئات من بحوث واستطلاعات الرأي العام في مختلف مناطق العراق ومحافظاته الشمالية والوسطى والجنوبية من خلال ترؤسي لشركة المستقلة للبحوث والدراسات الإستراتيجية وتم نشرها على نطاق واسع جدا داخل وخارج العراق وكانت النتائج التي أظهرتها هذه البحوث والدراسات مطابقة للواقع العراقي لدرجة كبيرة جدا واعتمدت عليها جهات كثيرة من تلك التي يهمها مايجري في العراق من احداث.واود في هذا المقال ان اطلع القارىء الكريم على اخر استطلاع اجرته شركتنا المستقلة وخاصة بعد تولي رئيس الوزراء حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء بعد جملة التوافقات داخليا وخارجيا التي جرت وتم بموجبها ولادة الحكومة الجديدة حيث اظهر الاستطلاع انه ولاول مرة منذ عاد 2008 يظهر السنة تأييدا واسعا لرئيس الوزرء العبادي حيث ابدي53% من سنة العراق الاعتقاد بأن العبادي له تأثير ايجابي بينما لم تتجاوز هذه النسبة 4% لسلفه نوري المالكي. كما بين الاستطلاع الذي جرى على عينه تمثل عرب العراق سنة وشيعة بأن الاغلبية العظمى من العراقيين بما فيهم اولئك الذين يقطنون في الموصل والرمادي حاليا لديهم اتجاهات سلبية تجاه داعش ويعتقدون بتأثيرها غير الايجابي على مستقبل العراق وان اكثر من 90% من العراقيين يعتقدون ان مشكلة داعش لايزال يمكن حلها بطرق سياسية وليست عسكرية فقط مع ان الغالبية العظمى ترى ان الحل العسكري مايزال يبقى خيارا وممكنا ايضا. ومن النتائج المهمة التي اظهرها الاستطلاع ان المؤيدين لفكرة الفيدرالية( سنة وشيعة) لا تتجاوز نسبتهم 26% بينما رفضها 74% وهي نسبة عالية تعكس رأي الاغلبية. وان اهم ماتوصل اليه الاستطلاع حيث اظهر ان ثلاثة ارباع العراقيين سنة وشيعة لايزالون على قناعة تامة بأن العراقيين يمكن ان يضعوا خلافاتهم جانبا ويعيشوا بسلام جنبا الى جنب.