يخطيء أوباما حينما يعرض على العراقيين في الوقت غير المناسب تدريب قواتهم التي تحارب داعش بالنيابة عن العالم المتحضر، فهذا أوان القتال وليس أوان التدريب عليه، هذا أوان البطولة لا أوان الجبن، أوان المواقف القوية لا أوان الضعف، أوان الصدق لا أوان المخاتلة واللعب على حبال السياسة. إن العراقيين الذي لبوا فتوى المرجعية الشيعية والسنية على السواء، هم من أجاب السيد أوباما، وصفعوا وجه السياسة الأمريكية العرجاء التي دعمت الإسلاميين في أفغانستان حتى خرجوا عن طوعهم، ودعمتهم في ليبيا حتى أحرقوا السفارة الأميركية بمن فيها، ودعموا الإخوان المسلمين في مصر حتى كنسهم السيسي، ودعموا الفصائل المسلحة في سوريا حتى عاثوا في الأرض فساداً، وهاهم اليوم يتخلون عن العراق، ويتركونه بمفرده يواجه داعش ومن يغذيها من الأنظمة العربية، داعش التي تهجم كالجراد على المدن العراقية الحاضنة والمتواطئة معهم، وتحاول إسقاط التجربة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط من أجل عيون الأنظمة الموتورة طائفياً. إن الآلاف من المتطوعين ومن جميع الفئات العمرية، والذين يزحفون من مدن العراق وقراه، من بواديه وسهوله، ومن أهواره وتلوله، يعرفون جيداً فن الحرب، ويطلقون النار في كل مناسبة، الحزينة منها والمفرحة، وهم ليسوا بحاجة إلى تدريبات السيد أوباما، فقد دقت ساعة الحقيقة وسقطت جميع الأقنعة.