23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

العراقيون لا يميزوا بين الحاء والعين!

العراقيون لا يميزوا بين الحاء والعين!

عندنا في العراق، مثل شعبي جميل يقول:( الگرعة —القرعة— تتباهى بشعرات أختها)، ويبدو أن هذا المثل مأخوذ عن فكرة سائدة في المجتمعات البشرية وهي: ان الجمال البشري يبدأ من الشعر.
حتى أن هناك قصة قديمة مشهورة تحكي القصة: أن الفلستيين أغروا دليلة، زوجة شمشون الثالثة، بالكثير من المال لتكشف لهم سر قوة الرجل الذي قمعهم سنوات عديدة. راوغها شمشون عدة مرات، حتى كشف لها أخيرا أن قوته تكمن في شعر رأسه الذي لم يُحلق أبدا. سارعت دليلة إلى إخبار الفلستيين الذين طلبوا منها قص شعره، وهكذا استطاعوا إلقاء القبض والتغلب عليه، ولا يزال شمشون وشعره المقصوص يمثلان حتى اليوم القوة والرجولة والجمال.

مرة، أجرت بعض القنوات الإعلامية الأمريكية استطلاعاً للرأي، حول موضوع:( هل سينتخب الشعب الأمريكي يوماً ما رئيساً أصلع)، فظهرت نتائج الإستطلاع والتقديرات، أن أغلب الامريكيين لا يحبون الرؤساء الصلع، وأنهم يفضلون زعامة المرأة على الزعيم الأصلع، وذلك لسببين، الاول: يكمن بظاهرة تدعى “الرئيس التلفزيوني”— أي بمعنى الظاهرة الجمالية— فيعطون للمظهر أهمية خاصة.
الثاني: ان الرئيس الأصلع لن يستطيع في جميع الأحوال، أن يمثل أفضل المصالح الأمريكية في العالم.

الكاتب الأسرائيلي”داني بار أون” كتب مقالة في صحيفة”هآرتس”الأسرئيلية، ربط في مقالته بين صلع نتنياهو وإدارته للحكومة، فيرى الكاتب ان سبب ضعف إدارة” بنيامين نتنياهو” لإداوة الدولة، وعدم القدرة على اتخاذه القرارات، وتردده فيها، دون حساب الضرر أو الفائدة، يرجع السبب إلى صلعه، وذلك حينما يقوم نتنياهو بستر صلعه ببعض شعره المتبقي من اليمين إلى اليسار ومن ثم أنزاله على جبهته، فهو يشعر بالضعف والعيوب، فيلجأ إلى هذه الطريقة لستر عيوبه.

لكن الدراسات العلمية والنفسية الحديثة، لها رأي آخر في الصلع، تقول هذه الدراسات: ان الرجال”الصلع” هم أكثر رجولة، وقدرة على فرض سيطرتهم على من حولهم، وهم أكثر نضجاً من الناحية الإجتماعية، وأكثر ذكاء وصدقاً، وأنهم يتميزون بالقوة والتأثير، وأن الصلع مرتبط بمظاهر الحكمة والتنّور، وغير ذلك.

بقطع النظر عن الآراء المادحة والقادحة في الرجال”الصلع”، فما يهمنا هو زعيم وقائد يتميز بالقدرة والكفاء لإدارة البلد، ان كان رجل أصلع أو لديه شعر كثيف.

مدننا في الوسط والجنوب، تعاني من الجفاف، وأراضيها من التصحر، والتصلع فلا ماء يغطيها، وكما قال الشاعر وهو يشبّه الصلع بالصحراء:(لي صاحبُ في رأسه صحراءُ..جفّت فلا عشب بها ولا ماء)، والناس تشتكي وتنادي العطش العطش، وتفزّع وتحشّم برئيس الوزراء”الأصلع”، وهو ولا كأنّه هناك مشكلة كبيرة بالمياه، تتطلب الاسراع والعجلة بالأمر، لتدارك الأزمة.

ان السبب الرئيسي في كل أزمة تحصل بالبلد، هي الناس، فإذا قيل لهم: أنتخبوا الأصلح، ذهبوا وأنتخبوا الأصلع، فعجباً لشعب لا يفرّق بين حرفي الحاء والعين!